دوسلدورف.. مدينة عالمية تقدم العرض المناسب لكل زائر

توفر مدينة دوسلدورف، التي تقع على نهر الراين الساحر، العرض المناسب لكل زائر من الزوار القادمين من جميع أنحاء العالم ومن بينهم الزوار الخليجيون، سواء كان ذلك في مجال التسوق أو الترفيه أو الاستجمام أو الثقافة. فبينما يجد المرء متاجر رفيعة وعلامات تجارية عالمية في شارع التسوق الفخم "كونيغسآليه"، تقدم البلدة القديمة "ألتشتادت" مقاهي ومطاعم متنوعة. كما يمكن للزوار أيضاً التنزه على ضفاف الراين لساعات طويلة أو الاسترخاء في أحد حدائق ومتنزهات المدينة الجميلة أو زيارة قصر بينرات القديم "بينرات شلوس" وحديقته الجميلة التي تدعوك إلى الاسترخاء والاستجمام في جنباته أو التوجه إلى حي ميناء الإعلام "ميدين هافن" الذي يزخر بالمباني ذات الهندسة المعمارية المذهلة والمحلات التجارية والخيارات الترفيهية المسائية.

 

وبشكل عام، سيجد الزوار خدمات على أعلى مستوى خلال تواجدهم في دوسلدورف، حيث تبدأ من لحظة هبوط طائرتهم في المدينة. فقد باتت المنطقة العربية وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي سوقاً متنامياً بالنسبة لمطار دوسلدورف الدولي، الذي يعد واحداً من أفضل أفضل المطارات الألمانية أداءً. وفور وصولك إلى مطار دوسلدورف يمكنك التمتع بخدمة كبار الزوار، حيث ينتظرك جناح خاص مجهز بكل التجهيزات يتيح لك الاسترخاء أو الاهتمام بأمورك الخاصة، بيما يتولى فريق من الموظفين إتمام إجراءات السفر المتبقية كاستلام الحقائب على سبيل المثال وغيرها من الإجراءات.

كما ستجد أن عملية التنقل من وإلى المطار تتميز بالسهولة والسرعة في الوصول من كافة الاتجاهات، حيث تتوفر رحلات مريحة بالقطارات إلى مدن عديدة في ألمانيا وهولندا وغيرها.

ولكن مهما اختلفت خطط الزوار وبرامجهم السياحية، إلا أنه لا ينبغي عليهم تفويت فرصة زيارة البلدة القديمة "ألتشتادت"، حيث لا يوجد في عاصمة ولاية "نوردراين-فستفالن" مكان قريب جداً من نبض المدينة أكثر من البلدة القديمة التي تقع بين نهر الراين وشارع "هاينريش هاينه آليه" على مساحة لا تتجاوز نصف كيلومتر، فهنا يوجد ببساطة كل شيء. ويصعب وصف هذا التنوع واختصاره في جملة واحدة، فمن النادر أن تجد حوالي 260 بار وحانة ونادي ليلي ومطعم تصطف بالقرب من بعضها البعض في مكان واحد في أي مدينة أخرى كما هو الحال في البلدة القديمة "ألتشتادت". أما بالنسبة للطعام الذي يتم تقديمه فيتراوح بين المطبخ المحلي وأطباق منطقة الراين ومأكولات الشرق الأقصى. كما تضفي الفنون والثقافة طابعاً فريداً على النزهات بين الأروقة الضيقة. علاوة على ذلك، يوجد في البلدة القديمة متاجر لبيع الأثاث ومحلات صغيرة تلبي الاحتياجات اليومية وغيرها.

وحتى إذا كنت ترغب في التمتع بأمسية ذات نكهة خاصة في دوسلدورف، فستكون البلدة القديمة خياراً مثالياً، نظراً لما تزخر به من مطاعم متنوعة، بدءاً من مطاعم الذواقة ووصولاً إلى مطاعم الفلافل اللبنانية، بحيث ترضي مختلف الأذواق وتناسب جميع الميزانيات. وهناك عدد لا يحصى من الحانات  والمقاهي التي تدعو السياح للاستراحة والاسترخاء، فالمقاهي العصرية في شارع "شتادت بروكشين" وساحة "ماركت بلاتس" أو في شارع "ميتل شتراسه"، تمثل المكان المناسب للتلاقي. وبشكل عام، تحظى الحياة الليلية في دوسلدورف بسمعة واسعة تتجاوز حدود المدينة، سواء البلدة القديمة التي تعد موطناً للنوادي الليلية، أو غيرها من الأماكن الجذابة.

 كما يعد التسوق أمراً لا بد منه في دوسلدورف. ويمكن أن يتم عبر جولة سريعة في البلدة القديمة، لأن هذا المكان مغاير تماماً لشارع التسوق المشهور عالمياً "كونيغسآليه"، الذي يفضل مواطنو دوسلدورف أن يطلقوا عليه اسم "كو" ويتميز بالمتاجر الرائدة والماركات العالمية الشهيرة وبعرضه الرائع وطوله الذي يبلغ 580 متراً مع قنوات المياه التي يبلغ عرضها 32 متراً، والتي تتدفق فيها مياه نهر "دوسل" الأصلية، وما يقرب من 120 شجرة كستناء رائعة. وتعتبر البلدة القديمة المكان الذي يمكن لعشاق التسوق وصائدو الصفقات إيجاد كل ما يبحثون عنه. فسواء أكانت متاجر فاخرة، سلاسل متاجر أزياء معروفة أو حتى محلات المنتجات المستعملة، فهذا هو المكان الذي يمكن العثور فيه على أحدث الصرعات العصرية وصيحات الموضة من الأزياء إلى العلامات التجارية الراقية الكبرى. أما سوق ساحة "كارلس بلاتس" فهو المكان الذي يمكن للمرء فيه الحصول على الأطعمة الطازجة والخضروات والفاكهة الأفضل مذاقاً. وتمثل المحلات التجارية الصغيرة والمطاعم العديدة ومتاجر التحف القديمة المنتشرة على طول الأزقة المرصوفة بالحصى التاريخية في منطقة "كارلس شتادت"، المكان المناسب لكل من يرغب بالابتعاد عن الأجواء الصاخبة.

وتحت ظلال برج القصر القديم "شلوس تورم" يمكن للمرء أن يحظى بمشاهدة مناظر رائعة لنهر الراين ومنطقة "أوبركاسل" وميناء الإعلام "ميدين هافن"، حيث يعتبر الأخير بكل تأكيد من أبرز معالم المشهد المعماري في دوسلدورف. فبينما كان في السابق مكاناً محورياً للتجارة والصناعة، فهو اليوم يبهر خبراء العمارة الدوليين برموزه التقليدية والحديثة. وتعتبر مباني جيري المائلة "جيري باوتن"، التي صممها المهندس "فرانك جيري" من أشهر المباني التي يمكن أن ننسب سحرها الخاص إلى ميناء الإعلام، يضاف إلى ذلك الكثير من الجواهر المعمارية.

وبالتأكيد، يمكن أيضاً الجلوس في أحد المقاهي المنتشرة على كورنيش نهر الراين ومشاهدة العديد من المتزلجين وراكبي الدراجات وأشخاص يرغبون فقط بتمضية أوقات ممتعة والتنزه على ضفاف نهر الراين.

وتعد البلدة القديمة أيضاً مكاناً جديراً بالزيارة لكل من يعشق الثقافة والفن. فالمجموعة الفنية الخاصة بولاية "نوردراين-فستفالن" التي تمثل رسومات من القرن العشرين، ودار الأوبرا الألمانية على نهر الراين "دويتشه أوبرا آم راين" المتواجدان في شارع "هاينريش هاينه آليه"، قاعة الفن "كونست هاله" في ساحة "غرابه بلاتس"، أكاديمية الفن "كونست آكاديمي"، صالة الموسيقى "تون هاله" ومجمع "إيرنهوف" تمثل عمائد مهمة في مشهد دوسلدورف الفني. ويكتمل المشهد من خلال متحف المدينة "شتادت موزيوم" ومتحف الأفلام "فيلم موزيوم"، والمعارض المتنوعة والمسارح الصغيرة.

وبالنسبة للمهتمين بمعرفة تاريخ دوسلدورف وجذورها، فهناك العديدة من المعالم المهمة التي يمكن زيارتها، منها على سبيل المثال مبنى البلدية التاريخي "راتهاوس" مع تمثال الفارس "يوهان فيلهلم الثاني (يان فيليم)" وهو من معالم دوسلدورف الهامة في قلب المدينة القديمة. أما نهر "دوسل"، هذا النهر الصغير الذي يعود له الفضل في منح المدينة اسمها، فيمكن رؤيته فقط بين زقاق "ليفر غاسه" وساحة "بورغ بلاتس".

ولكن جاذبية دوسلدورف لا تتوقف هنا، بل تمتد إلى جمالها الطبيعي ووفرة المساحات الخضراء، إذ من النادر أن تجد مدينة كبيرة خضراء مثل دوسلدورف، يمثل ما يقرب من خمس مساحتها الإجمالية مناطق ترفيهية ومساحات خضراء وغابات، ويندرج ثلث مساحة المدينة تحت مناطق المناظر الطبيعية المحمية. وتضمن هذه الخاصية بلا شك  نوعية عالية من الحياة وتزيد من جاذبية المدينة باعتبارها وجهة للعيش وتعزز حماية البيئة والطبيعة في وئامها مع التنمية الحضرية. فالمفهوم الناجح للحفاظ على المساحات الخضراء والتزام المواطنين تجاه مدينتهم يؤتي ثماره دوماً، إذ حصلت دوسلدورف على جوائز ألمانية وأوروبية لما تضمه من حدائق ذات تصميم رائع. ولا يقتصر ذلك على وسط المدينة التي تضم واحات خضراء مثل متنزه "راين بارك" وحديقة "هوف غارتن"، بل يمتد إلى أماكن جذابة أخرى مثل المتنزه الشمالي "نورد بارك" مع حديقته اليابانية، وأطلال القصر الإمبراطوري "كايزر بفلاتس"، وكذلك قصر "بينرات" وحديقته الساحرة، اللذان يمثلان بالفعل جوهرة ثقافية وسياحية قل نظيرها.