إطلالة على حدائق ومتنزهات برلين

في كل مكان من العاصمة الألمانية توجد أشكال مختلفة من المساحات الخضراء والحدائق والمتنزهات الترفيهية وحدائق القصور وكذلك الغابات والأحراج.

 

تيرغارتن

هو المنتزه الأكبر في المدينة إلى جانب كونه أهم المنتزهات وأكثرها شعبية فيها، حيث يزخر دوماً بجموع الزوار من أهل برلين وضيوفها لاسيما العائلات، وهنا يمكنك ممارسة رياضة المشي والجري والارتماء فوق العشب الأخضر والاسترخاء. فمع مساحة تبلغ 210 هكتاراً، يعتبر هذا المنتزه بمثابة قلب العاصمة الألمانية الأخضر. كان المتنزه يمثل في القرن السادس عشر منطقة للصيد، إلا أن الملك البروسي فريدريش الثاني قام في عام 1742 بتكليف المهندس (جورج فنرسلوس فون كنوبلسدورف) بتحويل مرفق الصيد هذا إلى منتزه شعبي. وبعدها بحوالي 100 عام، عمل المهندس الشهير (بيتر جوزيف لنيه) على التصميم الجديد لـ (كنوبلسدورف) ذو الطابع الباروكي، حيث حوله إلى حديقة طبيعية بنمط إنكليزي وبقي على هذا النحو حتى منتصف القرن الماضي. وعلى الرغم من أن أيام الفوضى في القرن العشرين تركت بصماتها أيضاً على هذا المنتزه، إلا أنه ينتمي اليوم إلى أهم المنتزهات وأكثرها شعبية في المدينة، حيث يزخر دوماً بجموع الزوار من أهل برلين وضيوفها لاسيما العائلات. لذا ننصحك بزيارته.

 

الحديقة النباتية والمتحف النباتي داهليم

الحديقة النباتية والمتحف النباتي (داهليم) هي وجهة جديرة بالزيارة. فمع 22 ألف نوع نباتي تعتبر الحديقة النباتية (بوناتيشر غارتن) واحدة من أهم ثلاث حدائق نباتية على مستوى العالم. وتدعوك هذه الحديقة النباتية لنزهة ممتعة على مساحة 43 هكتاراً. ويتكون المتنزه من 3 مناطق: المشتل المشجر (مجمع للزهور والشجيرات)، معرض التشكيلات الجغرافية النباتية العالمية، والقسم المنهجي مع ما يقرب من 1500 نوع نباتي. وبالإضافة إلى ذلك توجد حديقة عطرية ولمسية تبلغ مساحتها 3 آلاف متر مربع لفاقدي البصر وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون الكراسي المتحركة.

وعلى الطرف الشرقي من المتنزه، يتواجد 15 من البيوت الدفيئة (البيوت الزجاجية) في أنماط هندسية، من بينهما البيت الاستوائي الكبير، الذي يعد واحداً من أكبر البيوت في هذا المجال ومثالاً واضحاً على العمارة الزجاجية الفولاذية للقرن التاسع عشر. أما المتحف النباتي، الذي يعد الوحيد من نوعه على  المستوى الأوروبي، فيشتمل على مجموعات نباتية علمية واسعة ومتحف للعرض، حيث يمكن هنا دراسة الملحقات النباتية لمقابر الفراعنة المصريين جنباً إلى جنب مع نماذج عديدة من المملكة النباتية.

 

بريتسر غارتن

حديقة بريتس (بريتسر غارتن) التي تمثل بالفعل مكاناً جديراً بالزيارة، فهي تزخر بمجموعة واسعة من الخيارات لقضاء أوقات الفراغ بكل راحة: منطقة بحيرات تبلغ مساحتها 10 هكتارات، حدائق ذات مغزى مثل حديقة الورود الشهيرة (روزن غارتن)، مناطق اللعب، حديقة جيولوجية، حديقة الساحرات والمختبر الكبير الموجود في الهواء الطلق، الذي يقام فيه معرض دائم عن الحيوانات وعالم النباتات. وفي المكان المخصص للتقويم توجد أكبر ساعة شمسية في أوروبا. ومن استنفذ طاقته عبر نزهة على الأقدام في الحديقة التي تبلغ مساحتها 100 هكتار، يمكنه أن يستمر في رحلته الاستكشافية من خلال قطار الحديقة، أو التعريج على واحداً من المطاعم الثلاث التي تفتح أبوابها على على مدار السنة: (كافيه آم زيه)، (بيسترو آم كاليندر بلاتس) ومطعم (بريتسر موله).

بدورها، تزخر حديقة كومينيوس (كومينيوس غارتن) بالنباتات، التي قلما تجدها بهذه الكثافة في المرافق البلدية. وفي نفس الوقت، تعد الحديقة مكاناً شعبياً للتلاقي في المنطقة.

 

حديقة مارتسان

ينبغي أن لا يفوتك أيضاً زيارة الحديقة الترفيهية (مارتسان) التي تُعرف بحدائق العالم، فأهل برلين وسياحها يصابون بالذهول عندما يعرفون أن منطقة (مارتسان-هيلرسدورف) هي واحدة من أكثر المناطق خضرة في برلين. وتعتبر (حدائق العالم) واحدة من هذه المناطق الخضراء مع حدائق تقليدية ذات مغزى من آسيا، أوروبا والشرق. ففي عام 1987 تم افتتاح الحديقة الترفيهية الواسعة (مارتسان) في مدينة برلين التي كانت مقسمة آنذاك تزامناً مع الاحتفال بمرور 750 عاماً على المدينة، وفي عام 2000 تم إضافة (حديقة القمر المستعاد)، التي تعد أكبر حديقة صينية في ألمانيا. وبالإضافة إلى ذلك، وفي إطار مشروع (حدائق العالم) تم افتتاح حديقة يابانية، حديقة شرقية، حديقة من بالي، حديقة كورية، حديقة مسيحية وحديقة إيطالية بنموذج عصر النهضة. ويجد المرء هنا الكثير من الأشياء التي تستحق المشاهد كما سيحظى بفرصة التعرف على أحدث فنون الحدائق القادمة من جميع أنحاء العالم. وتتوافر هنا حدائق عطرية ولمسية للأشخاص من ذوي الإعاقات البصرية والحركية.

 

متنزه الجدار

بين الحي السكني (فيدنغ) و(برنتسلاور بيرغ)، حيث كان جدار برلين يمثل يوماً جرحاً في قلب المدينة نتيجة لتقسيمها، نشأ متنزه الجدار (ماور بارك) الذي ينتمي إلى الأماكن القليلة في المدينة التي كان من يحاول عبورها يلاقي حتفه. ولكن بعد فتح الحدود وإعادة توحيد برلين، تحول خط الجدار بسرعة إلى مساحات خضراء عامة ومنطقة للترفيه والاستجمام، إذ تزخر المنطقة بالعشب الأخضر وأشجار الفاكهة والنباتات البرية والزهور.

 

 

حديقة فيكتوريا "فيكتوريا بارك"

يُشار إلى هذه الحديقة عادة في اللهجة العامية إلى أنها "كرويتسبيرغ". فعند التقاء شارع "غروسبيرين شتراسه" وشارع "كرويتسبيرغر شتراسه" يبرز شلال اصطناعي بشكل لافت ليهوي إلى أسفل التل. ويمثل هذا الشلال الاصطناعي الذي يبلغ علوه 24 متراً نسخة مصغرة عن شلالات "هاينفال" في سلسلة الجبال العملاقة التي كانت تمثل سابقاً مقصداً سياحياً شهيراً لأثرياء برلين. وبناء على دراسات جيولوجية فقد تم تشكيل الصخور بشكل طبيعي للغاية. تضخ المياه اليوم 13 ألف لتر في الدقيقة. وفي الصيف يقوم العديد من سكان برلين بزيارة الحديقة وخصوصاً في فترة المساء من أجل التمتع بمشاهدة منظر غروب الشمس.

 

حديقة "فولكس بارك فريدريشسهاين"

منذ أكثر من 160 عاماً تعتبر حديقة "فولكس بارك فريدريشسهاين" مكاناً شعبياً للابتعاد عن صخب المدينة الكبيرة. وهي من أقدم حدائق برلين. وتقدم التلال المشجرة (الكبير بارتفاع 78 والصغير بارتفاع 48 متراً) والتي تُسمى شعبياً "مونت كلاموت"، منظراً ساحراً للمدينة. وفي فصل الصيف بشكل خاص تشهد الحديقة قدوم الزوار من عشاق السينما في الهواء الطلق والرياضات الترفيهية وكذلك الباحثين عن الاسترخاء والتمتع بالشمس. ويجعل هذا الخليط حديقة "فولكس بارك فريدريشسهاين" واحداً من أهم العناوين في فصل الصيف.