معالم برلين السياحية.. شواهد تاريخية ورموز تتميز بالجمال والإبداع

تتميز العاصمة الألمانية برلين، التي تقع في وسط أوروبا، بأنها مدينة متعددة الصفات: فهي متنوعة ومثيرة ودائمة التجدد، وهي توفر لزوارها فرصاً عديدة للاستمتاع بالحياة والموسيقى والفنون. كما تحرص في ذات الوقت على رعاية تقاليدها العريقة في مجال المتاحف والفرق الموسيقية والمسارح. وتزخر العاصمة الألمانية بالكثير من المعالم السياحية التي تجذب السياح من كافة أنحاء العالم سواء بتاريخها أو جمالها المعماري أو قيمتها الثقافية أو الفنية أو مزاياها الإبداعية. وخلال جولات زيارة معالم المدينة يشرح الأدلاء والمرشدون السياحيون الأحداث المهمة التي مرت بها هذه الكثير من معالم برلين على مدى التاريخ، كما يمكن للمرء أن يعيش تجربة رائعة في مشاهدة المعالم السياحية بطريقة مفعمة بالراحة، سواء من خلال السيارات الفخمة التي تتميز بأفضل التجهيزات أو بسيارة ليموزين طويلة لكل أفراد العائلة.

وعلى الرغم من أنه لم يمض إلا عدة سنوات فقط منذ إعادة التوحيد الرسمية لألمانيا في عام 1990، إلا أن العاصمة الألمانية المقسمة سابقاً، استفادت من العقدين الماضيين بحكمة لإعادة التعريف بنفسها، ولإيجاد صورتها الخاصة في مكان ما بين الشرق والغرب، وما بين التقليد والحداثة. وما تزال المدينة تحتفظ بالعديد من الرموز التي انتصرت على الحرب أو تلك التي تبهر السياح بجمال هندستها المعمارية أو قيمتها التاريخية. ففي برلين يرتبط الماضي بالحاضر بشكل لا مثيل له، حيث تضم المدينة الكثير من المعالم السياحية والتاريخية والترفيهية المميزة. ومن أشهرها نذكر: برج التلفزيون في ميدان "الكسندر بلاتس"، بوابة براندنبورغ، شارع التسوق الفاخر "أُنتر دِن ليندن"، مبنى البرلمان "الرايشستاغ"، معرض الجانب الشرقي "ايست سايد غاليري"، ميدان "جندارمن ماركت"، ميدان بوتسدام "بوتسدامر بلاتس"، كاتدرائية برلين "برلين دوم"، عمود النصر، وقصر شارلوتنبورغ وغيرها الكثير من الأماكن المميزة.

برج التلفزيون في ميدان الكسندر (الكسندر بلاتس): ميدان الكسندر هو واحد من أكثر ميادين المدينة شهرة ويوجد فيه العديد من العروض الجذابة... ويعتبر برج التلفزيون "فيرنزيه تورم" الواقع في ساحة الكسندر "الكسندر بلاتس" أعلى مبنى في ألمانيا (بارتفاع 368 متراً) وواحداً من معالم الجذب الرئيسية في برلين. ويوفر المطعم البانورامي في قبة البرج إطلالة مذهلة على صخب الحياة في العاصمة الألمانية التي يسكن فيها الملايين. وبينما تتناول طعامك بكل راحة، يدور المطعم حول محوره مرة كل 30 دقيقة، لتحظى بالفعل برؤية بانورامية! تم افتتاح برج التلفزيون الذي يعرف باسم "فيرنزيه تورم" في 3 أكتوبر 1969 قبل الذكرى العشرين لجمهورية ألمانيا الديموقراطية. ويرى "والتر أولبرشت"، الذي كان يعمل كرئيس مجلس إدارة مجلس الدولة لجمهورية ألمانيا الديموقراطية آنذاك، أن هذا البرج كان من أهم الرموز التي تبين تفوق المجتمعات الاشتراكية. وكان مبنى برج التلفاز ينبئ أنه كان هناك مستقبل أفضل تخبئه الأيام في الشرق. ومع التاريخ القديم لجمهورية ألمانيا الديموقراطية, يقف البرج شامخاً ويتفق الجميع الآن أنه معلم من معالم ألمانيا. ففي كل عام يصعد أكثر من مليون زائر من 86 دولة إلى ارتفاع 200 متر حيث يمكنهم التمتع  بمنظر يحبس الأنفاس للمدينة التي تعج بالحركة الدائمة والحيوية. ومن الملاحظ أن الكثير من الزوار يقومون في ختام زيارتهم إلى برج التلفزيون بشراء الملصقات والقمصان الواسعة والوسائد المرسوم عليها مبنى التلقزيون الذي أصبح رمزاً رائعاً لمدينة برلين الموحدة.

بوابة براندنبورغ (براندنبورغ تور): تعتبر بوابة براندنبورغ عند ساحة "باريسر بلاتس" أبرز معالم العاصمة الألمانية. في نهاية القرن الثامن عشر تم بناؤها وفقاً للطراز القديم حيث زودت بعربة برونزية يبلغ ارتفاعها 5 أمتار ويتوجها تمثال فيكتوريا. بعد سقوط جدار برلين أصبحت بوابة "براندنبورغ" رمزاً على الوحدة الألمانية.  تقع البوابة عند الطرف الغربي من البوليفارد الفخم "أُنتر دين ليندن".

الحي الحكومي: يوجد فيه مبنى البرلمان "رايشستاغ" بقبته الزجاجية، ومكتب المستشارية الإتحادية... يقع مبنى الرايشستاغ التاريخي بجوار نهر "شبريه" تماماً وهو يمثل منذ عام 1999 مقراً للبرلمان الألماني. ومن القبة الزجاجية الجديدة التي صممها السير "نورمان فوستر"، يحظى المرء بمشهد بانورامي خلاب بزاوية 360 درجة لمدينة برلين.

عمود النصر "زيغيس زويله": يمثل رمزاً من الرموز الشهيرة في مدينة برلين. تم تشييد هذا التمثل الذهبي، الذي تعلوه آلهة النصر فيكتوريا والذي يبلغ ارتفاعه 69 متراً، عام 1873 حيث جرى ذلك في الأصل في ساحة "كونيغس بلاتس" (حالياً ساحة الجمهورية "بلاتس دير ريبوبليك") بناء على تصاميم "هاينريش ستراكس". وكانت مناسبة بناء هذا التمثال البرونزي هي التذكير بانتصارات الحملات العسكرية البروسية ضد الدنمارك والنمسا وفرنسا. وفي عام 1938/1939 تم نقل عمود النصر إلى الساحة المركزية "النجمة الكبيرة" (غروسر شتيرن) وسط منطقة "تيرغارتن". في الجزء العلوي من المعلم التذكاري تقف فكتوريا، التي تمثل آلهة النصر في الأساطير الرومانية. والمثير هو أنك تستطيع صعود عمود النصر عبر درج حلزوني مؤلف من 285 درجة حتى تصل إلى منصة المشاهدة. ومن هناك يمكنك التمتع بإطلالة بانورامية مذهلة فوق مدينة برلين.

جدار برلين: لقد كان جدار برلين بمثابة جرح في قلب برلين ورمزاً على تقسيم ألمانيا، ورمزاً كذلك على الحرب الباردة. ويوجد اليوم صف مزدوج من الحصى يمثل المسار السابق للجدار على امتداد 5,7 كيلومتراً في قلب المدينة.

المعرض الشهير "معرض الجانب الشرقي" (إيست سايد غاليري): يمثل بقايا الجدار الأطول التي لا زالت قائمة حتى  اليوم. وقد لوّن 118 فناناً من 21 بلداً الجدار، ليتحول إلى أكبر معرض فني في الهواء الطلق على صعيد العالم.

ميدان (جندارمن ماركت): يعد أجمل ساحات برلين ويوجد فيه الكاتدرائية الألمانية والكاتدرائية الفرنسية ودار الموسيقى (كونتسيرت هاوس). ويعود تاريخ (جندارمن ماركت) المتقلب إلى القرن السابع عشر، حيث تركت كل فترة تاريخية بصماتها في هذا المكان حتى اليوم.

برج الإذاعة "فونك تورم": كان أحد أبرز المعالم في برلين الغربية خلال فترة جدار برلين. وهو لا يزال إلى اليوم نقطة مشاهدة رائعة تقدم إطلالة بانورامية واسعة على المدينة. تم بناء برج الراديو وفقاً لتصاميم "هاينريش شتاومر". وقد تم تشييد الهيكل الصلب الذي يستند على برج إيفل في فرنسا عام 1924. وفي عام 1926 بدأ الإنتاج الإذاعي في هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 150 متراً. ويوجد مطعم في البرج على ارتفاع 55 متراً، أما منصة المشاهدة فهي تقع على ارتفاع 126 متراً.

 

(هاكيشر ماركت) و(هاكيشه هوفه): حيث يجتمع الفن والثقافة والسكن والعمل والمطاعم...

حي نيكولاي: أقدم حي في برلين وفيه كنيسة نيكولاي التي بُنيت في القرن الثالث عشر...

الملعب الأولمبي: مباني رياضية تاريخية وبوابة الماراثون ومدرجات مكشوفة...

ميدان بوتسدام (بوتسدامر بلاتس) والمنتدى الثقافي (كولتور فوروم): يمثل وسط المدينة الجديد ومركزاً للفنون الجميلة... فهذه الساحة تعتبر القلب القديم للمدينة. وهي بمثابة محور النقل بين مركز المدينة القديمة في الشرق وغرب برلين الجديد. وإلى جانب ساحة "لايبزيغر بلاتس"، التي تجاورها من الغرب، تقع ساحة "بوتسدامر بلاتس" أمام بوابة بوتسدامر السابقة "بوتسدامر شتادت تور" وجدار الجمارك وتحصيل الرسوم السابق. وحتى الحرب العالمية الثانية كانت ساحة "بوتسدامر بلاتس" واحدة من أكثر الساحات ازدحاماً في أوروبا، نظراً لوجود محطة القطارات الرئيسية البعيدة التي تحمل نفس الاسم مع العديد من خطوط الحافلات والترامات وأول نظام إشارة مرور في القارة الأوروبية. وقد تدمرت الساحة بشكل كامل تقريباً خلال الحرب، ودخلت مرحلة سبات لأكثر من 40 عاماً عندما حدث تم تقسيم ألمانيا إلى شرقية وغربية. ولكن بعد إعادة توحيد ألمانيا كان هناك فرصة فريدة لبناء حي جديد بأكمله في وسط العاصمة. وقد فاز المهندسان "هاينتس هيلمر" و"كريستوف زاتلر" في عام 1991 بمنافسة تصميم ساحة "بوتسدامر بلاتس"/ساحة "لايبزيغر بلاتس". ويستند تصميمها على نموذج "المدينة الأوروبية" المعارض لكثافة المباني الشاهقة. في عام 1993 تم البدء ببناء حي "دايملر كرايسلر" وفقاً لتصاميم المهندسين "رينزو بيانو" و"كريستوف كول بيكر". وقد تم التنفيذ من قبل مهندسين معماريين دوليين مشهورين مثل "رينزو بيانو" و"ريتشارد روغرس" و"أراتا إيسوتاكي". وفي أكبر موقع بناء في أوروبا تم إنشاء مركز حضري جديد من اللاشيء خلال 5 سنوات فقط. وفي عام 2000 تم إنشاء مركز سوني "سوني سنتر" من قبل "هيلموت يان"، الذي يعتبر بجمالياته ذات الطابع المستقبلي نقيضاً لحي "دايملر كرايسلر". وفي بداية عام 2004 تم افتتاح مركز "بايسهايم سنتر" عند "لينه دراي إيك". وقد أقرّ الجميع ومن بينهم المشككون السابقون بأن إعادة بناء المكان قد أعادت الحياة إلى ساحة "بوتسدامر بلاتس".

جزيرة المتاحف (موزيومس إنزل): أحد مواقع التراث الثقافي العالمي التابع لليونسكو. تضم الجزيرة 5 متاحف متفردة: المتحف القديم، المتحف الجديد، متحف بوده، متحف بيرغامون، والمعرض الوطني  القديم... تعرض الجزيرة أكثر من 6000 سنة من تاريخ الفن والثقافة. ويمثل متحف "برغامون" المزار الأكبر في برلين، حيث يجذب سنوياً حوالي نصف مليون زائر. يعتبر (المتحف القديم) الأول من حيث تاريخ الإنشاء ويمثل تحفة في فن العمارة الكلاسيكية. وبالإضافة إلى مجموعة التحف الكلاسيكية واللوحات التي يضمها، هناك طابق مخصص للفن اليوناني، كما تقام فيه الكثير من المعارض المتنوعة، وكان المتحف المصري يحتل الطابق العلوي منه وترافق مع معرض دائم تمحور حول التمثال النصفي لـ (نفرتيتي) الذي جرى نقله إلى (المتحف الجديد) الذي يمثل بدوره الناحية الجمالية لجزيرة المتاحف، فقد تم إعادة بنائه وإدخال الفن المعماري الحديث عليه، ليتحول بذلك إلى نقطة تجتذب أعداداً كبيرة من الزوار. ويعرض (المتحف الوطني القديم) رسومات أوروبية وألمانية من القرن التاسع عشر، إضافة إلى  منحوتات رائعة، تجعلك تشعر وكأنك في معبد قديم. وفيه يمكنك أيضاً مشاهدة أعمال الفنانيين الفرنسيين الانطباعيين مثل: (مانيه)، (مونيه)، (رينوار)، بالإضافة إلى لوحات الفنان الرومانسي (كاسبر دافيد فريدريش) والرسام المهندس (كارل فريدريش شينكل). وبالانتقال إلى الجهة الشمالية من الجزيرة تكون قد وصلت إلى متحف (بوده) الذي يزخر بالكثير من كنوز الفن العائدة إلى مختلف العصور، إلا أن المعروضات الأكثر شهرة فيه تتمثل في مجموعة القطع النقدية التي تعتبر واحدة من أثمن نظيراتها في العالم. أما متحف (برغامون) فيحظى بأعلى نسبة إقبال من الزائرين، وهو من الأماكن المذهلة بما يضمه من قطع أثرية قديمة جداً تنتمي إلى مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، كما يشكل (مذبح برغامون) المشهور نقطة جذب للسياح من كافة دول العالم.

قصر شارلوتنبورغ (شارلوتنبورغ شلوس): يعتبر أجمل قصر في برلين، وهو أكبر مقر إقامة متبقي من عهد الملوك البروسيين في برلين. يضم غرف معيشة للحكام مجهزة بأثاث منجد فاخر، حيث ستتعجب من روعة الصالات الباروكية لهذا القصر والمجموعات الخزفية الأكثر تميزاً.

كاتدرائية برلين (برلين دوم): تحظى بشهرة واسعة، إذ أنها تتميز بتصميم جذاب وتاريخ يمتد إلى العصور الوسطى. وقد مرت بالكثير من المراحل التي تطلبت إعادة بنائها وتجديدها من الداخل والخارج وتغيير تصميمها المعماري.

كنيسة القيصر فيلهلم التذكارية: تمثل رمزاً للسلام ومثالاً معمارياً جميلاً يعكس تصميم برلين على إعادة إعمار نفسها بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.