برلين.. مدينة متقدة ودائمة التجدد

تقدم العاصمة الألمانية نفسها كمدينة متوقدة ومتنوعة ومبدعة في قلب أوروبا. فبرلين تمثل حياة المدينة الكبيرة النابضة بالحياة وفي نفس الوقت واحة من الاسترخاء في الطبيعة الخضراء، مطبخ من الدرجة الأولى إلى جانب مطاعم صاعدة، فن أصيل وعروض أوبرا كلاسيكية إلى جانب عروض موسيقية، مشهد إبداعي متنوع ومزدهر. وقد أثر تميز وغنى وتنوع تاريخ وثقافة برلين في عدد لا يُحصى من المباني والساحات والشوارع الفخمة كما يتم عرضها في متاحف ومرافق ثقافية راقية.

 

ويؤكد الضيوف الذين يزرون العاصمة الألمانية برلين بانتظام أنه لا يوجد فيها وقت للملل، حيث تشهد فعاليات وأحداث على مدار العام، تجري أحداثها في متاحف ومعارض ومسارح ذات شهرة عالمية. كما تحولت برلين إلى واحدة من أشهر المدن التي يقصدها مشاهير هوليوود للترويج لأفلامهم أو للعيش فيها أو للسياحة، ناهيك طبعاً عن احتضان المدينة للمبدعين والمصصممين الشباب. فعلى الرغم مما عانته برلين في السابق من تقسيم، إلا أنها استفادت من العقدين الماضيين بحكمة لإعادة التعريف بنفسها، ولإيجاد صورتها الخاصة في مكان ما بين الشرق والغرب، وما بين التقليد والحداثة، لتقدم نفسها كمدينة شابة دينامية منفتحة على العالم.

وتجمع برلين اليوم بين الثقافة والفنون والطبيعة بشكل مذهل. فمن يريد الاستمتاع بحفل موسيقي في أوركسترا برلين سيحظى بإطلالة جميلة على المياه الهادئة، ومن يفضل القيام بنزهة لتتبع خطى الملوك البروسيين سيدخل عالم الحدائق الباروكية ذات التصاميم الرائعة، ومن يرغب بتكوين انطباعات فنية في المنزل الصيفي للرسام والمصمم الألماني (ماكس ليبرمان) فسيجد نفسه في قصر على بحيرة (فان زيه)، أما من يتجول في أمسيات الصيف الجميلة عبر الغابات الخضراء في منطقة (غرونه فالد)، أو في المحمية الطبيعية المتمثلة في جزيرة الطواويس (بفاون إنزل)، فسينسى أنه في مدينة كبيرة يزورها سنوياً عدد هائل من الضيوف القادمين من جميع أنحاء العالم.

وتوصف برلين أيضاً بكونها عاصمة الذواقة، نظراً لما تضمه من مطاعم حاصلة على نجوم ميشلان. وكل من يبحث عن التفاصيل، بإمكانه إيجاد اتجاه مثير في تركيبة المطاعم في برلين. فأفضل المطاعم تتواجد بعيداً عن الفنادق الكبرى، موجدةً مرافق بديلة في عالم الضيافة، إذ يقوم طهاة مستقلون بإبداع فنون الطهي في الساحات الخلفية والمناطق الثقافية العصرية.

أما عشاق التسوق، فسوف يحملون عند عودتهم إلى بلادهم أكثر من مجرد ذكرى جميلة. فبرلين تزخر بأماكن التسوق الشهيرة كشارع (كورفورستندام) و(فريدريش شتراسه)، إلى جانب الكثير من مراكز التسوق الجذابة.

وتشتهر برلين بحياة ليلية ذات نكهة خاصة. فهي تضم العديد من النوادي ذات التصاميم الأنيقة والراقية والشهيرة عالمياً. وتزخر بحفلات على مدار الساعة، حيث تجد زخماً موسيقياً في الأقبية والمصانع القديمة والمحطات المهجورة وكراجات السيارات وحتى فوق نهر (شبريه)!

كما تعتبر برلين عاصمة عالمية للأفلام. وهي مدينة يشعر فيها نجوم السينما وكأنهم في إجازة بينما يشعر السياح القادمون إليها وكأنهم في فيلم سينمائي. واليوم يتم تصوير الكثير من الأفلام في حاضرة نهر (شبريه) أكثر من أي وقت مضى. فمركبات التصوير ومصابيح الإضاءة الكبيرة والحواجز أصبحت شيئاً معتاداً في شوارع العاصمة الألمانية.

وكون برلين تمثل موقعاً محبوباً لتصوير الأفلام، فإن ذلك يستند إلى تقاليد عريقة يمكن قراءتها في كتابات النقاد منذ زمن طويل وحديثهم عن تأثير المشاهد المصورة في برلين على مخيلتهم وكيفية تحفيزها لهم.

كما تعتبر المدينة مكاناً مثالياً للإنتاج السينمائي المحترف. فإلى جانب مدينة الإعلام (ميديا ستي) في منطقة (آدلرسهوف)، يتم الإنتاج بشكل رئيسي أيضاً في (بابلسبيرغ) في جنوب برلين، حيث توجد استديوهات (يو إف إيه) و(دي إي إف إيه).

وتعتبر (بابلسبيرغ) مركزاً أوروبياً رائداً للأفلام، حيث يوجد فيها واحد من أكبر الاستديوهات في القارة الأوروبية. ويمكن للزوار من شهر أبريل وحتى أكتوبر القيام بجولات حصرية عبر منطقة الاستديوهات.

ومن المؤكد أن عاصمة الأفلام برلين تضم أيضاً العديد من دور السينما التي لها تاريخ عريق. بل أنه ليس هناك مدينة أخرى في ألمانيا لديها هذا العديد الكبير والمتنوع من دور السينما كما هو حال برلين. فهي تزخر بكل الأنواع، ابتداءً من دور السينما الكبيرة كالتي توجد في ساحة (بوتسدامر بلاتس) أو في شارع (شونهاوزر) ووصولاً إلى دور السينما الصغيرة ذات الأجواء المنزلية.

كما تتصف فعالياتها بجاذبية خاصة، لاسيما مسارح الهواء الطلق في جزيرة المتاحف (موزيوم إنزل) أو تلك التي تقام في حديقة (فولكسبارك هازنهايده) أو في المنتدى الثقافي (كولتور فوروم) في ساحة (بوتسدامر بلاتس) وغيرها.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لعشاق الأفلام المكوث في غرف فندقية مكرسة لتكريم أحد النجوم والمخرجين الدوليين الكبار، بحيث تتحول إقامتك فيه إلى رحلة عبر السنوات الذهبية لعالم الأفلام وأساطير السينما لتعيش أجواء الفنون الساحرة.