هدف الفوز على إيران لا يخفي الواقع المرير لميسي ورفاقه في المونديال

بيلو هوريزونتي (البرازيل) 22 حزيران/يونيو 2014- سجل الساحر ليونيل ميسي هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع ليمنح المنتخب الأرجنتيني فوزا غير متوقعا على إيران، ولكنه في النهاية نجح في ادراك الشباك بعد عرض أخر باهت من هداف برشلونة الاسباني.وقال اليخاندرو سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني "عندما يكون لديك ميسي يصبح كل شيء ممكن".

وفي الوقت الذي بدا وأن الهدف يعزز وجهة نظر سابيلا، فإن الحقيقة تتلخص في أنه في مواجهة إيران قدم ميسي عرضا مشابها للموسم المحبط الذي قضاه مع برشلونة، وليس الأداء الذي كانت تنتظره الجماهير الأرجنتينية في مونديال البرازيل.وهناك حقيقة أخرى تتمثل في عجز المنتخب الأرجنتيني عن الظهور بالشكل الذي توقعه الكثيرون للفريق المرشح لحمل لقب كأس العالم يوم 13 تموز/يوليو المقبل على استاد ماراكانا في ريو دي جانيرو.

وفضل سابيلا تغيير طريقة لعب فريقه بعد الفوز على البوسنة والهرسك 2 / 1 في المباراة الأولى، والعودة إلى طريقة 4/ 3 /3 التي يفضلها ميسي، بالتعاون مع سيرخيو أجويرو وجونزالو هيجواين، ومع وجود أنخيل دي ماريا في خط الوسط، ولكن الفريق فشل مجددا في صناعة المشاكل لمنافسه الإيراني، الذي لعب بشكل جيد على المستوى الدفاعي.

وقال ميسي عقب المباراة "نحن اول من ندرك أن مستوى الأداء ليس أفضل ما نستطيع تقديمه".ولم يعتمد البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لإيران في طريقة لعبه على تكليف لاعب بذاته بمراقبة ميسي، ولكنه فضل أن يقوم ثلاثة أو أربعة من لاعبي المنتخب الإيراني بالضغط على الساحر الأرجنتيني عندما يستلم الكرة، حيث اضطر اللاعب للتراجع إلى خط الوسط من أجل صناعة المساحة اللازمة لإظهار مهاراته.

وأصبح أداء ميسي أكثر بطئا كما أنه فشل في إمداد زملائه بالتمريرات المتوقعة منه، كما أن هيجواين ودي ماريا وأجويرو عجزوا عن تهديد المرمى الإيراني بالشكل المتوقع، في ظل الطريقة الدفاعية التي اعتمدها كيروش في مباراة الأمس ميسي يفضل طريقة لعب لا يجيدها زملائه، حيث لم يقدم دي ماريا أداءه المعهود مع ريال مدريد، كما أن أجويرو لم يقدم ما يثبت أنه الهداف الفعلي لمانشستر سيتي، كما أن هيجواين لم يظهر إمكانياته العالية، وميسي كان بعيدا تماما عن هوية اللاعب الذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في العالم.

ويشعر المعسكر الأرجنتيني بقلق بالغ إزاء حالة ميسي، حيث أن الهدف الرائع الذي سجله في شباك البوسنة والهرسك كان من المفترض أن يزيل عنه الضغوط ويدفعه لتقديم أداءه العبقري، ولكنه للأسف لم يفعل.وحتى وصوله إلى لحظة تسجيل الهدف القاتل، كان أداء ميسي يتلخص في تمريرات غير منضبطة وسيطرة الروح الانهزامية وأحيانا حالة لا مبالاة، وهي الأجواء التي سيطرت على اللاعب في أغلب فترات الموسم الماضي مع برشلونة.

ومع ارتفاع صوت المشجعين "ليو ليو" أملا في نجاح الملهم ميسي في تسجيل الهدف القاتل، استجاب أفضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية لنداءات محبيه وسجل بالفعل هدفا هو الأغلى للأرجنتين حتى الآن في مونديال البرازيل، ولكن هناك الكثير من علامات الاستفهام التي أحاطت بأداء اللاعب، ولم يمحها هدف الفوز.

وإذا أراد ميسي أن يحفر اسمه في سجلات التاريخ بأحرف من نور عبر الفوز بلقب كأس العالم، فعليه أن يجري تغييرا جذريا في أداءه وأن يقود زملائه لنيل احترام الجماهير التي تعول عليهم كثيرا في الحفاظ على هيبة كرة القدم الأرجنتينية.