يُعرف باسم "بابا النحو" في وسائل الإعلام الألمانية

زيادة الطلب على 'بابا قواعد اللغة الألمانية" في ألمانيا

(د ب أ) - كان كريستيان ستانج تلميذا عاديا في المدرسة وأنهى دراسته الثانوية بتقديرات متوسطة. ولم يواصل الدراسة في الجامعة لكنه أصبح عاملا في مكتب بريد. ومع ذلك، فإن شغفه باللغة الألمانية جعل منه واحدا من الحجج والمراجع الأكثر احتراما في مجال قواعد وتهجئة اللغة الألمانية.


وانتشرت سمعة ستانج حتى وصلت إلى الفاتيكان وأصبح الحبر الأعظم أحد طالبي خدمة ستانج البالغ من العمر 37 عاما. قضى البابا بنديكت السادس عشر سنوات كثيرة كأستاذ لاهوت في ريجينسبورج حيث تم تكليف ستانج بمهمة فحص وتدقيق كتابات البابا التي تم جمعها. ومنذ حصوله على تلك الوظيفة أصبح ستانج يعرف في وسائل الإعلام الألمانية باسم "بابا النحو". ولكن ستانج ليس مغرما بهذا الوصف حيث قال: "بالرغم من كل شيئ، كونك بابا يعني أنك معصوم وأنا لست معصوما".


عندما كان ستانج صبيا صغيرا كان لديه هواية واحدة فقط. فهو لم يكن مهتما بكرة القدم أو قراءة قصص المغامرات لكنه كان يقضى وقت فراغه في تعلم قواعد اللغة الألمانية. وبالرغم من اهتمامه هذا، إلا أن الأمر تطلب منه 30 عاما قبل أن يتمكن من الحصول على المهنة التي كان يحلم بها. فهو يلقي محاضرات حاليا في علم قواعد الإملاء والتهجئة لمن سيعملون معلمين في المستقبل في جامعة ريجينسبورج.


ويقول ستانج الذي أخذ أجازة لمدة ثلاث سنوات من عمله كموظف في مكتب البريد "إنني أحاضر في ورش عمل عن قواعد إملاء و تهجئة اللغة الألمانية". ويقول روبرت هوتشولزر الذي يعمل أستاذا للغة الألمانية كلغة ثانية في ريجنسبورج: "إنه (ستانج) يمثل أفضل مثال على أن الشغف والقدرة هما أكثر أهمية من المؤهلات والدرجات العلمية".


في بداية الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان معظم الصبية مهتمين بقراءة المجلات الهزلية أظهر ستانج اهتمامه بشيء مختلف تماما. يقول ستانج: "كنت مولعا أكثر باستعارة كتب عن قواعد اللغة وعلم الإملاء من المكتبة".

وأصبح ستانج مفتونا بالتراكيب المعقدة في اللغة الألمانية في حين كان يفضل الأطفال الآخرون اللعب . وقد أثمرت معرفته في ذلك المجال في سنوات لاحقة عندما كان قادرا على تقديم نصائح عملية لزملائه الطلاب.

ويقول ستانج "كان بوسعي مساعدتهم في كتابة سيرهم الذاتية وطلبات التوظيف. لقد كنت مطلوبا بشدة".


بعد انتهائه من المدرسة الثانوية التحق ستانج بهيئة البريد الألمانية في سن السابعة عشرة. ومع ذلك، وعندما كان ينتهي يوم عمله كان ستانج يعود إلى حبه للغة الألمانية. وفي عمر الثامنة عشرة اكتشف ستانج عدة أخطاء في كتاب عن التدقيق الإملائي في اللغة الألمانية فكتب رسالة إلى الناشر. وبدلا من أن يشعر الناشر بالضيق عرض على ستانج فرصة للعمل في إصدار الطبعة التالية من الكتاب.


وفي عام 1996 بدأت عملية إصلاح رئيسية لتهجئة اللغة الألمانية تدخل حيز التنفيذ وأصبحت خبرة ستانج مطلوبة أكثر من أي وقت مضى. ومنذ ذلك الحين قام ستانج بتحرير حوالي 30 كتابا إرشاديا عن التهجئة في اللغة الألمانية.


عادة ما يكون اللقب الأكاديمي شرطا أساسيا للعمل في إصدار إحدى طبعات القاموس الأبرز في ألمانيا والذي تنشره شركة ديودين. ولكن تلك القاعدة لا تنطبق على ستانج. فيقول فيرنر شولتز-ستبنريخت، وهو رئيس تحرير في شركة دودين: "الشيء المهم هو نوعية العمل". ويضيف قائلا إن كريستيان ستانج لديه مواهب خاصة والتي لا تدرس عادة في الجامعات. وتابع: "إنه لديه القدرة على تفسير القضايا المعقدة للغاية ببساطة ووضوح".

وفي عام 2011 تم تكريم ستانج لعمله في الحفاظ على اللغة الألمانية وتعزيزها وتم منحه وسام الاستحقاق.


كما يشعر ستانج بالفخر لحصوله على رسالة تقدير من البابا بنديكت السادس عشر. يقول ستانج: "قبل سنوات قدمت نسخة من قاموس جيب ألماني إيطالي لقداسة البابا لأنني رأيت انه قد يحتاج إليه يوما ما". وفي رسالته إلى ستانج، كتب البابا إنه غالبا ما يرجع إلى القاموس عند إعداده لكتاباته.

 

من: أندريه يانكه