مدينة كل الفصول

العاصمة الألمانية برلين.. ضيافة أسطورية بإطلالة تاريخية

تجارب متنوعة

لن ننصحك أن تزور هذا أو ذلك المكان في برلين، بل سنحدثك عنها فقط، لأننا متأكدون أنك أينما ذهبت ستجد ما تبحث عنه وستسر بما تجده!.. هذه المدينة التي تعج بالسياح من مناطق مختلفة من العالم وتتميز بالحيوية الدائمة، تضم في نفس الوقت مساحات خضراء كثيرة، حيث توجد فيها الحدائق والمروج والبحيرات الرومانسية والغابات لتحملك إلى عالم مفعم بالاسترخاء والهدوء. وهنا يشكل منتزه "تيرغارتن" (Tiergarten) مكاناً محبباً لكل الناس لاسيما العائلات التي تفضل قضاء أوقات جميلة فيه.

ويمكن أن تجد تميز المدينة حتى في تصميم حدائقها، فمثلا تعتبر "الحديقة الشرقية" نتاجاً ألمانياً عربياً مشتركاً، حيث تتميز بتصميم متفرد مستوحى من الطراز العربي الإسلامي التقليدي، وتعتبر مكاناً سياحياً يحظى بإقبال أعداد كبيرة من الزوار.

وفي مدينة كبرلين، لا ينفصل كل من الطبيعة والتاريخ والحداثة والتسوق عن بعضها البعض، بل يمكنك أن تعيش تجارب متنوعة في مكان واحد. فمثلاً يعتبر شارع كورفورستندام (Kurfürstendamm) التاريخي، الذي يسمى اختصاراً بشارع "كودام"، من أكبر وأشهر مراكز التسوق في العاصمة الألمانية برلين، حيث يمتد من حديقة الحيوانات (Zoologische Garten) إلى منطقة شارلوتنبورغ على مساحة تبلغ أكثر من ثلاثة كيلومترات، وتصطف على جانبيه مبان تاريخية قديمة وحديثة، إلى جانب العديد من المحلات التجارية الفخمة.

ومن الأماكن المهمة أيضاً في المدينة، يطل علينا برج التلفزيون في ساحة الكسندر (Alexanderplatz)، الذي يبلغ طوله 368 متراً، ويوفر لزواره مشهداً بانورامياً رائعاً للمدينة، لاسيما عندما يكون الطقس صحواً.

 

جزيرة المتاحف

للفن حصة كبيرة من فعاليات العاصمة الألمانية، التي تحتضن العديد من دور الأوبرا ذات الصيت الواسع، وأكثر من 150 مسرحاً ومدرجاً، فضلاً عن عشرات دور السينما والمراكز والأروقة الثقافية. كما إنها تستضيف على مدار العام الكثير من المهرجانات والفعاليات المهمة، كمهرجان "برليناله" (Berlinale) الذي يعد من أشهر المهرجانات السينمائية على مستوى العالم، إلى جانب احتضانها لفعاليات موسيقية متنوعة تستقطب من خلالها أعداداً كبيرة من الناس ومن أعمار مختلفة.

ويوجد في قلب برلين أيضاً عدد كبير جداً من صالات العرض الفنية والمراسم والمتاحف المتنوعة، والتي تُظهر بشكل جلي المخزون الثقافي الذي تتصف به المدينة.

كما تعتبر "جزيرة المتاحف"، التي تضم خمسة متاحف ذات شهرة عالمية واسعة، أكبر تجمّع للمتاحف في أوروبا، إذ تحتوي على تراث لأجيال وعصور متعاقبة يزيد عمره على 6000 سنة. وقد تم إدراج هذه المنطقة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 1999.

كل من يزور هذه المتاحف سيحظى بفرصة التعرف على مقتنيات ومعروضات تاريخية نادرة موزعة بشكل متقن ومحفوظة بشكل علمي يعتمد على أسس دقيقة.

 

نهوض من تحت الأنقاض!

التعرف على المراحل التي مرت بها برلين قد لا يتطلب منك البحث في الكتب التاريخية، بل إن التجوال في شوارعها سيمنحك إمكانية معرفة الكثير ورؤية الكثير مما لا يمكن لأي كتاب أن يقدمه. فمثلاً ماتزال كنيسة كايسر فيلهلم (Kaiser Wilhelm) التذكارية تقف في شارع كورفورستندام (Kurfürstendamm) كرمز على نهوض برلين من تحت الأنقاض،، فهي ليست مجرد بناء معماري فائق الجمال، بل إنها تذكار للسلام، ورمز يعكس تصميم برلين على إعادة إعمار نفسها بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.

وكشاهد على انقسام ألمانيا إلى دولتين (شرقية وغربية)، تبرز نقطة التفتيش "تشارلي" (Checkpoint Charlie)، التي مثلت سابقاً جزءاً من جدار برلين الذي قامت حكومة ألمانيا الشرقية في العام 1961 بتشييده، ليشطر المدينة إلى جزئين: الجزء الغربي التابع لألمانيا الغربية، والجزء الشرقي التابع لألمانيا الشرقية. وبقيت برلين على هذا الحال إلى حين سقوط الجدار في نوفمبر 1989 وتوحيد شطري ألمانيا في عام 1990.

ولمن يرغب برؤية بقايا جدار برلين الشهير الذي تحول إلى آثار تاريخية تشهد على تقسيم برلين وتاريخ الحرب الباردة، ليس عليه إلا التوجه إلى المحطة الشرقية بالقرب من "بيرناور شتراسه".

وهنالك الكثير من المعالم والأماكن التي يحبذ السياح زيارتها في برلين، كمبنى البرلمان الألماني مثلاً، الذي يشكل مع مبنى الوزارة الفيدرالية والمباني الحديثة الأخرى، ما يُعرف بمجمع "باند دس بوندس" (Band des Bundes).

أما بوابة براندنبورغ (Brandenburger Tor) فلا نعتقد أن هنالك سائحاً دخل برلين ولم يقم بزيارتها! فبالإضافة إلى منظرها اللافت، فهي تعد رمزاً من رموز عهد الانقسام الذي شهدته برلين في أربعينيات القرن الماضي، وقد كانت هذه البوابة مُقفلة لسنوات عدة وأعيد افتتاحها بُعيد انهيار جدار برلين. وإذا كانت ترمز إلى الانقسام فيما سبق، فهي ترمز اليوم إلى الوحدة.

 

ضيافة في حضن التاريخ

في شارع "أُنتر دين ليندن" "Unter den Linden" مباشرة عند ساحة باريس "Pariser Platz"، وبالقرب من بوابة براندنبورغ (Brandenburger Tor) يمكنك أن ترى فندق آدلون كمبينسكي، الذي يعتبر منذ افتتاحه في العام 1907 بمثابة شاهد على مراحل وتغيرات تاريخية طالت بنية المدن العالمية وطبقاتها الاجتماعية. ففي السابق باعت العائلات الأرستقراطية قصورها الشتوية في برلين كي تنزل في أجنحة الفندق. وانتقل القيصر فيلهلم الثاني أيضاً ليقيم في رفاهية غرف آدلون الدافئة. كما استخدمت وزارة الخارجية هذا الفندق كبيت غير رسمي للضيافة، حيث لم يكن يوجد بعد سكن ملائم للزوار المهمين من الخارج.

وأصبح يُنظر إلى فندق آدلون كمكان ذي تقدير واحترام كبيرين. ملوك وقياصرة أوروبا، كقيصر روسيا، ومهراجا باتيالا، وكذلك الصناعيون والسياسيون مثل توماس ألفا إديسون وهنري فورد وجون روكفلر وفالتر راتهناو وغوستاف شتريزه مان وأريستيد برياند كانوا ضيوفاً مشهورين في السنوات الأولى للفندق.

ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الأولى تغيرت لائحة الضيوف. وفي المكان الذي كان يبيت فيه القيصر، أصبحنا نجد الأغنياء الأمريكيين، الذين كانوا يجيئون في رحلات لقضاء أوقات عطلاتهم في أوروبا والذين سرعان ما نشروا اسم الفندق عير المحيط الأطلسي. فترة "العشرينيات الذهبية" حملت معها أيضاً أوقاتاً ذهبية لآدلون. تشارلي شابلن فقد في طريقه إلى هذا الفندق أزرار سرواله، كما تم اكتشاف مارلينه ديتريش هناك أيضاً. وباعتباره معلماً أساسياً في برلين وعنصراً مهماً من عناصر الجذب السياحي، فقد استقبل الفندق بين عامي 1925 و1930 حوالي مليوني زائر.

وبعد سقوط جدار برلين تم بناء فندق آدلون الحالي في مكان الموقع القديم، حيث تم تشييده من عام 1995 إلى عام 1997.

وفي 23 أغسطس من العام 1997 تم إعادة افتتاحه من قبل الرئيس الاتحادي آنذاك رومان هرتسوغ. وتبعه في عام 1998 افتتاح مطعم لورنتس آدلون الراقي.

ويبدو أن أهمية الضيوف استوجبت من الفندق التركيز على تعميق وزيادة الإجراءات الأمنية، حيث تم تخصيص أجنحة رئاسية مزودة بجدران ونوافذ مضادة للرصاص. وبشكل عام يوفر الفندق الآن ثلاثة أجنحة رئاسية، و75 جناحاً، و307 غرفة فندقية.

وعلى الرغم من أن هذا الفندق كان مقصداً مهماً لزعماء ومشاهير العالم قديماً مثل تشارلي شابلن، ألبرت أينشتاين، وتوماس مان وأيضاً القيصر فيلهلم الثاني، غريتا غاربو ومارلينه ديتريش، فإن قائمة ضيوفه في العصر الحديث بقيت مميزة كما كانت سابقاً، حيث يمكننا أن نذكر منهم: بيل كلينتون، ميخائيل غورباتشوف، جورج دبليو بوش، ملكات وملوك العالم، وأيضاً رؤساء الحكومات من كافة البلدان الأوروبية تقريباً أقامواً خلال السنوات العشرة الماضية في فندق آدلون. كما يتذكر جميعنا مايكل جاكسون عندما أطل بطفله من نافذة الطابق الرابع من فندق آدلون حيث كان ملك البوب الراحل نزيلاً فيه وقتها.

فإذا فكرت أن تكون ضيفاً في هذا الفندق، فلا تتفاجئ إن صادفت فيه أهم وأشهر نجوم هوليود، فقد تشاهد مادونا أو مايكل دوغلاس أثناء جلوسك في بهو الاستقبال أو قد تقابل نيكولاس كيج أو هيلاري سوانك عند دخولك المصعد، وغيرهم الكثير من مشاهير العالم.

ولفندق آدلون أيضاً تقاليد متأصلة وعريقة في حسن الضيافة، لذلك فإن الاهتمام باحتياجات الضيوف ومتطلباتهم تتواصل على مدار الساعة، إلى درجة أن عاملي الفندق المحترفين يستطيعون معرفة ذوق الضيف ورغباته قبل أن يبادر حتى بطلبها منهم، لذا فإنك تجدهم يسارعون بإحضار ما يرغب به الضيف وكأنهم يقرأون أفكاره قبل أن ينطق بها.

وسواء احتاج النزيل إلى خدمات غسيل الملابس وكيّها في ساعات متأخرة من الليل، أو كان يبحث عن جليسة لأطفاله أو رغب بنقلهم بسيارة ليموزين من المطار، فما عليه إلا أن يقوم بكل بساطة بتحديد الموعد المطلوب. ويبدو أن عراقة مفهوم الضيافة لدي فندق آدلون تُوّلد بشكل مستمر خدمات تفوق كل التوقعات ولا تغفل صغيرة أو كبيرة، فحتى الجرائد يتم تمرير المكواة على صفحاتها، كي لا يعلق حبرها بأصابع قارئها!.. كل ذلك ذلك يجعل قاموس الفندق خالياً من كلمة "مشكلة".

ولا يحتاج نزيل فندق آدلون إلى تمشيط مدينة برلين بأكملها من أجل التعرف على سوق الضيافة الراقي الذي تحفل به، بل يمكنه من خلال إقامته في هذا الفندق، التعرف على خيارات غير متناهية في فنون الطبخ. فهو الفندق الوحيد ذو الخمس نجوم الذي يضم ثلاثة مطاعم حاصلة على جائزة "ميتشلين": معطم "لورنتس ادلون"  الراقي "Lorenz Adlon"، مطعم "غابرييل" "Gabriele"  ومطعم "إم آ""MA". كما سيكون في انتظار الضيوف الكثير من الخيارات اللذيذة في مطعم "كوارييه" "Quarré" في ردهة الاستقبال بالإضافة إلى الكافتيريا المرافقة له، وفي مطعم "أوما" وحانة "شوشو" ". أما إذا كان النزيل يرغب في الترفيه عن نفسه في النادي، فما عليه إلا الذهاب إلى معطم ونادي "فيليكس" الذي يعتبر أحد أكثر الأماكن حيوية في العاصمة الألمانية.

لا نبالغ إذا قلنا إنه مهما كان مزاج الضيف متقلباً أو ذوقه صعباً، فإنه سيجد في هذا الفندق ما يتناسب مع احتياجاته ومتطلباته بشكل يفوق توقعاته سواء من ناحية السرعة أو الدقة أو الجودة. فإذا كنت مثلاً في مزاج مناسب لتناول عشاء رومانسي، فسترى حولك الشموع والوورد. وإذا فكرت في نوع معين من المشروبات أو المأكولات، فستجد كافة الخيارات أمامك من جميع أنواع العصائر المتنوعة إلى الوجبات الخفيفة اللذيذة وصولاً إلى العشاء الرسمي.

ولمن يعشق تجربة الأطباق اللذيذة والاستثنائية، فستكون لديه الفرصة مثلاً أن يشارك فندق آدلون بالاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لمطعم لورنتس آدلون يومي 25 و27 فبراير من العام 2010 الحالي، وبالطبع فإن أعداداً من الطباخين النجوم سيقومون بإعداد أطباق خاصة لهذه المناسبة.

من جهة أخرى فإن فندق آدلون يعتبر مركزاً مثالياً لإنجاز الأعمال، فسواء أكانت حفلات عشاء، أو مؤتمرات صحفية، أو فعالية تتضمن إطلاق منتج جديد،  فإن كل حدث سيحظى باهتمام كامل ومتكامل. وإذا كنت تخطط لعقد اجتماع مثمر لمجلس الإدارة أو حتى اجتماع صغير، فإنك سترى أنه سيتم التعامل معه بجدية وسرية تامة.

كما يقوم فريق عمل متخصص بتقديم كل ما يحتاجه الضيف، ومن هذه الخدمات: السكرتارية والترجمة، خدمات البريد السريع سواء المحلية أو الدولية، خدمات الفاكس، المسح الضوئي والنسخ والطباعة والتجليد والتغليف، وصول سهل وسريع إلى شبكة إنترنت واسعة النطاق، قرطاسية وأدوات مكتبية، خدمات نسخ الأقراص المضغوطة "سي دي"، تأجير التجهيزات والمعدات المكتبية وتأجير الهواتف النقالة.

وإذا كان فندق آدلون مكاناً مثالياً لاجتماعات العمل، فإنه أيضاً بيئة مثالية للمناسبات واللقاءات والاحتفالات الاجتماعية. ففيه يصبح زفاف الأحلام حقيقة، حيث يتم تجهيز هذا "اليوم الكبير" عبر مجموعة من الأفكار المبتكرة التي تهتم بأدق التفاصيل. وفي هذا الإطار، يقوم الفندق بإنجاز أنواع مختلفة من حفلات الزفاف، سواء أكان زفافاً تقليدياً بألوان بيضاء أو زفافاً يشتمل على فكرة وموضوع معين أو حفل زفاف بأسلوب عصري. كما يوفر قوائم عشاء ذات خيارات متنوعة يضاف إليها ابتكارات جديدة من طهاة الفندق المبدعين بحيث تذهل كل الأذواق وتتناسب معها جميعاً مهما اختلفت، إلى جانب ذلك نجد ترتيبات الزهور بألوان وديكورات مبتكرة ومنسقة،  وطوابق متعددة من كعكة الزفاف، وموسيقى مذهلة.. فالفندق يهتم بأدق التفاصيل ليجعل من يوم زفافك مفعماً بالرومانسية لاسيما مع توافر أجنحة لقضاء شهر العسل وغرف فاخرة للضيوف المرافقين للعروسين.

إلى جانب هذه المناسبة، يحتضن الفندق مناسبات وأحداث تقليدية كثيرة، كرأس السنة، أعياد الميلاد الشخصية، لقاءات العائلات، احتفالات المتقاعدين وحفلات الخطوبة والكثير غير ذلك... كما يحمل يوم الرابع عشر من شهر فبراير الذي يصادف عيد الحب "الفالنتاين" نوعاً خاصاً من الترتيبات في هذا الفندق، بحيث يمكن أن تكون بمثابة "إعلان الحب" كون هذا اليوم يعد عيداً للعشاق، ووقتاً للمشاعر.

أما إذا أردت الابتعاد عن ضوضاء الحياة اليومية، فإن فندق آدلون يمثل أيضاً فرصة مثالية لخوض تجارب جديدة في واحة من الانسجام والرفاهية الكاملة. فبمجرد قفزك في المسبح الداخلي أو من خلال الاستلقاء في الأماكن المخصصة لتسمير لون الجسم أو دخول حمامات البخار وأحواض الجاكوزي، يمكنك نسيان ضغوطات العمل والشعور بالانتعاش.

 ودوماً هناك ما ينتظرك! ففي منتجعات آدلون ستجد أقصى درجات الاسترخاء وستجدد أنفاسك في كنف من الرفاهية، حيث تتوافر أيضاً تشكلية واسعة من أنواع التدليك ووسائل العناية بالبشرة. كما تساهم عملية الوخز بالأبر الصينية في تحسين تدفق طاقة الجسد ويمنع التجاعيد، وبالإضافة إلى ذلك تتوفر العديد من أساليب علاج الطب الصيني التقليدي التي تفتح أمامك الطريق إلى معنى جديد للحياة. كما يمكن للنزلاء تجربة تمارين اليوغا والتأمل، باعتبارها وسيلة للملائمة بين العقل والجسد، حيث يشرف على هذه الدورات خبراء مختصون. كل ذلك يمد نزلاء الفندق بطاقة جديدة تنعش الأجساد وتبعث فيها السلام.