عاصمة الحياة!

نجوم هوليوود وبوليوود يعشقون برلين

"الهنود سيغزون برلين"

"شكراً لكم جمبعاً أنكم جعلتمونا نشعر وكأننا في وطننا" هكذا كتب الممثل الهندي المعروف شاروك خان باللغة الإنكليزية في دفتر زوار مدينة برلين، في الوقت الذي كان ينتظره في قاعة المجلس البلدي بمدينة برلين العديد من المعجبين. وأردف أيضاً "أحب برلين الآن كوطني الثاني". ففي أكتوبر من العام الماضي بدأ خان تصوير فيلمه (دون 2) في برلين ومعه كل بوليوود تقريباً! وهذا الفيلم هو أول إنتاج سينمائي مشترك بهذا الحجم، حيث تم تنفيذ جزء كبير منه في برلين. ويعتبر هذا النجم، الذي كان ضيفاً على مهرجان برلين السينمائي (برليناله) سابقاً، ملك بوليوود وأشهر رجل في الهند حالياً. وكان قد تألق بدور المجرم بارد الأعصاب في فيلم "دون 1" عام 2006، فغزا قلوب الجماهير ونجح الفيلم في دور السينما ومن خلال الاسطوانات المسجلة (دي في دي).

وصرح خان خلال أحد المؤتمرات الصحفية "أنا فخور باختيار برلين حتى يتعرف الجمهور الهندي عليها. إنها مدينة عصرية وتاريخية في آن واحد وذات زخم ثقافي". وكان للملك خان توقعاته وتخميناته، حيث قال "أنتم لا تعون حجم المجازفة التي أقدمتم عليها، إذ سيكتسح الهنود هذه المدينة، بل سيغزونها". وفي الواقع قد تكون توقعات خان في محلها، فبعد تصوير جزء كبير من الفيلم الأول في كوالالمبور انقلبت تلك المدينة إلى وجهة لعشاق السينما الهنود.

من جهتها رحبت صناعة السينما الألمانية بهذا الحدث. فبعد احتضان أعمال أمريكية عملاقة هنا، ها هي برلين تستضيف بوليوود. ومن الجدير بالذكر أن معظم عناصر طاقم التصوير هم من الألمان ومعدات التصوير كذلك. ويتكون فريق إنتاج الفيلم من 180 ألمانياً و50 هندياً تقريباً. وعلى الرغم أنه سيتم تصوير أجزاء من الفيلم في الهند وماليزيا، إلا أن برلين تأتي في الصدارة من حيث حجم الإنقاق على المشاهد المصورة. وتتميز مدينة برلين باحتوائها على كل مواقع التصوير المطلوبة، لاسيما وأنها تزخر بالعمارة والثقافة ولم يشاهدها الجمهور الهندي بعد. وقد استغرق التصوير في برلين 50 يوماً وكان بمثابة خطوة تقارب بين الشعبين الهندي والألماني.

وكعادتها كسبت برلين صوت ملك بوليوود الذي قال "سأروي على مسامع الناس في الهند بأن برلين أروع مدينة يقصدها الناس"، مما قد يعني أن العاصمة الألمانية ستستقبل ضيوفاً كثيرين من الهند سيقتفون آثار ملكهم.

 

الراقص مع الذئاب!

ومن الأفلام البوليوودية والرقص الهندي الاستعراضي، ننتقل إلى الرقص مع الذئاب! وتحديداً إلى النجم كيفن كوستنر الذي انتقل من شراسة الغرب إلى نهر (شبريه) حيث يرغب وزوجته كريستين بومغارتنر أن يربيا أولادهما في وطن جديد، وذلك في وسط برلين. ويبدو أن كوستنر وجد راحته في ألمانيا، فهذا الممثل، الذي اشتهر ببطولته في فيلم (الراقص مع الذئاب)، اشترى منزلاً في برلين.

ووفقاً لما تداولته الصحف، فإن كوستنر فخور بامتلاكه لفيلا من طابقين في حي (تيرغارتن). فهنا سيكون في بيئة رائعة وآمنة: جاره الجديد هو ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين السينمائي (برليناله)، وسيحظى بأفضل حماية من عيون المعجبين الفضوليين، حيث يحيط بالطابق الأرضي سياج من خشب الزان، ويقع منزله مباشرة على حافة الغابة.

وبانتقال كوستنر إلى برلين يصبح في صفوف نجوم هولييود الذين يريدون على مايبدو أن ينتقلوا إلى حاضرة نهر (شبريه).

 

روبي ويليامز: "أنا برليني"

بدوره، يمتلك روبي ويليامز منزلاً جديداً وتحديداً في وسط العاصمة الألمانية برلين. ويبدو أن عشاق ويليامز في ألمانيا يشعرون بالسعادة كونه أصبح قريباً منهم. وقد اختار هذا النجم حي (كرويتسبيرغ) في برلين ليكون بمثابة وطنه الجديد. وحسب تصريحاته فإن الشقة تقع بالقرب من نقطة التفتيش شارلي (Checkpoint Charlie).

ولا يضع هذا النحم أسباباً وجيهة لنقل مقر إقامته إلى العاصمة برلين، فهو يقول ببساطة "أشعر أنني نوعاً ما في علاقة حب مع ألمانيا. هنا بالنسبة لي كفنان كانت دائماً جيدة جداً".

ولطالما كان لدى ويليامز أقولاً بليغة حول ارتباطه ببرلين، وكانت تتردد دوماً على شفتيه "إش بن آين برلينر!" أي "أنا برليني"، "يا برلين، أنا ابنك" وغيرها. ويبدو أنه قد فعلها حقاً وأصبحت المسألة على محمل الجد عندما أوجد موطئ قدم له في العاصمة الألمانية.

ويعرف هذا النجم، المتزوج حديثاً، الحياة الليلية في برلين جياً، فإلى جانب إقامته في الفندق الفاخر (ريتز كارلتون)، فإنه يمكن للمرء مصادفته في نادي فيليكس (Felix) ومقهى موسكو (Café Moskau).

 

بيتزا كرويتسبيرغ

ويبدو أن أحياء برلين التقليدية تجعل نجوم هوليوود يتماشون مع نمط الحياة فيها. كما يبدو أن حي (كويتسبيرغ) يثير الجوع لدى زواره! ففي شارع (مانتويفل شتراسه) في برلين تم تصوير الفيلم الهوليوودي (أناون وايت ميل) "Unknown White Male"، حيث يلعب ليام نيسون دور طبيب أمريكي يتعرض لحادث سيارة أثناء رحلة عمل إلى برلين ويدخل في غيبوبة، وعندما يستيقظ من الغيبوبة، يدرك أن رجلاً آخر انتحل هويته. وتقوم سائقة سيارة أجرة برلينية (ديان كروغر) بمساعدة الأمريكي على العودة إلى حياته القديمة.

وتم التصوير في البداية في (هكيسهورن) ومحطة قطارات شارع (فريدريش شتراسه) ومن ثم في حي (كرويتسبيرغ) الذي تجد فيه محلات البيتزا العصرية الرخيصة ومحلات الخياطة التركية، حيث تناول نيسون البيتزا خلال استراحات التصوير، وتحولت مطاعم البيتزا في ليالي التصوير إلى جزء من حياة المشاركين في الفيلم، ليتم توزيع البيتزا مراراً وتكراراً على فريق العمل بأكلمه. وحتى (ديان كروغر) شاركت في ذلك.

 

نقطة لقاء النجوم

وتعتبر برلين بالفعل نقطة للقاء النجوم. فهناك العديد من الأفلام المحلية والدولية تم تصويرها في مناطق مختلفة من برلين، وشارك فيها ممثلون مشهورون مثل توم كروز، بروس ويليس، جودي فوستر، روبرت ريدفورد أو رينيه زيلويغر وغيرهم. وفي أحد المرات حجز ثلاثة نجوم من هوليوود في وقت واحد مكاناً لهم حول ساحة (بوتسدامر بلاتس) في برلين. ففي حين كان هاريسون فورد يجيب على الأسئلة في فندق (ريتز كارلتون) في ساحة (بوتسدامر بلاتس) حول فيلمه (إكستروردنري ماجيرس) ((Extraordinary Measures، فإن طابوراً طويلاً من الصحفيين كان يتواجد في فندق (آدلون) حيث كانت إيما تومبسون تُعرف بفيلمها الجديد (ناني ماكفي آند ذي بيغ بانغ). وكانت تومبسون سعيدة بالمنظر الرائع الذي تؤمنه لها غرفة الفندق الذي تقيم فيه "أنظر مباشرة إلى بوابة براندنبورغ، يا لها من لقطة" قالت تومبسون. وكان ضيف هوليوودي آخر هو مات ديمون يتحدث حول فيلمه (المنطقة الخضراء) (غرين زون). وأيضاً بن بارنز كان هناك، فبرلين هي مكان لاجتماع النجوم.

وهناك الكثير من نجوم الأفلام الذين يحبون العمل في برلين والترويج لأفلامهم فيها مثل ويل سميث الذي احتفل بفيلمه (أنا أسطورة) (I am Legend) في برلين عام 2008. كما كان للممثلة كيت وينسلت أكثر من زيارة إلى برلين، حيث قامت ببطولة فيلم (القارئ) (ذي ريدر) المأخوذ عن رواية للكاتب الألماني (برنهارد شلينك) وشاركها فيه الممثل رالف فينيس والممثل الألماني (ديفيد كروس) الذي لعب دور صبي وقع في حب الألمانية (هانا شميتس) التي لديها ماضي نازي. وكغيرهم من مشاهير هوليوود المميزين، حظي كل من (كيت وينسلت) و(رالف فينيس) بالتكريم من قبل مهرجان برلين السينمائي.

وإضافة إلى المظهر الجذاب للعاصمة الألمانية، فإنها تمتلك أيضاً النوعية الجيدة من التجهيزات المتمثلة في استديوهات (بابلسبيرغ) ((Babelsberger Studios التي تجذب صانعي الأفلام من كل حدب وصوب. ويبدو أن التعاون الهوليوودي مع مدينة برلين يؤتي ثماره دوماً، إذ يُظهر العديد من المخرجين الأمريكيين حماسهم وولعهم ببرلين في كل مرة يزورونها، ويعبرون عند مدى روعة التواجد في هذه المدينة والعودة إليها. كما يعبر الكثير منهم عن حبه لمهرجان برلين السينمائي الذين ينظرون إليه على أنه مهرجان رائع. وفي أحد العروض قال الممثل يواكيم كرول وهو يسير على السجادة الحمراء في برلين " قريباً، ستصبح هوليوود خالية، فالكل موجود هنا".

 

أنجلينا تتحدى الطقس والنقاد

ويبدو أن نجوم هوليوود يصرون على الحضور إلى العاصمة الألمانية حتى في شهور البرد القارص. فالصقيع لم يمنع نجمة هوليوود أنجلينا جولي من التواجد في برلين خلال العرض الأول لفيلم (ذي توريست) (The Tourist)، على الرغم من أن درجات الحرارة كانت أدنى من الصفر. وبذل شريك حياتها براد بيت كل ما في وسعه لتدفئتها.

وبينما كان براد بيت يعانقها محاولاً كل جهده لمساعدتها على الشعور بالدفء، كانت عدسات الكاميرا تصور القسم العلوي من جسد جولي مبرزة القشعريرة التي تعلوه. ولكن جمال جولي لم يتحدى الطقس فقط، بل أيضاً النقاد السينمائين.

أما جوني ديب، الذي شارك النجمة أنجلينا جولي في فيلم (ذي توريست)، فقد مشى فوق السجادة الحمراء واضعاً نظارة فوق أنفه وقبعة على رأسه، وكأنه طالب يدرس كثيراً. ومن خلال هذا الفيلم الرومانسي، الذي أخرجه الألماني (فلوريان هينكل فون دونرسمارك)، يكون الممثلان قد وقفا للمرة الأولى سوياً أمام الكاميرا.

 

نجوم هوليوود يدردشون من برلين

كما أن زيارة ديمي مور وأشتون كوتشر سابقاً إلى برلين كانت لها طابعها الخاص، حيث أنهما حافظا على تواصلهما مع المعجبين الأمريكيين، حيث استخدما موقع (تويتر) من برلين وأجريا المحادثة والدردشة مع المعجبين الأمريكيين من خلال شبكة الإنترنت. وبالفعل كتبا عن تجاربهما في مهرجان برلين السينمائي وأرفقا ذلك بالصور وملفات الفيديو التي قاما بتسجيلها من خلال هاتف الـ آي فون. وكانت من بين الصور التي تم نشرها على شبكة الإنترنت واحدة تم التقاطها من الجناح الرئاسي في فندق آدلون تُظهر منظراً رائعاً مطلاً على بوابة (براندنبورغ) وساحة (باريسر بلاتس). وكتبت الممثلة حينها "هذه بوابة براندنبورغ تم تصويرها من نافذتنا في الفندق.. رائع"، ووعدت معجبيها مرة أخرى حينها "سوف أحاول أن ألتقط صورة أخرى أيضاً ليلاً". وبالفعل حافظت على وعدها ووضعت الصورة على شبكة الإنترنت بعد ذلك بثلاث ساعات.

أما أشتون كوتشر فقد قام بتصوير فيديو من نافذة السيارة بعد وصوله إلى شارع (17 يونيو) في برلين، حيث صور بوابة براندنبورغ تحت المطر. وعلق "هذه هي بوابة براندنبورغ، حيث أتواجد حالياً...".