يوفر أقصى درجات الراحة والمتعة

التحكم بالإيماءات.. مستقبل عالم السيارات

 (د ب أ) – تعكف شركات السيارات العالمية وشركات تكنولوجيا المعلومات حالياً على تطوير أنظمة تحكم تتيح استعمال وظائف السيارة المختلفة عن طريق الإيماءات. وتهدف هذه التقنية المبتكرة، التي تمثل مستقبل عالم السيارات، إلى توفير أقصى درجات الراحة والمتعة للسائق أثناء القيادة.

 

وقال غيدو ماير أرينت، الخبير لدى شركة كونتينينتال الألمانية المغذية لصناعة السيارات: "ننظر إلى نظام التحكم عن طريق الإيماءات باعتباره عنصراً مكملاً لأنظمة الإدخال عن طريق الأوامر الصوتية والشاشات اللمسية. ويمتاز النظام الجديد بالسهولة والحدسية؛ حيث أنه عبارة عن تفاعل طبيعي بسيط بين السيارة وقائدها".

 وتتمتع كاميرات مقصورة السيارة بأهمية كبيرة في أنظمة التحكم عن طريق الإيماءات، حيث أنها تقوم بمراقبة سلوكيات وتصرفات السائق. ويمكن عن طريق هذه الكاميرات معرفة ما إذا كان تركيز السائق منصباً على متابعة الحالة المرورية من حوله أم لا. وأضاف الخبير الألماني أرينت قائلاً: "الكاميرات الموجودة على متن السيارة تعمل على توفير المزيد من الراحة عند استعمال مختلف وظائف السيارة".

 

أكثر سرعة ودقة    

وأوضح يواخيم زيدلر، المتحدث الإعلامي باسم شركة بوش الألمانية المغذية لصناعة السيارات، قائلاً: "يتمكن السائق عن طريق الإيماءات من استعمال بعض وظائف السيارة بشكل أسرع وأكثر دقة مقارنة بمفاهيم الاستعمال التقليدية". وفي البداية سيتم الاعتماد على حركات اليد لاختيار الأغنية التالية أو الاتصال برقم الهاتف.

  وبعد ذلك يمكن استعمال الإيماءات لتنفيذ الوظائف الأكثر تعقيداً من الناحية التقنية مثل تحريك الخريطة بنظام الملاحة أو تكبيرها. وأهم ميزة في نظام الاستعمال هذا أنه لا يشتت انتباه السائق عن متابعة الأحوال المرورية من حوله إلى أقل درجة ممكنة.

وتسعى شركة غوغل، التي اتجهت مؤخراً إلى البحث في قطاع السيارات، إلى تطوير نظام للتحكم في مراوح التهوية بالسيارة عن طريق الإيماءات؛ حيث يمكن زيادة درجة التهوية بمقصورة السيارة عن طريق تحريك اليد إلى أعلى، وتقليلها بخفض اليد إلى أسفل. ويتم التحكم في درجة الحرارة بمقصورة السيارة عن طريق تحريك اليد جهة اليمين أو اليسار، بالإضافة إلى إمكانية خفض شدة صوت السماعة من خلال النقر الخفيف عليها.

 

التحكم بالعين    

 وكشفت شركة فاليو الفرنسية المغذية لصناعة السيارات مؤخراً عن نظام يتيح إمكانية التحكم في وظائف السيارة عن طريق العين؛ إذ يكفي على سبيل المثال النظر إلى موضع معين لتغيير المحطة الإذاعية بالراديو. وخلال العام الماضي كشفت شركة تويوتا اليابانية النقاب عن سيارتها FV2 الاختبارية، والتي يمكن التحكم فيها عن طريق حركات الجسم.

 

 كما توجد أنظمة إلكترونية يمكنها التعرف على نوايا ورغبات السائق اعتماداً على موقف القيادة؛ حيث تقوم كاميرا مقصورة القيادة بمراقبة سلوكيات وتصرفات السائق، ويتم تحليل هذه البيانات عن طريق حاسوب السيارة، وبالتالي يمكن للنظام شد المكابح بشكل مسبق أو تشغيل إشارات تغيير الاتجاه.

 وتعتمد الأنظمة الحالية للتعرف على إجهاد السائق بالفعل على مراقبة حالة السائق بواسطة الكاميرات، والتحقق مما إذا كان منتبهاً أو مجهداً أثناء القيادة. وفي بعض الأحيان تقوم هذه الأنظمة بتنبيه السائق عن طريق الموسيقى أو البلاغات الصوتية.

  وعلى الرغم من أن هذه الأفكار تبدو مذهلة وتستشرف المستقبل، إلا أنها تنطوي على بعض العيوب التي تمثل عائقاً أمام غزوها لعالم السيارات في المستقبل القريب؛ حيث يرى الخبير الألماني أرينت أن الاستعمال عن طريق الإيماءات يعتبر أقل اعتمادية وموثوقية لتشغيل الوظائف المتعلقة بالسلامة في السيارة، مثل تفعيل مجموعة أضواء التحذير.

 ومن ضمن العيوب الأخرى إمكانية التداخل بسبب حركات الاستعمال غير المقصودة؛ حيث لا يجوز أن تؤثر حركات اليد الخاطئة على أداء القيادة.

 

من فابيان هوبيرغ