ثورة في عالم السيارات

ناقل الحركة الأوتوماتيكي .. يصل إلى السرعة التاسعة

(د ب أ) - يشهد عالم السيارات حالياً طفرة جديدة في تطوير أجهزة نقل الحركة في سيارات الركوب، بعدما أصبح ناقل الحركة الأوتوماتيكي سداسي السرعات معياراً أساسياً في جميع الموديلات الحديثة، وظهور أول ناقل حركة أوتوماتيكي ثماني السرعات منذ أربعة أعوام تقريباً. وستشهد الأسواق اعتباراً من فصل الخريف المقبل طرح أولى السيارات المزودة بناقل حركة أوتوماتيكي بتسع سرعات.

 

وقد يبدو هذا التطوير من الوهلة الأولى مدفوعاً بسياسات التسويق في إطار المنافسة المحمومة بين الشركات العالمية، لكن ديفيد ميتشيل، من قسم تطوير أجهزة نقل الحركة بشركة لاندروفر، فند هذا الاعتقاد بقوله :"لكن عدد السرعات بناقل الحركة ليست مسألة تتعلق بالتسويق".

 

وكدليل على ذلك تعتزم الشركة البريطانية طرح الموديل الجديد من السيارة Range Rover Evoque خلال فصل الخريف القادم باعتباره أول سيارة أوروبية تعتمد على ناقل حركة أوتوماتيكي بتسع سرعات، وتؤكد شركة لاندروفر على أن ناقل الحركة الجديد يساهم في خفض معدل استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 10% تقريباً.

 

ومع ذلك فإن أكثر من نصف قيمة التوفير في استهلاك الوقود يرجع إلى استخدام وظيفة إيقاف وتشغيل المحرك، التي تم دمجها في ناقل الحركة الجديد. وأضاف ميتشيل :"ولكن يبقى 4% من نسبة التوفير في استهلاك الوقود، التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال زيادة عدد سرعات ناقل الحركة وتحسين مواءمة عدد لفات المحرك". وعلى الرغم من زيادة عدد سرعات ناقل الحركة الجديد إلا أنه يتمتع بوزن أقل، بمقدار 5ر7 كيلوغرام، من ناقل الحركة الأوتوماتيكي سداسي السرعات المقرر استبداله في السيارة Range Rover Evoque.

 

توفير الطاقة

وتجدر الإشارة إلى أن ناقل الحركة الأوتوماتيكي الجديد المزود بتسع سرعات لن يكون حكراً على موديلات شركة لاندروفر فقط، حيث تعتزم شركة جيب أيضاً طرح سيارتها Cherokee الجديدة في نفس الفئة مع تجهيزها بناقل حركة أوتوماتيكي بتسع سرعات. وتروج الشركة الأمريكية لسيارتها الجديدة المخصصة للأراضي الوعرة بتراجع معدل استهلاكها من الوقود بنسبة 45% في الموديل الأساسي من خلال الاعتماد على محرك جديد رباعي الأسطوانات بدلاً من الطراز سداسي الأسطوانات. ومن المقرر أن تشهد الأسواق الأوروبية ظهور موديلات تجمع بين ناقل الحركة الأوتوماتيكي الجديد ومحركات الديزل.

 

وقد قامت شركة ZF، التي تتخذ من مدينة فريدريشسهافن الألمانية مقراً لها، بتطوير ناقل الحركة الأوتوماتيكي الجديد، الذي سيتم استخدامه في سيارات لاندروفر البريطانية وجيب الأمريكية. وتفكر الشركة الألمانية بالفعل في خطوة أخرى لتطوير ناقل الحركة الأوتوماتيكي الجديد، ويقول هيربرت شيرر مدير المشروع بشركة ZF، :"بالرغم من أن أطقم العجلات ستصبح أكثر تعقيداً، وعملية التحكم ستكون أكثر صعوبة، مع ضرورة جمع كل ذلك في جسم واحد، إلا أنني لا أعتقد أن ناقل الحركة الأوتوماتيكي المزود بتسع سرعات لن يكون نهاية المطاف".

 

ويؤكد الخبير الألماني على أنه يمكن تطوير أجهزة نقل حركة جديدة تشتمل على أكثر من تسع سرعات، ويبرهن على ذلك من خلال أجهزة نقل الحركة المستخدمة في الشاحنات والتي قد تصل إلى 12 سرعة أو أكثر. وللحد من استهلاك الوقود في سيارات الركاب بدرجة أكبر، تسعى مجموعة فولكس فاغن الألمانية لتطوير ناقل حركة أوتوماتيكي مزدوج القابض بعشرة سرعات، كما تخطط شركتا جنرال موتورز وفورد الأمريكيتان لتطوير ناقل حركة أوتوماتيكي بسرعات أكثر من ذلك، حيث تتضافر جهود الشركتين لتطوير محول عزم أوتوماتيكي جديد.

 

وإلى جانب ناقل الحركة الأوتوماتيكي المزود بتسع سرعات تتضمن الخطط المستقبلية للشركتين الأمريكيتين لأول مرة تطوير ناقل حركة أوتوماتيكي مزود بعشرة سرعات. ولم يتم الإعلان عن موعد محدد لإطلاق ناقل الحركة الجديد في الأسواق، غير أن تقارير الصحافة الأمريكية المتخصصة تشير إلى إمكانية ظهور ناقل الحركة الجديد في الأسواق خلال عام 2016.

 

وأضاف باتريك مونش، المتحدث الإعلامي باسم شركة أوبل الألمانية التابعة لمجموعة جنرال موتورز، أنه يتم حالياً تطوير ناقل حركة أوتوماتيكي ثماني السرعات للموديلات الأكبر، الذي من المتوقع أن يساعد على التوفير في استهلاك الوقود بنسبة 4%. وبالتالي ترغب شركة أوبل في اللحاق بركب العلامات التجارية الفاخرة التابعة لمجموعة فولكس فاغن وكذلك شركة بي إم دبليو وجاغوار ولاندروفر، التي تعتمد بالفعل على ناقل الحركة الأوتوماتيكي ثماني السرعات في موديلاتها القياسية.

 

وتعتمد شركة أوبل الألمانية في الموديلات الأصغر على ناقل حركة يدوي جديد مزود بوظيفة التشغيل الأوتوماتيكي. وتقدم شركة فورد في البداية بعض الابتكارات الجديدة، حيث أعلنت الشركة الأمريكية عن التوسع في استخدام ناقل الحركة الأوتوماتيكي مزدوج القابض.

 

 

ناقل سلس

وبشكل عام يبدو أن عمليات التطوير تسير في اتجاه إضافة سرعات جديدة، ومن الناحية النظرية يمكن طرح ناقل حركة أوتوماتيكي مزود بأكثر من عشرة سرعات قريباً. وكما هو الحال في الدراجات الهوائية تعمل كل سرعة جديدة يتم إضافتها إلى ناقل الحركة على تحسين السير على المرتفعات ومواءمة السرعة بصورة أفضل.

 

ومع ذلك يؤكد مهندس شركة ZF أنه إذا استمرت عملية تطوير ناقل الحركة الأوتوماتيكي للوصول إلى طرازات مزودة بـ 12 أو 18 أو حتى 24 سرعة، فعندئذ ستكون السرعات غير ملحوظة ويتطور الأمر إلى ناقل الحركة الأوتوماتيكي السلس، الذي تم تطويره منذ فترة طويلة. ويقوم هذا النوع من أجهزة نقل الحركة باختيار سرعة معينة لكل حالة من حالات القيادة، ويتم استخدامه بكثرة في موديلات الشركات اليابانية، لكن هذه التقنية لأجهزة نقل الحركة تتعرض لانتقادات فيما يتعلق براحة القيادة ومعدل الاستجابة.