الفن في دوسلدورف

لدى دوسلدورف ألقاب عديدة، فهي مدينة الأزياء، مدينة المعارض التجارية أو محور منطقة الرور.. ولكنها تعد أيضاً مدينة نابضة بالفن، ومدينة الفنون الجميلة في غرب ألمانيا. بوجود أكاديمية الفنون (كونست آكاديمي)، ومشاريع مثل (كفادريناله) و26 متحفاً وأكثر من 100 صالة عرض، توفر دوسلدورف مشهداً ثقافياً متنوعاً غنياً بالفنون، لا يُعلى عليه في ألمانيا.

 

 

تشكل أكاديمية الفنون (كونست آكاديمي) نواة مدينة الفنون دوسلدورف، كما تعد واحدة من أهم المؤسسات من نوعها التي ارتبطت بأسماء كبار الفنانين طوال تاريخها، ومنهم: (باول كليه)، (جوزيف بويس) ، (غيرهارد ريشتر)، (يورغ إيمندورف)، (كاتارينا زيفيردينغ)، (اندرياس غورسكاي)، وبالطبع أيضاً (غونتر أُوكر) الشريك المؤسس لمجموعة الفنانين (زيرو) النافذة دولياً، الذين ينتمون للكثير من الفنانين الذين كانوا نتاج أكاديمية الفنون (كونست آكاديمي) في دوسلدورف.

ومع المهرجان الفني (كفادريناله)الذي يمثل سلسلة من المعارضالتي تقام كل أربع سنوات في متاحف دوسلدورف ومعارض الفنون الجميلة، تعزز دوسلدورف سمتعها كمدينة للفنون، فقد جاء أكثر من 380 ألف زائر إلى مدينة دوسلدورف بمناسبة (2010 كفادريناله)، لحضور المعارض في 10 متاحف، و5 مؤسسات ثقافية و33 صالة فنية. وفي عام 2014 يقام مهرجان (كفادريناله) بنسخته الثالثة تحت شعار "ما وراء الغد" ليسلط الضوء على أفكار فنية وعلمية من عصور مختلفة وكذلك البيئة المدنية

مع ما مجموعه 26 متحفاًودار للعرض، تغطي المدينة مجموعة واسعة من الاهتمامات الثقافية، بدءاً من متحف الحديقة المائية الشعبي (أكفا تسو)، مروراً بالمتاحف الخاصة مثل المتحف الألماني للخزف الفريد من نوعه (هتينس)، وانتهاءً بالمتاحف الكبرى مثل متحف قصر الفن (موزيوم كونست بالاست)، ومتحف فنون نوردراين-فستفالن (كونست زاملونغنوردراين-فستفالن).ويختص حوالي نصف متاحف ومعارض دوسلدورف لعرض الفنون التشكيلية.

وبالنسبة لعشاقالمسارح، فيمكنهم التمتع بالعروض المسرحية في 4منصات في مسرح دوسلدورف (شاوشبيلهاوس) وحده، بما في ذلك مسرح الشباب (يونغه شاوشبيلهاوس)، ومحطة دوسلدورف المركزية، التي تعد منبراً للمسرحيات التجريبية.في عام 1999، وجد المشهد الفني المستقل والمحترف منبراً جديداً في مسرح (فراييس)، ومسارح أخرى مثل (كومودشن) في قاعة الفن (كونست هاله)، ومسرح (كومودي) في شارع (شتاين شتراسه)، وأخيراً وليس آخراً، مسرح دوسلدورف (ماريونيتن) في شارع (بيلكر شتراسه)، الذي يكمل المشهد الغني لعالم المسارح.

كما أصبحت قاعة الموسيقى (تون هاله)، التي تعد أكبر قاعة حفلات في المدينة، واحدة من أماكن الموسيقى الحديثة الأكثر إثارة للإعجاب في ألمانيابعد تجديدات واسعة النطاق. فعلى مسرحها غنى أهم النجوم العالميين مثل (آنه صوفي موتر)، (آلفريد بريندل) و(ليزا مانيللي). كما شهدت دار الأوبرا في دوسلدورف في جادة (هاينريش-هاينه-آليه) أعمال تجديد شامله، مما حول الأوبرا الألمانية على نهر الراين (دويتشه أوبر آم راين دوسلدورف دويسبورغ) إلى مكانٍ يتواجد دوماً بين المسارح الألمانية الرائدة في مجال الموسيقى.

وخارج المباني المذهلة يوجد أيضاً الكثير لاكتشافه: فحالياً هناك 900 مجسم فني في الأماكن العامة، منها تمثال (ديفيد) للفنان (هانز بيتر فيلدمان)، حيثيعتبر هذا التمثال بحجمه وألوانه الزاهية علامة بارزة يمكن مشاهدتها من بعيد. كما شهد تصميم محطات قطارات الأنفاق على خط (فيرهان) مشاركة الفنانات والفنانين. واستقبل الجمهور بحماس تصاميم الهندسة المعمارية البارزة للمحطات التي كانت نتاج منافسة دولية. وتُظهر هذه الأمثلة أنه هناك حيث يعتبر الفن جزءاً لا يتجزء من الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري، تنشأ علامات تجارية واضحة للمدينة.

وعندما يتعلق الأمر بالفن المعاصر، فإن لدى عاصمة ولاية نوردراين-فستفالن الكثير لتقدمه. فعلى سبيل المثال، أنتجت مدرسة بيشر (بيشر شوله) العديد من النجوم الكبار في عالم التصوير مثل (توماس روف)، (توماس شتروت) أو (كانديدا هوفر). وكذلك هو الأمر مع (أندرياس غورسكي)، أغلى مصور في الوقت الحاضر والذي يعيش ويعمل في دوسلدورف. إضافة إلى ذلك، ساهمت (جوليا شتوشيك) وهي جامعة فنون ورمز مجموعة الطائرة الثقافية الدولية، في إغناء المشهد الفني في دوسلدورف من خلال متحف خاص: ففي متحف مجموعة (شتوشيك) تعرض فناً عال المستوى في مجال التصوير والوسائط الجديدة، وتتميز مجموعة فن الفيديو الخاصة بها من خلال 400 عمل فني.