"ليالي رمضان" تزين ليل العاصمة الألمانية

برلين.. جسور ثقافية بين شعوب العالم

تتنوع الحياة الليلية والحفلات والمهرجانات في العاصمة الألمانية برلين لتشكل مجموعة ثقافية متنوعة تعكس تقاليد وتراث العديد من بلدان العالم.، فالثقافة تزدهر في كل مكان حتى في مجال الضيافة والطعام والشراب. وعند زيارتك لها ستتعرف على وجوهها الكثيرة وقد تجد شيئاً منك فيها. فجموع المهاجرين والمبدعين الذي قدموا إلى برلين تُظهر مدى التسامح الذي تتميز به المدينة وقدرتها على أن تكون مصدر إلهام يشجع على الابتكار والابداع والذي يعتبر بلا شك قيمة عالمية كبيرة.



ليلة المتاحف الطويلة

كما هو الحال في كل عام، تقام في نهاية شهر أغسطس واحدة من الفعاليات الرئيسية لبرنامج الصيف الثقافي في برلين والتي تتمثل في "ليلة المتاحف الطويلة" "Lange Nacht der Museen". ويشارك في هذه الفعالية الثقافية هذا الصيف أكثر من 80 متحفاً، بما في ذلك متاحف "جزيرة المتاحف" الشهيرة الواقعة على نهر "شبريه" والمنتدى الثقافي وغيرها.

ومن أهم محطات هذه الليلة الطويلة يبرز احتفال الـ  "بيسنتيناريو" "Bicentenario" الذي يمثل ذكرى مرور مئتي عام على استقلال أغلب بلدان أمريكا اللاتينية. وبهذه المناسبة تقدم العديد من المتاحف برامجاً متنوعة، كما يقام معرض مركزي في مبنى البلدية الشهير "Rotes Rathaus" مع مساهمات من متاحف البلدان المشاركة، بالإضافة طبعاً إلى الموسيقى وفنون الطهي من هذه المناطق. ولأول مرة خلال الليلة الطويلة إلى المتاحف يمكن زيارة ست معابد يهودية "كنيس"، وهذه الفكرة تم وضعها بالاشتراك مع المركز الثقافي اليهودي.

وسيتم افتتاح هذه الليلة الطويلة مرة أخرى من على درج "المتحف القديم" "Altes Museum" في حديقة المتعة "لوست غارتن" "Lustgarten" في "جزيرة المتاحف". فهنا يمكن للمرء أن يستعلم عن هذا البرنامج في اللحظة الأخيرة ويمكنه في نفس الوقت شراء التذاكر الخاصة بذلك. ويعتبر هذا المكان أيضاً نقطة الإنطلاق بالنسبة لمعظم الحافلات المكوكية. ومن أبرز العروض الاستثنائية في هذه الليلة تبرز إطلالة منتصف الليل لمجموعة من راقصي النار الكاتالونيين التي سيتم تنفيذها للمرة الأولى في برلين.

وتبلغ تكلفة تذاكر الليلة الطويلة خمسة عشر يورو، مخفضة إلى 10 يورو فقط، وتتوفر في جميع المتاحف المشاركة وكذلك لدى مراكز المبيعات المعروفة في محطات القطارات، وستكون متاحة اعتباراً من الثاني من أغسطس، بينما تم توفيرها أيضاً على شبكة الإنترنت منذ 16 يوليو 2010.


رقص في أغسطس

ويعرض مهرجان برلين الدولي للرقص "رقص في أغسطس" "TANZ IM AUGUST" للمرة الثانية والعشرين أعمالاً لمصممي الرقص ذوي الشهرة العالمية وأيضاً مقاطع لجيل الشباب، حيث يقام من 19 أغسطس وحتى 3 سبتمبر.

ويجذب هذا المهرجان الألماني الأكبر للرقص ما مجموعه 38 منتجاً من 19 بلداً، ليقدموا على منصات العرض في برلين أعمالاً استعراضية من الرقص المعاصر.

ووضع القائمون على مهرجان "الرقص في أغسطس"  نقطتين رئيسيتين لمضمون دورة هذه السنة من المهرجان تدوران حول قضايا حقوق الإنسان وتاريخ الرقص.

وبالإضافة إلى العروض المسائية، تقدم ورش العمل للراقصين والجمهور، العديد من المحاضرات والمناقشات والأفلام التي تتيح الفرصة للتعرف عن قرب على أساليب الرقص ومنهجية عملية الرقص والرؤى الفنية الخاصة بذلك.

ولتعيش تجربة الفنانين الآخرين المدعوين إلى المهرجان مع مشاريع أخرى كالموسيقيين، فإن المكان المناسب هو نادي "زومر بار" "sommer.bar"، الذي يفتح أبوابه دوماً خلال المهرجان ويمثل كما هو الحال في الأعوام السابقة نقطة التقاء للعارضين والزوار.

 

إثارة وحماس ناري

وكما جرت العادة منذ عام 2006، فإن نخبة من فناني الألعاب النارية الدوليين تجتمع في أول عطلة نهاية أسبوع من شهر سبتمبر لخوص مسابقة حول النواحي التقنية الأكثر إبهاراً لعرض الألعاب النارية الخيالي والرائع والذي يكون تحت إشراف مجموعة من الحكام.

ويحظى هذا الحدث "بيروناله" "Pyronale" بتقدير كبير لدى شركات الألعاب النارية في كافة أنحاء العالم، وتعتبر المشاركة فيه كمرجع كبير وإضافة مميزة في تاريخ الشركات.

وكما هو معتاد، سوف تساهم تقنيات الألعاب النارية المثيرة في إشعال الحماس من خلال الأفكار العظيمة والإبداعات المفعمة بالخيال والمؤثرات التي تحبس الأنفاس والألعاب الضوئية الملونة الرائعة والتصاميم المبتكرة. وبالطبع فإن اتخاذ القرار واختيار الفائزين سيصبح مرة أخرى أمراً في غاية الصعوبة بالنسبة للجنة التحكيم والجمهور.

 

سيمفونية الضوء

وستضيء العاصمة الألمانية مجدداً هذا العام بكل الألوان وكأنها تتحدث بلهجات ضوئية مذهلة، حيث ستتألق برلين مرة أخرى بضوء خاص جداً من 13 وحتى 24 أكتوبر. وسيحول "مهرجان الأضواء" "FESTIVAL OF LIGHTS" العاصمة برلين إلى مدينة الألوان العظيمة المتألقة.

وستنتشر إضاءات فنية فريدة من نوعها في أكثر من 40 معالماً ومكاناً شهيراً في برلين كبوابة براندنبورغ " Brandenburger Tor" وعمود النصر "Siegessaeule" وفندق آدلون كمبينسكي "Hotel Adlon Kempinski"  لتمثل حزاماً من الضوء الساحر يمتد من برج التلفزيون " Fernsehturm" وحتى برج الإذاعة " Funkturm" عابراً  المدينة كلها.

وسيزخر هذا المهرجان الاستعراضي بمجموعة متنوعة من الفنون الخالصة والأحداث الثقافية. وسيتمكن أهل برلين وزوارها أن يعيشوا كل ليلة تركيبة مفعمة بالفن، وذلك من خلال جولات خاصة بالحافلات والقوارب المضاءة بالإضافة طبعا إلى متعة السير على الأقدام وغير ذلك الكثير.

 

ليالي رمضان 2010

وستشهد برلين للمرة الثالثة مهرجاناً ثقافياً كبيراً بمناسبة شهر رمضان المبارك يشارك فيه الجميع من  مسلمين وغير مسلمين. ويسعى حفل "ليالي رمضان 2010" "Naechte des Ramadan 2010" بما يزخر به من حفلات موسيقية وأفلام ورقصات وفنون أدبية، إلى الغوص في ماضي وحاضر الثقافات المختلفة، التي تجعل المسلمين يشعرون وكأنهم في منزلهم: من المغرب إلى تركيا، ومن سوريا إلى الصين.

وعلى "جزيرة المتاحف" التي تعتبر مجمع الثقافة، وللمرة الأولى في منطقة "هايمات هافن" في قاعة "نويكولن"، سيتقاسم الفنانون الدوليون والبرلنيون المنصات ليقدموا تجربة ثقافية من أعلى درجة، والتي تجعل منه مزيجاً قلما يمكن للمرء أن يشاهده.

وفي نهاية شهر رمضان سيتم الاحتفال يوم 10 سبتمبر بـ "ليالي رمضان" في "جزيرة المتاحف" بحفلة موسيقية، وسينتهي هذا الحفل الثقافي في 12 سبتمبر ببرنامج موجه إلى جميع أفراد العائلة.

وفي عدد كبير من المدن يساهم رمضان، شهر الصيام والليالي الاحتفالية، في صنع فرص متنوعة لتنظيم الأحداث والفعاليات الثقافية بعد نهاية وقت الصوم، بحيث أصبح حفل "ليالي رمضان" راسخ الجذور في تقويم الفعاليات في برلين.

ويقوم مجموعة من الفنانيين بعرض ثقافات بلدانهم من تقاليد الماضي وحتى التجارب حديثة النوع بإسلوب رائع. كما تتنوع الألحان مشكلة طيفاً من الموسيقى التركية وفنون الأغاني من مالي وأغاني الصحراء والبلوز وغير ذلك.

ومن النقاط البارزة في هذا البرنامج نذكر إطلالة "أروكسترا الجاز السورية" التي تعتبر الفرقة الإسلامية الكبيرة الوحيدة من نوعها في العالم. وهناك أيضاً فرقة "Qetiq" التي هي عبارة عن فرقة روك ويغورية. ويعتبر أفراد ويغور "Uyghuren" أقلية مسلمة في شمال غرب الصين. وتعتبر الموسيقى الخاصة بهم غير معروفة كثيراً في العالم الغربي لحد الآن. كما يَعد عرض "SEYEHAT – eine Reise" بمغامرة مثيرة أمام واجهة قصر المشتى الصحراوي في متحف الفن الإسلامي.

ومع إطلاق الأبواق وقرع الطبول الارتجالي في أنحاء المدينة والفنون الموسيقية والفنية الأخرى يقوم فنانون من تركيا وألمانيا بخلق جسور استثنائية فوق المراحل الزمنية والأجناس والثقافات.

ومن الجدير بالذكر أن هناك أيضاً أحداث أخرى مرافقة كالقراءات الأدبية، وعروض الأداء المتنوعة، والجمع بين موسيقى الريغي الناطقة بالألمانية والأخاديد الشرقية من المغرب، وحفلات الفرق الموسيقية التركية، بالإضافة طبعاً إلى الحفل الموسيقي الكبير في "جزيرة المتاحف" واحتفالات أخرى تتناسب مع كل أفراد العائلة، وبذلك يستطيع هذا المهرجان وحتى نهاية شهر رمضان أن يخلق العديد من المناسبات المتنوعة للاستمتاع والاحتفال في أجواء ثقافية متفردة.