وجهاً لوجه

أنظمة تشغيل الحواسب اللوحية بين الأعمال والترفيه

(د ب أ) – يقع المستخدم في حيرة كبيرة عندما يرغب في شراء حاسب لوحي جديد، نظراً لأن أسواق الإلكترونيات تزخر بالعديد من الموديلات والماركات المتنوعة. وينصح الخبراء بضرورة تحديد ما إذا كان الحاسب اللوحي مخصص للأعمال أو الترفيه. وتمتاز الأجهزة المزودة بنظام آبل آي أو إس أو نظام غوغل أندرويد بأنها تخاطب أذواق عشاق الألعاب وتصفح الإنترنت، في حين تتمتع الحواسب المزودة بنظام مايكروسوفت ويندوز بنقاط قوة عند استعمالها في مجال الأعمال.

 

وفي عام 2010 قامت شركة آبل الأمريكية بطرح أول آيباد في العالم، ومنذ ذلك الحين ينمو سوق الحواسب اللوحية بوتيرة متسارعة. وأوضح ميشيل شيدلاك، الخبير لدى الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (Bitkom) في العاصمة برلين، قائلاً: "تتمتع الحواسب اللوحية بمكانة راسخة في نطاق الاستخدامات الخاصة". وغالباً ما يتم الاعتماد على الأجهزة المزودة بنظام تشغيل آبل آي أو إس أو غوغل أندرويد عند الاستمتاع بالألعاب أو تصفح مواقع الويب أثناء الجلوس على الأريكة في غرف المعيشة.

في حين تظهر مزايا الحواسب اللوحية المزودة بنظام مايكروسوفت ويندوز في الشركات بصفة خاصة، والتي يمكنها أن تحل محل أجهزة اللاب توب الخاصة بالموظفين، ولذلك فإن الحواسب اللوحية العاملة بنظام الويندوز لا تزال من المنتجات غير المنتشرة بالأسواق.

وأضاف الخبير الألماني ميشيل فولف، من هيئة اختبار السلع والمنتجات بالعاصمة الألمانية برلين، قائلاً: "بالرغم من أن أجهزة ويندوز 8 تمتاز من الناحية النظرية بأنها أكثر قوة وكفاءة من الموديلات العاملة بنظام آي أو إس أو نظام أندرويد، إلا أنها لم تحظى بانتشار واسع حتى الآن".

ويرجع سبب ذلك بكل بساطة إلى أن أنظمة تشغيل آبل وغوغل مصممة بشكل أفضل لتتناسب مع سيناريوهات الاستخدام النموذجية للحواسب اللوحية. وأوضح الخبير الألماني فولف قائلاً: "يميل تصميم الحواسب اللوحية لاستعمالها في الألعاب أو تصفح مواقف الويب، خاصة وأن المستخدمين من فئة الشباب يعتمدون على مثل هذه الأجهزة الجوالة للاستمتاع بالمحتويات الرقمية، التي كان يقتصر عرضها في السابق على إلكترونيات الترفيه الكلاسيكية مثل أجهزة التلفاز".

وبالنسبة للمستخدمين من الفئات العمرية الأكبر، فإن الحواسب اللوحية تعد من الأجهزة الجذابة للمبتدئين في الدخول إلى عالم الإنترنت بفضل طريقة الاستعمال البديهية التي تتمتع بها. وعلى العكس من ذلك يقل استخدام الحواسب اللوحية بشدة عند استعمال البرامج المكتبية مثل معالجة النصوص أو الجداول.

 

ارتباط وثيق

وأشار توماس راو، من مجلة "بي سي فيلت" الألمانية قائلاً: "لكل نظام تشغيل مزاياه المحددة"، حيث تظهر نقاط قوة نظام آبل آي أو إس في الارتباط الوثيق بين البرمجيات والهاردوير. بالإضافة إلى اتساع باقة الاختيارات من التطبيقات المصممة للشاشات اللمسية. وأضاف المحرر التقني بمجلة الكمبيوتر الألمانية أن نظام غوغل أندرويد يمتاز بالانتشار الواسع على مختلف الأجهزة من فئة أسعار تبدأ من 135 دولاراً أمريكياً.

وتشتهر الحواسب اللوحية العاملة بنظام مايكروسوفت ويندوز بأنه يمكن تثبيت جميع البرامج المعروفة في عالم الحواسب المكتبية. وأردف راو قائلاً: "تم تصميم الحواسب اللوحية المزودة بنظام الويندوز كأجهزة للأعمال بوضوح"، حيث تعمل وظيفة تعدد المهام بصورة أفضل، علاوة على أن لوحة المفاتيح دائماً ما تدخل ضمن باقة التجهيزات التي يتم توريدها مع الجهاز.

كما يمكن توصيل العديد من الأجهزة الطرفية الأخرى عن طريق منفذ USB، وأكد الخبير الألماني راو أن الأجهزة المزودة بنظام الويندوز تعتبر حواسب مكتبية أكثر من كونها حواسب لوحية جوالة.

 

الوزن الثقيل

ولفت فولف الأنظار إلى أن الحواسب اللوحية المزودة بنظام الويندوز تكون أثقل وزناً من الأجهزة الأخرى، حيث يبلغ وزن جهاز مايكروسوفت Surface Pro على سبيل المثال 900 غرام، وبالتالي فإن الوزن الثقيل يعتبر من الفروق الجوهرية؛ نظراً لأنه قد يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من نصف الموديلات العاملة بنظام آبل آي أو إس أو غوغل أندرويد.

وأضاف الخبير الألماني  راو أن فترة تشغيل البطارية تعتبر من معايير المقارنة المهمة بين الأجهزة، فعلى الرغم من التحسينات الكبيرة التي طرأت على الحواسب اللوحية المزودة بنظام الويندوز، إلا أنها لا تزال تحاول اللحاق بالمنافسين الآخرين.

وغالباً ما تكون الحواسب اللوحية المزودة بنظام ويندوز RT أخف وزناً، إلا أن نظام التشغيل يواجه موقفاً صعباً في الأسواق، نظراً لأن الشركة الأمريكية تركته وحيداً إلى حد ما. وبخلاف نظام ويندوز 8 والإصدار 8.1 الجديد فإن نظام ويندوز RT لا يدعم سوى تطبيقات معينة بدلاً من برامج الحواسب العادية. ويتوافر عدد محدود جداً من هذه التطبيقات، بالمقارنة بالتطبيقات المخصصة لنظام آبل آي أو إس أو غوغل أندرويد.

ولكن نظام ويندوز RT يشتمل على نسخة كاملة من حزمة البرامج المكتبية أوفيس، ولذلك فإنه يعتبر أفضل من أنظمة آبل وأندرويد بالنسبة للمستخدم الذي يهتم كثيراً ببرامج معالجة النصوص والجداول ويمكنه الاستغناء عن استعمال التطبيقات والألعاب.

 ومع ذلك تحتاج طريقة استعمال جميع الحواسب اللوحية المزودة بنظام الويندوز إلى قدر من التعود، نظراً لأن الانتقال ما بين سطح المكتب وواجهة المستخدم ذات الأقسام لا يزال من الأمور المربكة للمستخدمين، وخاصة أن معظم برامج الويندوز ليست مطورة للاستخدام عبر الواجهة ذات الأقسام، ولذلك غالباً ما يضطر المرء إلى الانتقال إلى بيئة سطح المكتب القديمة. ولا تظهر مثل هذه التحويلات في الحواسب اللوحية المزودة بنظام آبل آي أو إس أو غوغل أندرويد، حيث تعمل كل التطبيقات كقطعة واحدة.

  وينصح الخبير الألماني راو المستخدم الذي يحتاج إلى حاسب لوحي للترفيه ولن يستخدمه في العمل باختيار موديل من الأجهزة المزودة بنظام تشغيل آبل آي أو إس أو غوغل أندرويد، في حين أن المستخدم الذي يحتاج إلى برنامج الفوتوشوب وبرامج ويندوز الأخرى ويحتاج إلى وظيفة تعدد مهام حقيقية، فمن الأفضل شراء جهاز مزود بنظام مايكروسوفت ويندوز.

من أندرياس ألبرت