منهم من يتحدث الألمانية إلى اليوم

نجوم ومشاهير عالميون تجري في عروقهم الدماء الألمانية

إذا كانت ألمانيا ولاسيما عاصمتها برلين تمثل وجهة للمهرجانات والتظاهرات الفنية والسينمائية وموقعاً لتصوير الأفلام العالمية، فإنها تمثل أيضاً موطناً تعود إليه أصول الكثير من مشاهير هوليوود الذين لا تزال تجري في عروقهم الدماء الألمانية.. وهنا نقدم لكم عرضاً بأهمهم..

لنبدأ بالنجم الأمريكي بروس ويليس بطل سلسلة أفلام "داي هارد"، هذا النجم الذي حقق نجاحاً عالمياً كبيراً بفضل أفلام الحركة، جاء إلى هذه الحياة في بيت صغير في راينلاند فالس في ألمانيا، حيث وقعت أمه  في حب جندي أمريكي يدعى ديفيد ويليس كان يعسكر في ألمانيا آنذاك، وبعد سنتين على ولادة الطفل الصغير بروس انتقلت العائلة إلى وطن الجندي في الولايات المتحدة الأمريكية. وبروس ويليس ليس النجم الوحيد في هوليوود الذي تجري في عروقه الدماء الألمانية، فهناك أيضاً ديان كروغر التي ولدت وترعرت في موطنها الأصلي ألمانيا، ومع دخولها عمر 16 سنة هاجرت إلى باريس، حيث قدمت أولى محاولات عروض الأزياء على منصات العرض، ثم تم اكتشافها بعد بضع سنوات من قبل باحثي المواهب في هوليوود، وبعدها انتقلت كروغر مجدداً، ولكن هذه المرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتشارك فيما بعد في الفيلم التاريخي "طروادة"، إلى جانب النجم  براد بيت، ومن خلال دورها في الفيلم، حققت نجاحاً كبيراً وأصبحت مشهورة بين عشية وضحاها، إضافة إلى مشاركتها في العديد من الأفلام الشهيرة الأخرى. وما لا يعرفه الناس في أمريكا هو أن اسم "كروغر" هو اسمها الفني فقط، أما اسمها الأصلي فهو "هايدكروغر" ويعد اسماً ألمانياً بحتاً. 

ولا يقتصر الحديث على دايان وبروس فقط، بل هنالك الكثير من النجوم ذوي الجذور الألمانية، الذين سلكوا طريق هوليوود قبل ويليس وكروغر وصنعوا وجودهم المهني فيها، مثل الممثلة دوريس داي، واسمها الحقيقي"دوريس ماري آن فون كابلهوف"، ودوريس التي شاركت في فيلم "ذا مان هو نيو تو ماتش" للمخرج ألفريد هيتشكوك، وترشحت لنيل جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة  عن دورها في فيلم "بيلو توك" تنتمي إلى عائلة ألمانية نبيلة، وتعود جذورها الألمانية إلى كل من والدها ووالدتها، فوالدها ألماني كان يعمل مدرساً للموسيقى وعازف بيانو في الأوركسترا، أما والدتها فهي ألمانية أمريكية.

كما أن آنا هاثاوي التي اختارتها مجلة (بيبول) لتضع اسمها في قائمة أجمل نساء العالم، أمها إيرلندية من جذور ألمانية.

والنجمة كاميرون دياز التي تعد من بين أجمل ممثلات هوليوود، ومن أعلى النجمات أجراً، أمها إنكليزية تتحدر من أصل ألماني، بينما ينتمي والدها إلى الجيل الثاني من المهاجرين الكوبيين إلى الولايات المتحدة.

أما الممثل النجم نيكولاس كيج فقد اشترى قصراً في ولاية بافاريا الألمانية، و لكن ليس من قبيل المصادفة، فهناك وطن أمه. وعلى الرغم من أنها ألمانية، إلا أنه قضى طفولته في ولاية كاليفورنيا، وأعاده الزمن مجدداً إلى ألمانيا بعد 42 سنة من ولادته، حيث اشترى في عام 2006  قصر "نايد شتاين" في بافاريا. وصرح في إحدى المقابلات إنه يرغب أن يعيش قدر المستطاع هناك مع عائلته.

كما يعود أصل أهل كيرستن دانست صديقة "الرجل العنكبوت" إلى حي "فولكسدورف" في هامبورغ في ألمانيا. فقد نشأ والدها في هامبورغ قبل أن يهاجر في وقت لاحق بصفته رجل أعمال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ووالدة تشارليز ثيرون أيضاً لها جذور ألمانية، فقد هاجرت إلى جنوب أفريقيا، حيث رزقت بتشارليز، وبعد أن كبرت عادت إلى ألمانيا، وبدأت مهنتها كعارضة، لتتحول إلى التمثيل في وقت لاحق، في بعض الأفلام في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن الواضح مدى حب ثيرون لألمانيا، فهي لا تزال تزورها من حين إلى آخر، وقد تقدمت عام 2004 بطلب للحصول على الجنسية الألمانية. ولكن طلبها قوبل بالرفض لعدم التمكن من إيجاد أقارب ألمان لها لايزالون على قيد الحياة.

وعلى عكس زميلتها تشارليز، فإن النجمة العالمية ساندرا بولوك تحمل الجنسية الألمانية، فهي ابنة مغنية أوبرا ألمانية تدعى هيلغا ماير، أما والدها فهو مدرس غناء أمريكي يدعى جون بولوك. وقد ولدت بولوك في أمريكا، ولكن بحكم أن والدها كان جندياً أمريكياً في ولاية بافاريا الألمانية، فقد قضت أول اثنتي عشر سنة من عمرها في مدينة "نورنبيرغ" حيث درست هناك، وانتقلت مع عائلتها إلى أمريكا في عمر المراهقة، ولاتزال حتى اليوم  تحتفظ بالجنسية الألمانية إلى جانب الجنسية الأمريكية.

كما أن العديد من نجوم هوليوود الحاليين لديهم أجداد ألمان، مثل بطل فيلم "تيتانيك" ليوناردو ديكابريو، ولديه جدة ألمانية كانت تعيش في بلدة صغيرة تدعى "آور إركنشفيك"، حيث كان يزورها باستمرار، إلى أن توفيت عن عمر يناهز الثالثة والتسعين. ومن المعروف أنها قد لعبت دوراً مهماً في حياة هذا الممثل المشهور، لذا كان حزنه عليها كبيراً لدى وفاتها عام 2008. ومن الجدير بالذكر أن والدة دي كابريو الألمانية كانت تعمل مساعدة محامي، أما أبوه ذو الجذور الألمانية الإيطالية فكان كاتباً وموزعاً، وقد انفصل والداه عن بعضهما عندما كان ليوناردو في عمر 9 سنوات، وما زال إلى اليوم  يتحدث بعض الألمانية.

ومن ضمن القائمة التي تطول، الممثلة المشهورة جودي فوستر، إذ إن أجدادها من جهة أمها ألمان، لكنها لم تتعرف إليهم وتلتقيهم بشكل شخصي، وهذا ما تأسف عليه. كما يعود أصل الممثلة الأمريكية كاثرين هيغل نجمة المسلسل التلفزيوني الأمريكي الشهير "غريز أناتومي"، إلى مدينة إسلينغن القريبة من شتوتغارت عاصمة ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، حيث عاش آباء أجدادها في هذه المدينة التي تقع على نهر الـ (نيكر)، لكنها لم تزر هذه المنطقة إلى حد الآن. ولا ننسى الممثلة الشهيرة أنجلينا جولي ذات الأصول المتعددة، ومنها الألمانية.

ومن الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى جاذبية العاصمة الألمانية برلين على الصعيد السياحي وجمال المناظر الطبيعية والبيئة الإبداعية المتفردة التي توفرها، فإنها تمثل أيضاً مركزاً للفعاليات والمهرجانات السينمائية والفنية التي يعتبر مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) من أبرزها وموقعاً لتصوير الأفلام العالمية والترويج لها ومكاناً رائعاً للعيش بالنسبة للكثير من المشاهير العالميين.. ولا تقتصر جاذبية برلين على نجوم هوليوود ومشاهير الغناء فقط، بل تمتد لتشمل ملوك بوليوود أيضاً!