الخبير التقني الألماني تيم هوفمان
الشاشات العملاقة .. أجواء سينمائية على سطح المكتب
(د ب أ) - مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي يزداد عرض شاشات التلفاز والحاسوب باستمرار. وفي الوقت الحالي توجد شاشات بنسبة أبعاد تبلغ 21:9، والتي قد يصل عرضها إلى 70 سنتيمتراً تقريباً، ما يوفر أجواءً سينمائية على سطح المكتب. ولكن يطرح التساؤل التالي نفسه: من المستخدم الذي تناسبه مثل هذه الشاشات العملاقة؟.
ويجيب الخبير التقني الألماني تيم هوفمان على هذا التساؤل ويقول :"إن هذه الموديلات تفيد المستخدمين الذين يرغبون في استعمال الكثير من البرامج وفتح العديد من المستندات في نفس الوقت؛ لأن المستخدم الذي يتعامل مع ملفات جداول البيانات الكبيرة والجرافيك والرسومات والصور يحتاج إلى كل سنتيمتر من مساحة الشاشة".
وأضاف الخبير لدى الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (Bitkom) بالعاصمة برلين، :"علاوة على أن مساحة الشاشة الكبيرة ودقة الوضوح الفائقة تلبي طموحات العديد من عشاق الألعاب وهواة مشاهدة الأفلام، الذين يرغبون في الاستمتاع بمحتويات الملتيميديا دون ظهور أية أشرطة سوداء أعلى وأسفل الشاشة".
وبالرغم من أن نسبة الأبعاد 21:9 تعادل نسبة الصورة في صيغة Cinemascope الخاصة بدور العرض السينمائي، إلا أنها تبدو غريبة بعض الشيء في البداية عند ظهورها على سطح المكتب. ويصف شتيفان بورتيك، المحرر بمجلة الكمبيوتر «c't» الصادرة بمدينة هانوفر الألمانية، شعور المرء عند مشاهدة هذه الشاشات في البداية بقوله :"تشعر كأنك تشاهد من فتحة الرسائل البريدية الموجودة بالباب".
وأضاف بورتيك :"حتى المستخدم الذي اعتاد على العمل على شاشات مقاس 22 أو 24 بوصة، فمن المرجح أن يشعر بأن الشاشات ذات نسبة أبعاد 21:9 كبيرة للغاية". وتلتقط جيني براون، من هيئة اختبار السلع والمنتجات بالعاصمة الألمانية برلين، طرف الحديث وتقول :"يتعين على المستخدم التحرك للخلف قليلاً حتى يتمكن من رؤية جميع محتويات الشاشة".
سهولة المشاهدة
وهناك كثيرٌ من المستخدمين يفضلون استعمال شاشتين بحجم أصغر، بحيث يمكن مشاهدتهما بسهولة، عن استعمال شاشة واحدة عريضة؛ لأن الشاشات الكبيرة يجب أن تكون قابلة للتدوير من الجانب وقابلة لتعديل الارتفاع حتى يتمكن المستخدم من العمل باسترخاء.
ولكن الخبير الألماني هوفمان أوضح أنه اعتماداً على خبرته الشخصية ليس من الضروري أن يتمكن المستخدم من مشاهدة جميع محتويات الشاشة بنظرة واحدة، وأضاف :"أقوم بتحريك مستندات الوورد والجرافيك والمحتويات الأخرى على الجانب الأيسر من الشاشة، بينما يكون الجانب الأيمن من الشاشة مخصصاً لعرض محتويات من أحد الأجهزة الإضافية، أما سطح العمل الفعلي فيكون في منتصف الشاشة".
وإذا رغب المستخدم في استعمال اثنين من الحواسب، فلن يضطر إلى التنقل فيما بينهما؛ لأنه يمكن عرض محتويات الجهازين في نفس الوقت على الشاشة عن طريق وضع الشاشة المُقسمة Splitscreen. وتتوافر هذه الوظيفة في جميع الشاشات الكبيرة تقريباً.
وبالإضافة إلى ذلك تتيح وظيفة الرابط الجوال فائق الوضوح (MHL) إمكانية توصيل الهواتف الذكية والحواسب اللوحية التي تدعم هذا المعيار بالشاشات الكبيرة مباشرة. وللقيام بذلك يحتاج المستخدم إلى وصلة مهايئة، لإمداد الأجهزة الجوالة بالتيار الكهربائي أيضاً.
وأضاف الخبير الألماني هوفمان :"بالنسبة للمستخدم الذي يصطحب العروض التقديمية معه على الهاتف الذكي باستمرار، فيمكنه من خلال هذه الوظيفة عرض العروض التقديمية بسرعة على الشاشات الكبيرة".
ولا يجد الخبراء أية مشكلات تقريباً فيما يتعلق بمتطلبات الحاسوب، حيث أكدت الخبيرة جيني براون على ذلك بقولها :"تشتمل باقة تجهيزات الحواسب الجديدة على مخرج HDMI"، علاوة على أن نسبة أبعاد الصورة الكبيرة عادةً لا تشكل أي عبء إضافي على بطاقات الرسوميات الحديثة. وأضاف هوفمان أن جميع أنظمة التشغيل الحديثة تدعم دقة الوضوح 2560 x 1600 بيكسل.
ويحتاح الحاسوب إلى بطاقة رسوميات قوية للاستفادة من ميزة دقة الوضوح الفائقة عند الاستمتاع بالألعاب. وفي حالة الألعاب السريعة للغاية، مثل ألعاب التصويب، قد تؤدي بطاقة الرسوميات القوية إلى ظهور الحد الأدنى من تباطؤ الصورة على الشاشات العريضة. ومن يرغب في تجنب ظهور هذا التباطؤ في الصورة، فينبغي عليه عند شراء الشاشة مراعاة أدنى حد ممكن لزمن الاستجابة، وعادةً ما تكون هذه القيم مصحوبة بوحدة القياس (مللي ثانية).
توفير الطاقة
وتمتاز الشاشات الكبيرة بانخفاض معدل استهلاك الطاقة، وينطبق نفس الأمر على الطريقة البديلة، حيث أوضحت جيني براون :"حتى معدل استهلاك الطاقة لاثنين من الشاشات الصغيرة لا يتجاوز حالياً المعدل الذي تحتاجه لمبة الإضاءة 60 وات العادية". ويتعين على المستخدم الذي يتوافر لديه شاشة حديثة وبحجم كبير في المنزل إمعان التفكير قبل شراء شاشة جديدة؛ لأن الموديلات التي مر عليها ثلاث سنوات، غالباً ما تكون مُجهزة بأحدث التقنيات المتوافرة.
وبالنسبة للمستخدم الذي يحتاج إلى مساحة أكبر لعرض البيانات، فمن الأفضل أن يقوم بشراء شاشة ثانية صغيرة، وبالتالي فإنها ستكون أقل تكلفة بكثير من شراء موديل كبير. وأكد الخبير الألماني هوفمان أنه يمكن استعمال الشاشتين بمرونة أكبر، وأضاف :"عند استعمال شاشتين يتمكن المستخدم من ضبط الحافة العليا على المكتب، ولكن عند استعمال الشاشة الكبيرة ذات مقاس 70 سنتيمتر، فإن الحافة العليا للشاشة ستكون مرتفعة للغاية".