كريستيان هيرش، من مجلة الكمبيوتر «c't» الألمانية
جهزة الكل في واحد .. تمزج بين الحواسب المكتبية واللوحية
(د ب أ) – يواجه الكثير من المستخدمين في الوقت الحالي صعوبة من التغيير المستمر بين الحاسوب المكتبي واللاب توب والحاسب اللوحي، وذلك مثلاً عند الانتقال من الأريكة إلى المكتب أو عند ركوب المترو. وهنا تظهر فائدة حواسب الكل في واحد الجديدة، التي تجمع بين مزايا فئات الأجهزة المختلفة. وتوجد جميع المكونات التقنية لحواسب الكل في واحد في الشاشة وليس في جسم منفصل، وغالباً ما يتمكن المستخدم من استعمال هذه الأجهزة كحاسب لوحي كبير بفضل البطارية المدمجة.
ولم تنتشر حواسب الكل في واحد على نطاق واسع في السابق، وكانت عبارة عن فئة يتم إنتاجها بأعداد محدودة؛ ويعتبر جهاز آبل iMac هو أكثر الحواسب شهرة في هذه الفئة. ولكن هذا الوضع قد يتغير مع الموديلات الجديدة التي تمتاز بالمرونة. وأوضح كريستيان هيرش، من مجلة الكمبيوتر «c't» الصادرة بمدينة هانوفر الألمانية، :"التوليفة التي تجمع ما بين الحواسب المكتبية والحواسب اللوحية تعتبر بديلاً عملياً لأجهزة اللاب توب كبيرة الحجم، التي نادراً ما يتم استخدامها خارج المنزل حالياً".
وتعتمد هذه الأجهزة في كثير من الحالات على نفس المكونات التقنية الموجودة في أجهزة اللاب توب الجديدة، بالتالي لا يضطر المستخدم إلى تقديم تنازلات فيما يتعلق بالكفاءة والأداء. بالإضافة إلى وجود نسخة كاملة من نظام التشغيل ويندوز 8 الجديد، بدلاً من نسخة ويندوز RT المختصرة والمخصصة للحواسب اللوحية. وأضاف الخبير الألماني كريستيان هيرش :"تتمكن حواسب الكل في واحد من تنفيذ جميع برامج الويندوز التقليدية، فضلاً عن أنها أكثر كفاءة من الحواسب اللوحية بوضوح".
وأوضح مارك تيلمان، من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (Bitkom) بالعاصمة برلين، أن كل هذه المزايا تمهد الطريق لاستخدام الحواسب الهجين على نطاق أوسع. ومن الأمور المهمة لبعض المستخدمين إمكانية الوصول إلى الشبكات الخاصة بأعمالهم، وإمكانية استعمال البرامج المحلية الموجودة على هذه الشبكات.
ولا يُمثل ذلك أية مشكلة مع نظام التشغيل ويندوز 8 الجديد. بالإضافة إلى أن الحواسب الهجين تعتبر الخيار المناسب للأشخاص الذين يرغبون في تجنب فوضى الكابلات والأسلاك على مكاتبهم، والذين يُغيّرون أماكن عملهم بصورة مستمرة.
توفير الطاقة
وينتاب بعض المستخدمين قلق بشأن ظهور مشكلات السخونة بحواسب الكل في واحد؛ نظراً لدمج تقنيات تكنولوجيا المعلومات المعقدة بإحكام في جسم صغير للغاية. ولكن الخبير الألماني كريستيان هيرش يبدد هذه المخاوف بقوله :"بالرغم من أن الشاشة مدمجة في هذه الأجهزة، إلا أن الحواسب الهجين تحتاج إلى طاقة أقل من الحواسب المكتبية التقليدية؛ لأنها تعمل بمكونات صلبة جوالة موفرة في استهلاك الطاقة"، بالتالي ظهور الحرارة والسخونة يكون بدرجة أقل من الحواسب المكتبية، فضلاً عن أن حواسب الكل في واحد غالباً ما تعمل بشكل أكثر هدوءاً من الحواسب المكتبية الأخرى.
ومع ذلك لا تعتبر الحواسب الهجين اختياراً مناسباً عند الرغبة في تصفح مواقع الويب أثناء التنقل والتجوال؛ لأن هذه الأجهزة عادةً ما تكون مشتملة على شاشة مقاس 20 بوصة. بالإضافة إلى الوزن الثقيل لحواسب الكل في واحد، حيث أكد المحرر بمجلة «c't» على ذلك بقوله :"لا يمكن للمرء تصفح الإنترنت في القطار أو الطائرة بواسطة جهاز يزن اثنين كيلوغرام؛ لأن هذا الوزن ثقيل للغاية". ويعتقد الخبير الألماني أن الحواسب الكل في واحد مناسبة أكثر للاستخدام في المنزل على الأريكة أو السرير، حيث يتمكن المستخدم من التعامل مع الحجم الكبير والوزن الثقيل لمثل هذه الأجهزة.
وتصمد شحنة البطارية في حواسب الكل في واحد لفترة أقل مقارنة بالحواسب اللوحية الأصغر أو أجهزة اللاب توب، ولا عجب في ذلك لأن الشاشة الكبيرة تحتاج إلى قدر أكبر من الطاقة. وأضاف الخبير الألماني :"تمتد فترة تشغيل البطارية، تبعاً للموديل، ما بين ساعة إلى أربع ساعات، وقد لا تكفي شحنة البطارية في بعض الموديلات لتشغيل أحد الأفلام بالكامل".
ويتمكن المستخدم من تنفيذ الأعمال على حواسب الكل في واحد بدون أية مشكلات بفضل الشاشة اللمسية ونظام تشغيل ويندوز 8 الجديد، كما يمكنه توصيل فأرة ولوحة مفاتيح في أي وقت لمزيد من الدقة عند إجراء الأعمال. وتتجلى ميزة الحواسب الهجين، عندما يرغب عدة أشخاص في العمل أو اللعب على جهاز واحد.
وأوضح كريستيان هيرش أن المشكلات تظهر عند استعمال التطبيقات التي لم يتم تطويرها للشاشات اللمسية، وأضاف :"برامج الويندوز التقليدية، التي لم يتم تطويرها للشاشات اللمسية، يتوافر لها عدد محدود للغاية من عناصر الاستعمال".
حواسب متناهية الصغر
ويتوافر للمستخدم، الذي لا يرغب في استعمال جهاز الكل في واحد كحاسب لوحي ولا يريد وضع صندوق ضخم أسفل المكتب، بعض البدائل منخفضة التكلفة، مثل الحواسب المكتبية الصغيرة التي يتم طرحها بأحجام متنوعة. وأوضح كريستيان هيرش :"يمكن وضع هذه الأجهزة خلف الشاشات أو تثبيتها تحت لوح الطاولة". ومن أمثلة الحواسب متناهية الصغر جهاز آبل Mac Mini أو سلسلة NUC من شركة إنتل الأمريكية، التي تعمل بنظام مايكروسوفت ويندوز.
وفي اختبار أجرته مجلة «بي سي ماجازين» نال جهاز Transformer AiO من شركة آسوس التايوانية أفضل التقييمات، وفي واقع الأمر يشتمل هذا الجهاز على حاسوبين في جسم واحد، حيث إنه يعمل كحاسب شخصي بنظام الويندوز عندما يكون متصلاً بالحامل، وكحاسب لوحي فائق الأداء بنظام غوغل أندرويد عند خلع الشاشة، وهو ما يسهل حمله أثناء التنقل في المنزل.
وأوضح الخبراء الألمان أن الحاسب اللوحي XPS 18 من شركة ديل يمتاز بوزنه الخفيف، في حين يظهر الحاسوب المكتبي Vaio Tap 20 من سوني بوزن ثقيل للغاية، بالتالي فهو مناسب أكثر للاستعمال على سطح المكتب.