بمعرض IFA برلين
هجين وقابلة للطي .. أبرز اتجاهات اللاب توب
(د ب أ) - تمثل المعارض الدولية الكبرى فرصة عظيمة أمام الشركات العالمية لتقديم أحدث إبداعاتها وابتكاراتها، لذلك استغلت شركات الحواسب العالمية فرصة انعقاد معرض IFA للإلكترونيات، الذي تحتضنه العاصمة الألمانية برلين حتى 11 أيلول/سبتمبر الجاري، وأزاحت الستار عن الكثير من أجهزة اللاب توب الجديدة، التي تتنوع بين الحواسب الهجين والحواسب القابلة للطي، هذا فيما شهد المعرض تراجعاً كبيراً لحواسب الألترابوك.
وتسعى شركات الحواسب العالمية إلى سد الفجوة بين أجهزة اللاب توب الاحترافية والحواسب اللوحية المخصصة للاستمتاع بمحتويات الملتيميديا. وتجلت نتائج هذه المساعي في ظهور موديلات هجين تجمع بين مزايا الفئتين. وتتألف الموديلات الهجين، التي تمثل حالياً أبرز اتجاهات حواسب اللاب توب، من حاسب لوحي مع لوحة مفاتيح.
وتخاطب هذه الموديلات العملاء الذين يحتاجون إلى الكتابة كثيراً أثناء التنقل والترحال، حيث إنها توفر لهم العديد من الوظائف العملية مثل الحواسب اللوحية، وفي الوقت نفسه يمكنهم استعمال لوحة مفاتيح حقيقية للاستفادة من سهولة وسرعة الكتابة عليها.
الهجين نوعان
وقد ظهر نوعان من الحواسب الهجين في أروقة معرض IFA للإلكترونيات، ففي بعض الموديلات، مثل آيسر Iconia W700 و W701، تتم عملية الاتصال بين أجزاء الجهاز بشكل لاسلكي عبر تقنية البلوتوث، حيث يتم إدخالهما في قاعدة مشتركة فقط. وتعمل حواسب سامسونغ الهجين من السلسلة Ativ Tab 3 بنفس الطريقة، حيث قامت الشركة الكورية الجنوبية بتجهيز كل حاسب لوحي مقاس 10 بوصة بغطاء مغناطيسي يشتمل على لوحة مفاتيح مدمجة.
وفي بعض الموديلات الأخرى تتم عملية الاتصال بين أجزاء الحواسب الهجين عن طريق الوصلة المقبسية التقليدية، لذلك فإنها تُعرف في بعض الأحيان باسم الحواسب القابلة للفصل أو الخلع، ومنها على سبيل المثال جهاز آسوس Transformer Pad.
وعلى الرغم من عدم وجود جناح خاص بشركة آسوس في أروقة معرض IFA للإلكترونيات، إلا أن الشركة التايوانية قدمت إصداراً مُعدلاً من الحاسب الهجين مع انطلاق فعاليات المعرض. وفي واقع الأمر شهد جناح توشيبا اليابانية بعض الأمثلة على الحواسب الهجين القابلة للفصل مثل الموديلات W30Dt و W30t المزودة بشاشة لمسية قابلة للخلع مقاس 13 بوصة.
وعادة ما يتم تثبت نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز 8 الجديد على الحواسب الهجين؛ لأنه يمكن التحكم في هذا النظام عن طريق واجهة المستخدم التي تشتمل على أقسام ملونة عن طريق الشاشة اللمسية بدون أية مشكلات. بالإضافة إلى أن نظام مايكروسوفت ويندوز 8 الجديد غالباً ما يكون هو الاختيار الأفضل للمستخدم المحترف مقارنة بأنظمة التشغيل الجوالة الأخرى مثل غوغل أندرويد أو آبل آي أو أس.
وتتمثل ميزة نظام مايكروسوفت في أنه يمكن دمجه في شبكة الشركة بشكل أفضل بكثير. بالإضافة إلى وجود باقة واسعة من البرمجيات، حيث توجد العديد من البرامج، التي يحتاج إليها الموظف أثناء التنقل والتجوال، لنظام ويندوز فقط، ولا تتوافر منها تطبيقات لأنظمة التشغيل الأخرى. ولذلك فإن الشركات عادة ما تعتمد على نسخة ويندوز 8 «الحقيقية»، ونادراً ما ظهرت النسخة المصغرة ويندوز RT المخصصة للأجهزة الجوالة بالموديلات التي ظهرت بأروقة معرض IFA للإلكترونيات.
حواسب قابلة للطي
وهناك نوع آخر من الحواسب الجديدة التي تجمع ما بين أجهزة اللاب توب والحواسب اللوحية تُعرف باسم الأجهزة القابلة للطي، حيث يتم طي أو فرد الشاشة اللمسية بطريقة ذكية ومبتكرة ليتحول الجهاز من لاب توب إلى حاسب لوحي، ومنها على سبيل جهاز آيسر Aspire R7، الذي يلفت الأنظار إليه من الوهلة الأولى من خلال وجود شاشة اللمس أعلى لوحة المفاتيح وليس أسفل منها كما هو معتاد. وتتمتع حواسب سوني Vaio Fit multi-flip المتوافرة بشاشات مقاس 13 و 14 و 15 بوصة بنفس المرونة.
كما تشتمل باقة موديلات شركة لينوفو الصينية على العديد من أجهزة اللاب توب القابلة للطي، حيث كانت سلسلة الحواسب Yoga المزودة بشاشة قابلة للطي بالكامل محطاً لأنظار الزوار بمعرض IFA 2012، أما في دورة المعرض خلال هذا العام فقد قدمت الشركة الصينية الموديل الجديد Yoga 2 Pro المزود بشاشة فائقة الوضوح.
تراجع الألترابوك
ومع تسليط الأضواء على الحواسب الهجين وأجهزة اللاب توب القابلة للطي فقد اختفى الحديث تقريباً عن أجهزة الألترابوك في أروقة معرض IFA للإلكترونيات لهذا العام، في حين أن هذه الأجهزة كانت من أهم الموضوعات المطروحة في المعرض قبل عامين.
ولم تحظى أجهزة الألترابوك، التي تمتاز بوزنها الخفيف وجسمها النحيف، بإقبال العملاء بدرجة كبيرة، بسبب ارتفاع تكلفتها. وتجدر الإشارة إلى أن شركة إنتل الأمريكية قد وضعت مجموعة من القواعد الصارمة، التي يتم على أساسها تصنيف أجهزة اللاب توب بأنها تنتمي إلى فئة الألترابوك. لذا كان من الصعب على الكثير من الشركات العالمية استيفاء مثل هذه الشروط والقواعد الصارمة، وفي نفس الوقت طرح أجهزة بأسعار منافسة.
ولذلك أعلنت شركات كثيرة عن تخليها عن مسمى «ألترابوك» جزئياً على الأقل، لكنها أكدت على الاستمرار في إنتاج أجهزة لاب توب بوزن خفيف وجسم نحيف، وهو ما سمح لها بالاعتماد على معالجات لا تنتمي إلى شركة إنتل الأمريكية، حيث قدمت شركة توشيبا اليابانية على سبيل المثال سلسلة Satellite-50، والتي تضم أجهزة ألترابوك «حقيقية» مثل موديل U50t أو الموديل M50t الذي يتطابق مع موديل الألترابوك من حيث المظهر الخارجي، ولكنه يشتمل على معالج من شركة إيه إم دي المنافسة لشركة إنتل.
وقد اعتمدت شركة سامسونغ على مبدأ مماثل عند تصميم جهاز الألترابوك Ativ Book 9 الفاخر، حيث يشتمل الإصدار Plus على معالج إنتل ويتوافر بتكلفة باهظة، في حين يمتاز الإصدار Lite بتكلفة أقل بوضوح، ولكنه يشتمل على معالج من تطوير شركة سامسونغ نفسها.
وعلى الرغم من كل هذه الابتكارات والإبداعات والمحاولات لتقليص حجم الحواسب، ستظل موديلات اللاب توب ذات الشاشة مقاس 14 و 15 بوصة المخصصة لسطح المكتب هي الأكثر مبيعاً في عالم الحواسب الجوالة.
لذا فليس من المستغرب أن تطرح الماركات العالمية موديلات جديدة في هذه الفئة، وقدمت شركتا آيسر وتوشيبا أجهزة لاب توب مُخصصة للألعاب بشاشة كبيرة، كما شهد جناح شركة لينوفو إزاحة الستار عن سلسلة Flex الجديدة. وعلى الرغم من أنه لا يمكن طي الشاشة بالكامل في هذه الأجهزة، إلا أنها قابلة للطي بشكل أكبر من أجهزة اللاب توب الأخرى. وبالتالي فإنها تمثل جزءاً على الأقل من الابتكارات في الاتجاه الرئيسي لعالم الحواسب الجوالة.