يمثل بوابة كبيرة للسفن السياحية وموقعاً لأضخم مهرجان ميناء في العالم

ميناء هامبورغ يستقطب أكثر من 1,5 مليون شخص بذكرى مرور 823 عاماً على تأسيسه

اجتذب نهر الإلبه في مدينة هامبورغ أكثر من 1,5 مليون شخص خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية وذلك للاحتفال بالذكرى 823 لعيد ميلاد ميناء هامبورغ. وقد جرت الاحتفالات في المكان الذي يُسمى ميل الميناء (هاربور مايل) بين مدينة الميناء (هافن سيتي) وضاحية (أوفيلغونه)، والذي يمثل امتداداً يبلغ طوله ما يقرب من أربعة كيلومترات. وقد جرت العادة على أن تقوم المدينة بالاحتفال بعيد ميلاد مينائها (هافن غيبورتستاغ هامبورغ) في مايو من كل عام، وذلك على مدى ثلاثة أيام.

وتضمن الاحتفال برنامجاً منوعاً فوق الماء من خلال عرض موكب السفن، الذي شاركت فيه أكثر من 300 سفينة ملاحة بحرية، من بينها القوارب الشراعية الطويلة والسفن التقليدية والسفن السياحية العريقة المهيبة. وشملت أبرز المحطات: الموكب الافتتاحي في يوم الجمعة، وباليه الزوارق (تغبوت باليه) في يوم السبت، الذي تقاطرت خلاله القوارب مع بعضها البعض لترقص فوق الماء على ألحان (يوهان شتراوس)، وأخيراً الموكب الختامي في يوم الأحد. وتعتبر سفينة (AIDAmar) أحدث أعضاء أسطول السفن السياحية (إيه آي دي إيه) (AIDA)، التي تم استقبالها خلال هذه المناسبة من قبل السفن التالية: (AIDAluna) و(AIDAsol) و(AIDAblu). كما أقيم في قلب ميناء هامبورغ عرض رائع للألعاب النارية. ويمكن القول إن إقامة هذا الحدث يثبت مرة أخرى أن هامبورغ قد ارتقت لتصبح واحدة من أهم وجهات الرحلات البحرية في أوروبا.

وامتدت فعاليات هذا الحدث لتصل أيضاً إلى البر عبر تقديم برنامج يزخر بالكثير من العروض البارزة، فالبلد الشريك لهذا العام هو الهند، التي قدمت نفسها من خلال مهرجان الهند (إنديا فيستيفال) في القاعة التاريخية لسوق السمك في هامبورغ. وهنا، تمكّن الزوار الألمان، الذين توافدوا إلى المهرجان، من إلقاء نظرة شاملة على شبه القارة الهندية المذهلة. وبالإضافة إلى الموسيقى والرقص والفنون والحرف اليدوية وتخصصات الطهي الهندية، قدم المهرجان أيضاً معلومات حول السياحة، وكذلك حول التعاون الاقتصادي والعلمي المشترك بين الهند وألمانيا. وفي منطقة تمتد بين (باوم فال) ورصيف سانت باولي البحري (لاندونغسبروكن)، تمت دعوة الضيوف من كل حدب وصوب لزيارة أكشاك خاصة بأكثر من 500 عازف من العازفين المتجولين والممثلين والباعة. واكتمل البرنامج بنشاطات ترفيهية للأطفال وأعمال موسيقية حية.

ولا تقتصر أهمية ميناء هامبورغ على كونه منطقة من مناطق الجذب الرئيسية في المدينة، بل أيضاً باعتباره قوة دفع اقتصادية حاسمة لتحقيق النمو الاقتصادي في هذه المدينة الهانزية. فتاريخ هامبورغ كمركز تجاري دولي يعود إلى عام 1189، عندما منح الامبراطور (فريدريك بارباروسا) تجار هامبورغ إعفاءً من الرسوم الجمركية بين هامبورغ وبحر الشمال. أما في عام 2011، فقد حقق ميناء هامبورغ، ثالث أكبر ميناء للحاويات في أوروبا، حجم مناولة بلغ 132 مليون طن و9 ملايين حاوية نمطية.

وسيشهد ميناء هامبورغ في شهر أغسطس من هذا العام حدثاً بحرياً آخر من الدرجة الأولى يتمثل في أيام هامبورغ للرحلات السياحية (هامبورغ كروز دايز 2012)، التي تقدم الخبرة الأصلية مباشرة من خطوط السفن السياحية، ويتخللها موكب سفن فريد من نوعه، فضلاً عن فعالية الأضواء المذهلة المتمثلة في الميناء الأزرق (بلو بورت) التي من شأنها إضاءة ميناء هامبورغ بشكل فريد. وستقوم هامبورغ مرة أخرى، في الفترة الممتدة بين 17 و19 أغسطس، بتحويل الميناء إلى مسرح بحري فريد من نوعه.

ومن الجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشهد فصل الشتاء قيام أسطول (إيه آي دي إيه) (AIDA) بالتوجه أيضاً إلى كل من مدينة دبي والعاصمة الإماراتية أبوظبي في أكثر من مناسبة.