مدنها لوحات رسمتها الطبيعة

بادن فورتمبيرغ.. مهد السيارات وموطن التسوق والمنتجعات الفخمة

في كل مدن وبلدات ولاية "بادن-فورتمبيرغ" الألمانية تتحول جولتك الاستكشافية إلى لوحة رائعة ترسمها الطبيعة الخلابة، كالغابات وكروم العنب وأشجار التفاح والبحيرات والأنهار. ولكن المثير في هذه الولاية أنها استطاعت أن تجمع بامتياز بين المحافظة على الطبيعية النقية من جهة والتطور الصناعي من جهة أخرى!

 

مباشرة إلى شتوتغارت

من حسن حظ المسافرين القادمين من منطقة الخليج العربي إلى ولاية "بادن-فورتمبيرغ"، أنهم سيحصلون على خدمات راقية عند اختيارهم التحليق المباشر إلى الولاية. فمع بدء الخطوط الجوية القطرية مؤخراً بالتحليق دون توقف إلى شتوتغارت، بات بإمكان المسافرين على متن طائرات هذه الخطوط العالمية الشهيرة الحصول على أرقى الخدمات. ولكن المسألة لا تتوقف عند هذا الحد، بل سيكون بانتظارهم أيضاً العديد من الخدمات الخاصة بكبار الشخصيات عندما تحط طائرتهم على مدرج مطار شتوتغارت، حيث بإمكانهم الاستفادة من توفر قاعة خاصة للاستراحة ووسائل نقل فخمة ومتابعة لإجراءات الدخول والخروج الخاصة بهم ومساعدة عند شؤون الجوازات وغير ذلك الكثير. وسواء أكنت قادماً بغرض العمل أو السياحة أو العلاج فستجد مجموعة واسعة من المرافق والخدمات التي تلبي احتياجاتك ومتطلباتك، فهناك مثلاً فنادق راقية متواجدة في منطقة المطار بحيث يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام فور خروجك من بوابات المطار كفندق "موفنبيك"، الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار عن منطقة المعارض.

كما توفر المدينة أحدث وأرقى العلاجات الطبية والخدمات الصحية المدعومة بالتقنيات المتطورة، حيث يقدم مستشفى شتوتغارت "كلينيكوم شتوتغارت" مثلاً رعاية طبية شاملة للمرضى القادمين من مختلف أنحاء العالم، كما يوظف أحدث المعارف والطرق العلمية في التشخيص والعلاج لاسيما وأنه يمثل المستشفى الأكاديمي لجامعة "توبنغن" العريقة. ويهتم هذا المستشفى بالمرضى الدوليين وبشكل خاص القادمين من منطقة الخليج العربي، إذ يحرص على توفير كوادر تتحدث اللغة العربية ويحرص دوماً على تلبية كافة الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بالمرضى الضيوف بما فيها توليه مختلف الإجراءات التي تسهل قدومهم إلى ألمانيا وإقامتهم وتنقلهم فيها وعودتهم إلى بلادهم.

 

 

أسطورة السيارات

أما من يرغب بالتعرف عن قرب على القصة المثيرة لعالم المركبات، ابتدءاً من أول مركبة مروراً بسيارات الفورمولا 1 المذهلة ووصولاً إلى سيارات المتطورة، فسيكون سعيداً عند معرفته بوجود متحفين للسيارات في شتوتغارت يمثلان علامتين تجاريتين شهيرتين، حيث يعتبر متحف "مرسيدس بنز" من أهم نقاط الجذب السياحي في المدينة ويمثل ماضي وحاضر ومستقبل عملية النقل. وبمجرد دخولك إلى هذا المتحف ذو الهندسة المعمارية المذهلة سيأخذك في رحلة عبر 125 عاماً من تاريخ السيارات المذهلة لتعود إلى عام 1886 حيث بدأت أسطورة صناعة السيارات مع المخترعين الرائدين "غوتليب دايملر" و"كارل بنز"، بالإضافة طبعاً إلى المراحل التاريخية التي مرت بها علامة "مرسيدس بنز" وصولاً إلى ابتكارات اليوم ومواضيع البحوث والتطوير والتصميم والإنتاج. بدوره يتميز متحف "بورشه" في "شتوتغارت-تسوفنهاوزن" أيضاً بهندسته المعمارية الرائعة وبمعروضاته الرائعة لاسيما السيارات الرياضية.

 

فنون ومتاحف وقصور

وفي الوقت الذي تفتخر فيه المدينة بكونها مهد السيارات، فإنها تتباهى أيضاً بمتاحفها ومسارحها وعروضها الموسيقية المتنوعة. فمثلاً تتمتع فرقة الأوركسترا في دار الأوبرا في شتوتغارت بشهرة عالمية واسعة. أما معرض شتوتغارت الوطني "شتاتسغالاري" فيحتوي على مجموعة فريدة من الأعمال الفنية التي تمثل 700 عاماً تشتمل على الفن الألماني القديم والفن الإيطالي والهولندي والكلاسيكية الشفابية واللوحات العصرية الكلاسيكية والمعاصرة والنحت وغيرها.

كما يوجد في شتوتغارت متحف الفنون "كونست موزيوم" الذي يشتمل على معروضات من القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر ومن الانطباعية الشفابية حتى الفن المعاصر. كما يتميز ببنائه الزجاجي المكعب الذي تنعكس أضوائه ليلاً على ساحة "شلوس بلاتس" وشارع الملك "كونغيسشتراسه" الشهير. وفي الجهة المقابلة مباشرة لهذا المتحف، وتحديداً على الطرف الآخر من ساحة "شلوس بلاتس"، يقف القصر الجديد، الذي يجمع عناصراً من حقب زمنية مختلفة تتوزع بين الباروكية والروكوكو والكلاسيكية والامبراطورية، وذلك نظراً للفترة الطويلة التي استغرقها بناؤه. وبالقرب من هذا القصر يقع القصر القديم، حيث يستشعر المرء في محيطه أجواءاً تاريخية مميزة.

 

نهكة خاصة

وتزخر شتوتغارت أيضاً بالمهرجانات والاحتفالات ذات النهكة الخاصة، مثل مهرجان الربيع (23 أبريل وحتى 15 مايو 2011) الذي يقام على امتداد 3.5 كم، حيث تصطف الأكشاك جاذبةً 1.2 مليون زائر سنوياً. وهناك أيضاً مهرجان الجعة (23 سبتمبر وحتى 9 أكتوبر 2011) الذي يقام في فصل الخريف على طول خمس كيلومترات. وينتشر في المدينة أيضاً العديد من الأسواق الخاصة خلال فترة أعياد الميلاد التي تتميز بأجواء الفرح وبالأضواء والزينة الجميلة. أما الحياة الليلية فهي تنبض في كل مكان في شتوتغارت، حيث يجد الزائر برنامجاً ترفيهياً كبيراً في مركز شتوتغارت الدولي (اس اي-سنتروم) مع مسرحيات غنائية شهيرة.

 

مدينة صديقة للطفل

كما تمثل شتوتغارت مدينة صديقة للأطفال، حيث تنتشر فيها الكثير من المرافق الملائمة للصغار وذويهم كمتحف الأطفال "كيندر موزيوم" الذي يتناسب مع الصغار من 4 إلى 10 سنوات، والقبة السماوية "بلانيتاريوم" التي تخصص أيام السبت والأحد برنامجاً مصمماً للأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات، وعرض الليزر "ليزر شو" الذي يمثل رحلة عبر الكون ترافقها الموسيقى وهو مناسب للأطفال البالغين ابتداءاً من 10 سنوات.

كما يُنصح أيضاً بزيارة أحد الحمامات المعدنية في المدنية نظراً لما تمثله من فرصة رائعة للترويح عن النفس وتحقيق الانتعاش. أما حديقة "فيلهيلما"، التي تعد أكبر حديقة حيوانات ونباتات في أوروبا، فلا ينبغي تفويت زيارتها، نظراً لما تحمله من متعة وفائدة للكبار والصغار معاً.

 

وجهة تسوق دولية

أما عشاق التسوق فسيجدون كل ما يبحثون عنه في مدينة منافذ بيع المصانع "ميتسينغن" التي يمكن الوصول إليها بسهولة بواسطة مختلف وسائل النقل كالسيارة أو القطار لتعيش نزهة تسوق فريدة من نوعها في "ميتسينغن".

وتعتبر مدينة التسوق هذه موطن أشهر العلامات التجارية العالمية المتمثلة في (هوغو بوس). كما تعد واحدة من أهم الوجهات الدولية للتسوق، حيث يزوروها سنوياً حوالي 3 ملايين زائراً. ومن المعروف عنها تحطيمها لكل الأرقام القياسية: فهناك تخفيضات على الأسعار تتراوح من 30% وحتى 70% والتي تعتبر مسألة يومية على مدار كل عام.

 

تناغم التاريخ والطبيعة

وخلال تجولك في أماكن التسوق الواسعة وسط "ميتسينغن" ستلاحظ الجمع الفريد بين الشعور الحضري والهندسة المعمارية الحديثة مع البيوت النصف خشبية الرومانسية للبلدة القديمة. أما بالقرب من "ميتسينغن" فينتظرك مشهد رائع لمنطقة الألب الشفابية. وعند توجهك جنوباً سوف تصل إلى قلعة "هوهنتسولرن" التي تعد واحدة من أجمل قلاع أوروبا وأكثرها شعبية، ستدخل في أجواء تاريخية تعود إلى ألف سنة. كما أن هذه القلعة، التي تتربع فوق تلة جميلة متزينة بأبراجها وأسوارها، ستضمن لك بلا شك إطلالة بانورامية مذهلة على منطقة الألب الشفابية.

 

بحيرة من السحر

وعلى الحدود مع سويسرا والنمسا، ستبهرك بحيرة "كونستانس"، حيث ستشاهد النخيل حولها، وسهول العنب والمروج الخضراء التي تغطي الجبال المحيطة بها، ناهيك عن أشجار التفاح التي تزين المنظر. وفي الخلفية تنتصب سلسلة من قمم جبال الألب التي تضم مناطق للتجول والتزلج. ولكن بحيرة كونستانس تقدم ما هو أكثر من هذا المشهد الرائع، فعلى امتدادها هناك قرى العصور الوسطى وبلدات باروكية مثل (ميرسبورغ) وقلعتها التي تحمل نفس الاسم، والمدينة الجامعة كونستانس العريقة ومدينة (فريدريشسهافن) التي تعتبر مهد المناطيد مع متحفها الرائع (تسبلين موزبوم).

 

جزيرة العطور

ولكن زيارتك إلى هذه البحيرة لن تكتمل دون التعرف على جزيرة "مايناو" التي تصل مساحتها إلى 45 هكتاراً، ويزورها سنوياً حوالي 1,2 مليون زائر. وتعتبر جزيرة "مايناو" أكبر نقطة جذب في بحيرة "كونستانس" بما تضمه من مجموعة ورود وأزهار متنوعة حسب فصول السنة كما يوجد فيها أكبر بيوت الفراشات في ألمانيا، إضافة إلى ملاعب فريدة للأطفال.

 

التمتع بكل ما هو أصلي

وفي ظل الحديث عن جمال الطبيعة، تبرز الغابة السوداء "شفارتس فالد" بكونها أكثر مناطق ألمانيا شهرة بهوائها النقي. كما تشتهر أيضاً بكعكتها التي تحمل نفس الاسم "بلاك فورست كيك"، وبساعات الوقواق والمزارع القديمة الجميلة التي تتميز بسقوفها المائلة. وعلى طول نهر الراين تنتشر المروج الخضراء والغابات الكثيفة والوديان والجداول المتدفقة والكروم ومجموعة واسعة من الأطباق اللذيذة. كما يوجد فيها المنتجعات الصحية والحمامات الحرارية أكثر من أي مكان آخر في جنوب غرب ألمانيا. وبالطبع لا يجب أن تفوت أيضاً زيارة البحيرة الساحرة "تيتي زيه". فالمشاركة برحلة على متن إحدى السفن في هذه البحيرة تعتبر أفضل طريقة للاستمتاع بالمشهد المذهل للغابة السوداء. وبما أن كل ما هو أصلي يبقى دوماً هو الأفضل، فبإمكانك الجلوس والاسترخاء على الشاطئ والاستمتاع بتذوق قطعة من كعكة الغابة السوداء الأصلية. أما إذا رغبت بمشاهدة أكبر ساعة وقواق في العالم، فما عليك إلا التوجه إلى "شوناخ".

 

نزهة لا تنسى

وبالطبع لا يجب أن تفوت فرصة التعرف على مدينة "فرايبورغ"، عاصمة الغابة السوداء، فهي تعد أكثر المناطق المشمسة في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن العالم خضرة. وفي مركز المدينة القديمة المخصص للمشاة يمكنك التجول حول الكاتدرائية، التي يرتفع برجها الرائع فوق السوق اليومية المتواجدة هناك، بالإضافة إلى التنزه على الشوارع المرصوفة بالحصى والتي يزينها العديد من القنوات الصغيرة والحانات القديمة ذات الأجواء المليئة بالفرح.

 

إثارة.. مغامرة.. ترفيه

أما من يرغب في المزيد من التسلية والترفيه والمغامرات، فما عليه إلا قطع مسافة 38 كم إلى الشمال من "فرايبورغ" (30 دقيقة بواسطة السيارة) متوجهاً إلى أكبر مدينة ملاهي في ألمانيا: "أوروبا بارك"، التي تعد أيضاً واحدة من أكثر مدن الملاهي شعبية في العالم وتمثل معلماً خاصاً لجميع أفراد العائلة. فعلى مساحة تبلغ 85 هكتاراً سيكون بانتظار الأطفال وذويهم ألعاب كثيرة وعروض متنوعة تجمع بين الإثارة والمغامرة والتسلية والترفيه. كما توفر فنادق "أوروبا بارك" المتمثلة في فندق "الأندلس" و"كاستيلو الكازار" و"سانتا إيزابيل" و"كولاسيو" قضاء إجازة مريحة في أجواء رائعة.

 

في أحضان مدينة المنتجعات الراقية

ولكي تختتم جولتك الاستكشافية بأفضل شكل ممكن، فعليك زيارة مدينة "بادن-بادن" الواقعة على بعد 85 كم في الشمال من "أوروبا بارك" (ساعة بواسطة السيارة). فهذه المدينة التي تشتهر عالمياً بمنتجعاتها الفخمة وحماماتها الصحية تدعوك إلى الاسترخاء التام وإعادة شحن طاقتك من خلال اختيار واحد من حمامات المياه المعدنية الحرارية والارتماء في أحضانها. كما يمكنك الاستمتاع بالتعرف على تراثها الأرستقراطي ونواديها الراقية ومحلاتها التجارية المتفردة وحدائقها ومنتزهاتها الجميلة وفنادقها الفخمة مثل فندق ومنتجع "برينيرس بارك" الذي يبدو كقصر ملكي يجذبك بأضوائه الذهبية الساحرة وخدماته الرفيعة، وفندق "أكوا أوريليا" بشققه ذات التصميم العصري وأجوائه المريحة. وإذا كنت من محبي الحفلات فما عليك إلا زيارة قاعة الاحتفالات "فست شبيل هاوس" لحضور إحدى الحفلات الموسيقية أو عروض الباليه الممتعة. كما يمكنك في نهاية اليوم أن تجرب حظك في أجمل كازينوهات العالم المتواجدة هناك.