تتميز بأجواء ذات نكهة خاصة

ولاية بادن فورتمبيرغ.. وجهة أسطورية وطبيعة نقية

عندما يتجول المرء في ولاية بادن-فورتمبيرغ الألمانية سيشعر أنه في عالم أسطوري تصنعه الطبيعة الساحرة التي تتزين بكروم العنب وأشجار التفاح والغابات الكثيفة كالغابة السوداء، ناهيك عن البحيرات المذهلة كبحيرة كونستانس. ولكن المذهل في هذه الولاية هو جمعها الرائع بين الطبيعة النقية والتطور الاقتصادي، فعاصمتها شتوتغارت مثلاً تعتبر أيضاً مركز صناعة السيارات الألمانية ومدينة مفعمة بالفعاليات الثقافية والفنية والموسيقية.

 

خدمات راقية وطبيعة خلابة

مع قيام الخطوط الخطوط الجوية القطرية مؤخراً بتسيير رحلات مباشرة بدون توقف إلى شتوتغارت، أصبح بإمكان زوار ولاية بادن-فورتمبيرغ القادمين من دول الخليج العربي التوجه مباشرة إلى المدينة سواء من أجل السياحة أو العمل أو للجمع بين الاثنين معاً. وفور وصول الزوار إلى مطار شتوتغارت سيكون بانتظارهم العديد من الخدمات الخاصة بكبار الشخصيات من بينها وجود قاعة خاصة وضمان عملية تنقل سهلة وراقية وتولي عملية متابعة إجراءات الدخول والخروج الخاصة بهم ومساعدتهم عند شؤون الجوازات وغير ذلك الكثير. والمميز أيضاً أن هناك الكثير من الفنادق الراقية المتواجدة في منطقة المطار بحيث يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام كفندق المطار "موفنبيك"، الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار عن منطقة المعارض.

كما تتوفر في المطار كافة وسائل النقل من حافلات وقطارات وسيارات أجرة تقلك حيثما تريد. ومهما كانت الوسيلة التي ستختارها، فتأكد بأنك سوف تستمتع طوال الطريق بأجمل المناظر الطبيعية، فأنت تتواجد هنا في موقع رائع في قلب واحدة من أكبر مناطق زراعة العنب في ألمانيا والتي تجتذب إليها الزوار من جميع أنحاء العالم ليس فقط لسحر مناظرها الطبيعية وحدائقها الغناء وميادينها الراقية وقصورها ومبانيها الفخمة وتنوع طرزها المعمارية، بل أيضاً لتنوعها الثقافي المميز.

 

رعاية طبية شاملة

وعلى الرغم من أن هذه المدينة الجذابة ما تزال تحافظ على جمالها العذري، فإنها تمثل مزيجاً رائعاً من الطبيعة الساحرة والتقاليد المتأصلة والتطور الاقتصادي والحداثة. وبشكل عام تُعرف "بادن-فورتمبيرغ" بأنها ولاية غنية بالأفكار وأرض المخترعين والعباقرة. فهي تمثل ذروة الصناعات السريعة النمو مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية وتكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام والإلكترونيات، بحيث تعتبر أهم موقع عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا العالية في أوروبا. كما تتميز في المجال الصحي، حيث يقدم مستشفى شتوتغارت "كلينيكوم شتوتغارت" مثلاً رعاية طبية شاملة للمرضى الدوليين، خصوصاً وأنه يعتبر المستشفى الأكاديمي لجامعة "توبنغن" بحيث يوظف أحدث المعارف والأساليب العلمية في التشخيص والعلاج. وبالطبع يقدم المستشفى خدمات خاصة بالمرضى القادمين من المنطقة العربية، حيث يوفر لهم طواقم تتحدث اللغة العربية ويهتم باحتياجاتهم الإدارية والتنظيمية والمالية قبل وأثناء وبعد إقامتهم وكافة الإجراءات المتعلقة بالسفر وعملية التنقل.

 

رحلة عبر تاريخ السيارات

وتحظى ولاية بادن-فورتمبيرغ بشهرة عالمية كبيرة كونها مهد لصناعة السيارات، ففي هذه المنطقة تم تطوير أول سيارة في العالم. وكل من يحب أن يتعرف على تاريخ عالم المركبات فسيجد في شتوتغارت متحفين رائعين يمثلان اثنتين من العلامات التجارية الفاخرة الأكثر شهرة في العالم هما: "مرسيدس بنز" و"بورشه". ويحكي متحفا شتوتغارت القصة المثيرة لعالم المركبات، ابتدءاً من أول مركبة مروراً بسيارات الفورمولا 1 المذهلة ووصولاً إلى السيارات المتطورة. ويستعرض متحف "مرسيدس بنز"  ماضي وحاضر ومستقبل عملية النقل، إذ يعتبر هذا المتحف ذو الهندسة المعمارية المذهلة من أهم نقاط الجذب السياحي في المدينة، فهو يقع على مساحة 17 ألف متر مربع ويتألف من تسعة طوابق يُعرض فيها حوالي 160 سيارة تشتمل على النماذج الأولى التي تعود لسنة 1886 بالإضافة إلى أحدث الأنواع. كما يوجد في شتوتغارت-تسوفنهاوزن متحف "بورشه" الذي يتميز أيضاً بهندسته المعمارية ويحتوي على معروضات رائعة لاسيما السيارات الرياضية.

 

الفنون بين المتاحف والقصور

أما عشاق الفنون والثقافة فسيجدون في هذه المدينة كل ما يسرهم من عروض فنية وثقافية وموسيقية ومسرحية متنوعة. وفي هذا المجال تبرز دار الأوبرا التي تحظى فرقتها الأوركسترالية بصيت عالمي واسع. ويبرز معرض شتوتغارت الوطني "شتاتسغالاري" بمجموعة فريدة من الأعمال الفنية التي تضم الفن الألماني القديم والفن الإيطالي والهولندي والكلاسيكية الشفابية واللوحات العصرية الكلاسيكية والمعاصرة والنحت وغيرها. كما يتميز متحف الفنون "كونست موزيوم" أيضاً بما يحتويه من معروضات تتنوع بين القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر، ومن الانطباعية الشفابية وحتى الفن المعاصر. وتجذبك أضواء هذا المتحف ليلاً، حيث تنعكس على ساحة "شلوس بلاتس" وشارع الملك "كونغيسشتراسه" الذي يمنحك التسوق والتجول فيه متعة كبيرة. وعلى الطرف الآخر من ساحة "شلوس بلاتس"، يقف القصر الجديد، الذي يجمع عناصر من حقب زمنية مختلفة. وعلى مرمى حجر منه، يقع القصر القديم، الذي تستشعر في محيطه أجواء تاريخية قل نظيرها.

 

فعاليات وبرامج ترفيهية متنوعة

وفيما يتعلق بالمهرجانات، فهناك الكثير منها مثل مهرجان الربيع (23 أبريل وحتى 15 مايو 2011) ومهرجان الجعة (23 سبتمبر وحتى 9 أكتوبر 2011) بالإضافة إلى احتفالات أعياد الميلاد التي تشهد انتشار العديد من الأسواق الخاصة بهذه المناسبة، وغير ذلك من الاحتفالات والفعاليات المميزة. كما تنبض الحياة الليلية في كل مكان، حيث تجد برنامجاً ترفيهياً كبيراً في مركز شتوتغارت الدولي (اس اي-سنتروم) مع مسرحيات غنائية شهيرة. كما تعتبر شتوتغارت مدينة صديقة للأطفال، حيث تقدم المدينة مجموعة واسعة من العروض التي تم تصميمها خصيصاً للصغار وذويهم مثل متحف الأطفال "كيندر موزيوم" والقبة السماوية "بلانيتاريوم"  وعرض الليزر "ليزر شو" و العديد من الحمامات المعدنية. ولا ننسى أيضاً حديقة "فيلهيلما"، أكبر حديقة حيوانات ونباتات في أوروبا، فهي تعد من الأماكن التي لا ينبغي لأي قادم إلى المدينة أن يفوت زيارتها لاسيما العائلات.

 

جنة التسوق تحطم الأرقام القياسية!

 وبالنسبة لمدمني التسوق، فما عليهم إلا التوجه إلى مدينة منافذ بيع المصانع "ميتسينغن" التي تقع على بعد 40 كم باتجاه جنوب مدينة شتوتغارت (حوالي 40 دقيقة بالسيارة). وبالطبع يمكن الوصول إليها أيضاً بسهولة بواسطة القطار، أو من خلال خدمة كبار الشخصيات في مطار شتوتغارت التي تأخذك من المطار بشكل حصري وتحضرك بسيارة خاصة مباشرة إلى نزهة تسوق فريدة من نوعها في هذه المدينة. وتعتبر مدينة التسوق هذه موطن أشهر العلامات التجارية العالمية المتمثلة في (هوغو بوس). كما تمثل واحدة من أهم الوجهات الدولية للتسوق، حيث يزوروها سنوياً حوالي 3 ملايين زائراً، وتضم أكثر من 50 عنواناً للتسوق، بما في ذلك العديد من منافذ المتاجر الرائدة لأشهر المصممين. وتحطم جنة التسوق "ميتسينغن" كل الأرقام القياسية: فهناك تخفيضات على الأسعار تتراوح من 30% وحتى 70% والتي تعتبر مسألة يومية على مدار كل عام.

 

قصص عن حياة الماضي واليوم

وبالقرب من "ميتسينغن" ستحظى بمشاهدة منظر رائع لمنطقة الألب الشفابية. فمن المعروف عن السلسلة الجبلية في ولاية "بادن-فورتمبيرغ" بأنها تشتمل على أنهار صافية وهضاب وعرة ومروج مزهرة ملونة ومنحدرات حادة وغابات كثيفة. كما تروي كهوفها وقراها الخلابة وقلاعها وقصورها قصصاً عن حياة الماضي واليوم. لذا فكل ما عليك فعله هو التوجه جنوباً إلى قلعة "هوهنتسولرن" التي تبعد 40 كم من "ميتسينغن" (حوالي 45 دقيقة بواسطة السيارة). فهذه القلعة التي تقع على قمة تلة وتتميز بأبراجها وأسوارها تعد واحدة من أجمل قلاع أوروبا وأكثرها شعبية. كما أنها تحتضن ألف سنة من التاريخ حيث كانت تمثل مقراً للملوك البروسيين والأباطرة الألمان. وتضمن لك زيارتها بكل تأكيد إطلالة بانورامية مذهلة.

 

مياه وزهور وقرى عريقة

وعند توجهك إلى أقصى الجنوب، فستصل إلى بحيرة "كونستانس" التي تمثل جنة الإجازات. فهنا ستجد النخيل في الشوارع الممتدة على أطراف البحيرة، وكروم العنب والمروج الخضراء التي تغطي الجبال المحيطة، ناهيك عن أشجار التفاح التي تزين المنظر. وفي الخلفية تنتصب سلسلة من قمم جبال الألب التي تضم مناطق للتجول والتزلج. ولكن بحيرة "كونستانس" تقدم ما هو أكثر من هذا المشهد الرائع، فعلى طول البحيرة هناك قرى العصور الوسطى وبلدات باروكية مثل "ميرسبورغ" وقلعتها التي تحمل نفس الاسم، وهناك المدينة الجامعة "كونستانس" العريقة ومدينة "فريدريشسهافن" التي تعتبر مهد المناطيد مع متحفها الرائع "تسبلين موزبوم". كما تضم هذه البحيرة جزيرة ساحرة تدعى "مايناو"، تصل مساحتها إلى 45 هكتاراً،  وتمثل مهرجاناً للزهور على مدار العام، حيث تجذب إليها سنوياً حوالي 1,2 مليون زائر بما تضمه من مجموعة ورود وأزهار متنوعة حسب فصول السنة وأكبر بيوت الفراشات في ألمانيا إضافة إلى ملاعب فريدة للأطفال.

 

نقاء وأصالة

أما الغابة السوداء "شفارتس فالد" فهي تعد أكثر مناطق ألمانيا شهرة بهوائها النقي. وتشتهر أيضاً بكعكتها التي تحمل نفس الاسم "بلاك فورست كيك"، بالإضافة ساعات الوقواق والمزارع القديمة الجميلة التي تتميز بسقوفها المائلة. فهناك تجد دوماً المروج الخضراء والغابات الكثيفة والوديان والجداول المتدفقة والكروم المنتشرة على طول نهر الراين ومجموعة واسعة من الأطباق اللذيذة ابتداءاً من الأطباق التي تنتمي إلى الغابة السوداء وصولاً إلى فنون الطهي المتنوعة. أما المنتجعات الصحية والحمامات الحرارية فتتواجد هنا أكثر من أي مكان آخر في جنوب غرب ألمانيا. وبالطبع يجب أن لا تفوت زيارة البحيرة الفاتنة "تيتي زيه"، فالمشاركة برحلة على متن إحدى السفن في هذه البحيرة تعتبر أفضل طريقة للاستمتاع بالمشهد المذهل للغابة السوداء. كما يمكنك التوجه إلى (شوناخ) التي تبعد حوالي 45 كلم شمالاً (تستغرق الرحلة خمسين دقيقة بواسطة السيارة) لتشاهد أكبر ساعة وقواق في العالم.

 

نزهة على شوارع مرصوفة بالحصى

وخلال رحلتك الاستكشافية لا تنسى أن تتوقف في مدينة "فرايبورغ" التي تبعد 30 كلم في الغرب من بحيرة (تيتي زيه) (تقريباً 30 دقيقة بالسيارة). فهذه المدينة التي تعد عاصمة الغابة السوداء، تتصف بكونها أكثر المناطق المشمسة في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن العالم خضرة. ولقد تم تخصيص مركز المدينة القديمة للمشاة حيث يمتد حول الكاتدرائية، التي يرتفع برجها الرائع فوق السوق اليومية هناك. أما الشوارع المرصوفة بالحصى فتزينها العديد من القنوات الصغيرة والحانات القديمة ذات الأجواء المليئة بالبهجة. كما تقدم المطاعم الأطباق الجيدة مع المشروبات المحلية اللذيذة.

 

أكبر حديقة ترفيهية في ألمانيا

وبالنسبة للباحثين عن التسلية والترفيه، فما عليهم إلا قطع مسافة 38 كم إلى الشمال من "فرايبورغ" (30 دقيقة بواسطة السيارة) حيث توجد أكبر مدينة ملاهي في ألمانيا "أوروبا بارك"، والتي تعد أيضاً واحدة من أكثر مدن الملاهي شعبية في العالم وتمثل معلماً خاصاً لجميع أفراد العائلة. فهنا سيكون بانتظارك أكبر حديقة ترفيهية تتصف بالجاذبية السياحية وتجمع الإثارة والمغامرات والعروض المتنوعة والتسلية والترفيه على مساحة تبلغ 85 هكتاراً. كما تدعوك الفنادق في "أوروبا بارك" إلى قضاء إجازة مريحة وبعيدة عن ضغوط الحياة اليومية. فهنا توجد أربعة فنادق رئيسية ذات أجواء رائعة: فندق "الأندلس" و"كاستيلو الكازار" و"سانتا إيزابيل" و"كولاسيو".

 

فخامة ورقي وتفرد

وعلى بعد 85 كم في الشمال من "أوروبا بارك" (ساعة بواسطة السيارة) تنتظرك مدينة "بادن-بادن" بمنتجعاتها الأنيقة التي تدعوكم إلى اكتشافها والتعرف على تراثها الأرستقراطي، بالإضافة النوادي البراقة والفنادق الكبرى والمحلات التجارية المتفردة والحدائق والمنتزهرات الأنيقة. ومن أجل تحقيق أكبر قدر من الاسترخاء وإعادة شحن طاقتكم، فما عليكم إلا اختيار واحد من حمامات المياه المعدنية الحرارية والارتماء في أحضانها. أما محبو الحفلات فما عليهم إلا زيارة قاعة الاحتفالات (فست شبيل هاوس) لحضور إحدى الحفلات الموسيقية أو عروض الباليه الممتعة. وفي هذه المنطقة ستجد الفنادق الفخمة كفندق ومنتجع "برينيرس بارك" الذي يقدم تجربة رائعة في عالم الاسترخاء والهدوء الذي يميز "بادن-بادن" كمدينة عالمية للحمامات والمنتجعات الصحية. وكذلك فندق "أكوا أوريليا" الذي يتمتع بموقعه المركزي وبشققه الفاخرة والمريحة.