بروفيسور يورغين كلاينشميت جامعة ميونيخ

الحمامات الرملية .. علاج للجسد والروح

تشهد الوسائل العلاجية الطبيعية التي كانت متبعة في العصور القديمة رواجاً كبيراً في الوقت الراهن، منها على سبيل المثال الحمامات الرملية. وتُعد هذه الحماماتبمثابة علاج للجسد والروح في آن واحد؛ حيث إنها تساعد في علاج متاعب في الظهر والمفاصل من جهة، وتُزيل الضغط العصبي والتوتر من جهة أخرى، ومن ثم يتمتع المرء بالصحة والعافية وينعم بالهدوء والاسترخاء.

 

وقالالبروفيسور يورغين كلاينشميت من جامعة ميونيخ الألمانية :"إن الحمامات الرملية تُعد أحد الأشكال الفعالة للمعالجة الحرارية؛ ففي هذه الطريقة تعمل طبقة الرمال الساخنة مع أشعة الشمس الهادئة على استرخاء الجسم وتخلصه من الضغط والتوتر العصبي، هو ما يؤدي إلى إرخاء العضلات والتخفيف من حدة الآلام".

 

سهولة وبساطة

وأضاف البروفيسور الألماني أن طريقة العلاج بالرمال تمتاز بالسهولة والبساطة، فهي مجرد حفرة بسيطة يسترخي فيها المرء، ثم يتم تغطية جسمه بالرمال باستثناء الوجه. وفي تلك الأثناء لا يجوز أن تكون حبيبات الرمل الصغيرة ساحنة جداً؛ لأن الرمال تعتبر من المواد الموصلة للحرارة بشكل جيد.

 

ومن المؤكد أن كل شخص قد خاض هذه التجربة المؤلمة في يوم من الأيام، وذلك عند السير عاري القدمين على رمال الشواطئ خلال العطلات الصيفية.

 

ويحذر البروفيسور الألماني من أنه لا يجوز تخطي حدود الألم الخاصة بالمستقبلات الحرارية الموجودة بالجلد، والتي تبلغ 42 درجة عند استعمال الرمال. ولكن من خلال عمل قنطرة تهوية في الرمال فإنه يتم إعادة تصريف الحرارة بسرعة.

 

وتعتمد طريقة العلاج بالحمام الرملي على سخونة الرمال الجافة. وفي هذه الطريقة يحتاج كل حوض إلى حوالي 500 كيلوغرام من الرمال، التي يتم تسخينها بالتساوي فضلاً عن أنه يتم الحفاظ على ثبات درجة الحرارة بها، فعلى سبيل المثال يقدم المنتجع الصحي «لان ديل بيرغلاند» بمدينة باد إندباخ الألمانية لرواده «حمام في رمال الصحراء الساخنة»، ذلك للتخفيف من آلام الظهر والتخلص من الضغط والتوتر العصبي أو التغلب على اضطرابات الدورة الدموية.

 

وفي هذا الحمام الرملي يسترخي المرء على سرير من الرمال الساخنة، وهو يستمع إلى هدير الأمواج المتلاطمة من حوله، لمدة 25 دقيقة، مع لف جسمه بطبقة رقيقة من الصوف؛ لأنه لا يجوز أن يحدث تلامس مباشر بين الجسم والرمال، ذلك حفاظاً على الصحة والنظافة العامة ولمنع انتقال الأمراض المعدية.

 

وبالإضافة إلى ذلك أكدت آنتيا برايس من المنتجع الصحي باد زاروف الألماني أن حمام ضوء الرمل هو الاختيار الأنسب للشخص الذي يرغب في الاستمتاع بأجواء العطلات الصيفية إلى جانب السخونة الممتعة. فبعيداً عن شواطئ البحر المتوسط أو بحر الشمال يستمتع المرء في هذا الحمام بمحاكاة لطبيعة الشواطئ مع الشعور بأجواء العطلات.

 

موسيقى هادئة

وأضافت برايس أنه في هذا الحمام يتم محاكاة يوم كامل على الشاطئ في ظل درجة حرارة تبلغ 30 درجة. ففي بداية اليوم تشرق الشمس ببطء في غضون 45 دقيقة، وبعد ذلك ينعكس الضوء على السقف من خلال مرايا القطع المكافئ، حتى يتم محاكاة أشعة الشمس الحارقة. ويستمر الاستمتاع طول اليوم مصحوباً بموسيقى هادئة تساعد على الاسترخاء حتى تغرب الشمس مرة أخرى ببطء.

 

وتساعد حمامات ضوء الرمال خصوصاً على مواجهة أعراض الاكتئاب الشتوي، كما أنها تخاطب جميع الحواس. فإلى جانب الحرارة والضوء تلعب الموسيقى والعطور دوراً هاماً، حيث يتم تكديس نوعية خاصة من الرمال ذات اللون البني بارتفاع يصل إلى حوالي 20 سنتيمتراً في أجنحة الفنادق أو المنتجعات الصحية. ويتم تنظيف سطح الرمال وهواء المكان ليلاً من خلال استخدام جهاز تعقيم، كما هو متبع في غرف العمليات الجراحية.

 

وأكدت برايس على أهمية تأثير المعالجة بضوء النهار بالاشتراك مع رمال الصحراء الساخنة، ويشاطرها البروفيسور الألماني كلاينشميت الرأي قائلاً :"إنها تجربة تتعدى أهميتها مجرد الاستلقاء على الرمال"؛ حيث تهدف هذه الحمامات إلى تعزيز الجوانب الصحية وليس القصد منها مواجهة الأمراض، كما أنها توفر للمرء أجواءً من الاسترخاء والاستمتاع، وهو تأثير لا يجوز التهوين منه.