للمرة السابعة

معهد جوته يشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب

شارك معهد جوته لمنطقة الخليج في أبريل 2013 في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وذلك للمرة السابعة. وأفادت سوزانا شبورر، مديرة معهد جوته لمنطقة الخليج بأن "تشجيع الأدب والقراءة يلعبان منذ أمد بعيد دوراً في عمل معهد جوته، لذلك فإنه ضرورة قصوى بالنسبة لنا أن نشارك في أهم حدث أدبي بالعاصمة."

يعتبر معرض أبوظبي للكتاب أكثر معارض الكتاب طموحاً ونمواً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي الواقع فقد تطور معرض الكتاب كثيراً منذ أن تمت إقامته لأول مرة في العام 2007 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. ومنذ ذلك الحين ويشارك معهد جوته لمنطقة الخليج كل عام في المعرض من خلال جناح معلومات وكذلك برامج أدبية وموسيقية. أما في العام 2013 فقد اتبع معهد جوته نهجاً جديداً حيث قدم أحد مشاريعه الناجحة في مجال تشجيع الأدب وهو مشروع "صُنع في الإمارات – كتب جديدة لأطفال الإمارات".

تكون المشروع من العديد من ورش العمل التي تم تصميمها للكتاب والرسامين الإماراتيين من قبل كل من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومعهد جوته لمنطقة الخليج على مدار العامين 2011 و 2012. تم تقديم المشروع في معرض الكتاب على شكل معرض قدم للزوار الفكرة التي نشأت في إطار ورش العمل.

نورا الخوري، وهي إحدى الكاتبات المشاركات بالمشروع والتي تم نشر كتابها "فنتير، الفلامنجو المنفوش" في نوفمبر 2013، كانت متحمسة لتقديم المشروع وأفادت "لقد كنت معجبة تماماً بتنظيم جناح المعلومات وذلك الاهتمام الكبير بالتفاصيل، فبالنظر إلى موقعه الاستراتيجي وتصميمه الجذاب، فقد جذب الكثير من الاهتمام واستمتع الزوار أثناء مرورهم بتصفح الكتب وحصلوا على توجيهات دقيقة عن الأماكن التي يشترون منها الكتب التي كانت معروضة وكيفية التواصل مع الكتاب والفنانين".

قدمت نورا مع كل من الكاتبة نورية العبيدلي والرسام عبد الله الشرهان أفكاراً عن العملية الإبداعية لإنتاح الكتب والتحديات التي واجهوها وذلك من خلال مناقشة مفتوحة مع الجماهير بمعرض الكتاب يوم 24 أبريل.

تم تنظيم مشروع "صُنع في الإمارات" بهدف تشجيع تطوير كتب إماراتية مخصصة لأطفال الإمارات بنصوص ورسوم تعكس القيم الثقافية واهتمامات الأطفال الإماراتيين. بعد التركيز على كتب الأطفال في السنة الأولى، تم عقد ورشة عمل انطلقت أثناء معرض الكتاب وركزت على أدب الخيال والخيال العلمي لليافعين.

تحت شعار "كلمات عوالم خيالية" اجتمع عشر كتاب إماراتيين شباب مع مؤلف قصص الخيال الألماني المعروف راينير فيكفيرث.

تشرح وزيرة أحمد، إحدى المشاركات بورشة العمل قائلة "لقد كانت ورشة العمل مفيدة وملهمة وبها الكثير من المرح. إنني ممتنة جداً لإتاحة تلك الفرصة لي ولا أطيق الانتظار للمشاركة في ورش عمل مشابهة".

واتفقت معها نورا الخوري والتي سجلت كذلك للمشاركة في ورشة عمل العام الجاري قائلة "إن ورشة العمل هذه ذات دور فعال في التقريب بيننا لكي نفهم كيفية هيكلة قصة وتخطيطها بشكل سليم من البداية مع اللمسة الإضافية لعناصر الخيال والخيال العلمي. لقد أدى المدرب راينير فيكفيرث عملاً رائعاً من خلال تعليمنا المهارات وإعطائنا النصائح التي تجعل كتابة القصة عمل مثير وملئ بالمغامرة بالنسبة لنا ككتاب." أما اليازية السويدي فتضيف "إن معهد جوته هو دائماً بوابتي إلى العالم. هذه المرة ساعدني في إطلاق العنان لإبداعي إلى عالم خيالي جديد تماماً".

أما مدرب ورشة العمل راينير فيكفيرث فقد كان سعيداً بالموهبة التي لدى الكتاب الشباب: "ورشة العمل هذه مع الكتاب الموهوبين الشباب كانت بالنسبة لي تجربة فريدة، فالمشاركين كانوا متحمسين جداً وكانت سعادة جمة بالنسبة لي أن أعمل معهم بمثل هذه الطريقة البناءة خلال ورشة العمل".

كما تم تقديم الكاتب الألماني صاحب الكتاب الأكثر مبيعاً مع نورا النعمان (صاحبة قصة عجوان) في مناقشة مفتوحة أقيمت بمعرض الكتاب، حيث تحدثا عن وجهات نظرهما الخاصة بالكتابة لليافعين وخصوصيات موضوع الخيال والخيال العلمي.

كما كان هناك المزيد من برامج المعهد للجماهير أثناء معرض الكتاب، مثل شعر السْلام (وهي مسابقة شعرية تؤدى امام الجماهير وتكون هي الحكم) وهندسة الكتب لفرانك كلوتجين الذي تمت دعوته لمعرض الكتاب لهذا العام، حيث قدم أشعاره أمام الجماهير.

بجانب ذلك فقد بنى فرانك كلوتجين أمام الجماهير المهتمة هياكل للمباني الشهيرة باستخدام كتبه، وبذلك تمكن الجمهور من مشاهدة كيفية بناء كل من قصر الإمارات وقصر الحصن باستخدام الكتب فقط. كما استغل بعض الزوار الفرصة لمساعدة مهندس الكتب بمناولته الكتب حينما احتاج إليها. والبعض الآخر أصبح مهتماً لدرجة رغبته في شراء الكتاب الذي تم استخدامه للبناء. "لم أكن أتخيل أنه يمكنك فعلاً إنشاء مثل هذه المباني باستعمال الكتب فقط. إنها فعلاً فكرة مبدعة"، هكذا أفاد أحد المشاهدين.

كانت هذه الزيارة الأولى لفرانك كلوتجين للعالم العربي وكتب في مدونته "في تلك الأمسية وأثناء ارتشافي لأفضل كوكتيل في حياتي في أحد الفنادق بالطابق الثاني والستين على الكورنيش، نظرت إلى قصر الإمارات الحقيقي من تقريباً نفس المنظور الذي استخدمته في إعادة بنائه بالكتب. رافعات البناء القائمة في الأفق تجعلك تشعر أن البناء باستخدام الكتب لا يمكن أن يكون أكثر دقة في أي مكان منه في أبوظبي."

 

حقوق الصور: هيرلينا بيوركلوند (Photo by Herlina Bjorklund)