أطباق عالمية وشعبية في أجواء عصرية.. تاريخية.. ثقافية

مع جولة سياحية خاصة ستصبح أكثر إلماماً بمدينة فرانكفورت وسيكون لديك خياران يمكن أن تنتقي واحداً منهما: الأول: جولة تمتد على ساعتين ونصف مع مرشد سياحي في حافلة حديثة مكيفة وتتضمن جولة على الأقدام عبر ساحة (رومربيرغ) الشهيرة وزيارة لمنزل غوته، حيث تبدأ الجولة من محطة فرانكفورت الرئيسية للقطارات. الثاني: اكتشاف فرانكفورت بنفسك عن طريق الحافلة الشهيرة جداً (هوب-أون، هوب-أوف) والتي تتألف من طابقين. وتستغرق الجولة كاملة ساعة واحدة، وتنطلق أول حافلة من ساحة القديس بولس، حيث تشمل المعالم التي ستشاهدها خلال الجولة: رومربيرغ، كنيسة القديس بولس، كاتدرائية فرانكفورت، منزل غوته، الحي المالي، دار الأوبرا القديمة، حديقة بالمنغارتن النباتية، ضفة المتاحف، ومنطقة (زاكسنهاوزن).


من يبحث عن الفخامة فما عليه إلا اختبار المطعم الاستثاني (سيفر) في فندق (هيسيشر هوف)، الذي يمثل اسمه هدية من الإمبراطور نابليون. وعند دخولك إلى هذا المطعم ستشعر وكأنك في معرض رائع للخزف، وستستمع حتماً بلذة الأطباق المحلية والعالمية التي يعدها فريق الطهاة، وذلك في ظل مستوى خدمة من الدرجة الأولى. بالإضافة إلى هذا، فما يزال يتم تقطيع بعض الوجبات على الطاولة من قبل رئيس طاقم الخدمة شخصياً.

وبشكل عام، فخلال جولتك الاستكشافية سواء في المناطق التاريخية أو الأماكن الطبيعية الخضراء أو فرانكفورت المالية، يمكنك أن تقوم بإعادة شحن طاقتك من خلال تناول الغداء في واحد من المطاعم والمقاهي المتنوعة التي تزخر بها المدينة، حيث ستجد مثلاً في شارعي (فرسغاس) أو شارع (شيلر شتراسه) في وسط المدينة، مجموعة رائعة من المقاهي والمطاعم والحانات والمحلات التجارية الفارهة.

كما يمكنك اغتنام الفرصة أيضاً للقيام بجولة تسوق مثيرة في هذين الشارعين أو في شوارع أخرى تزخر أيضاً بالأسواق والمراكز التجارية، التي تستقطب محبي وعشاق التسوق من كافة أنحاء العالم. وبغض النظر عما تبحث عنه، فإنك ستجد ضالتك حتماً. لذا ننصحك بأخذ نزهة عبر شوارع التسوق الأكثر شعبية في المدينة مثل: فرسغاس، تسايل، غوته شتراسه، الذي يعتبر أفخم شوارع التسوق في فرانكفورت، حيث يضم أرقى المتاجر الحصرية ومحلات المصممين العالميين الراقية.

كما ستحظى بتجربة ممتعة عند زيارتك أسواق المزارعين الخارجية التي تتواجد في الهواء الطلق، أو من خلال إلقاء نظرة على (كلاين ماركت هاله) أو ما يمكن أن نسميها "قاعة السوق الصغير"، التي تعتبر من الأسواق الشعبية الداخلية، والتي تفتح أبوابها يومياً من الاثنين إلى السبت.

وإذا كنت تبحث عن التسوق بتكلفة أقل، فهناك مناطق أخرى مثل شارع (شفايتسر شتراسه) في منطقة (زاكسنهاوزن) وشارع (بيرغر شتراسه) في منطقة (بورنهايم). أما محلات بيع التذكارات والهدايا فستجدها في ساحة (رومربيرغ) الشهيرة وبالقرب منها.

وتمثل منطقة (زاكسنهاوزن) تمثل نموذج البساطة الألمانية وتتميز بالأزقة الضيقة والعمارة النصف خشبية الجميلة، وتزخر بالعديد من الحانات والمطاعم التي تقدم المأكولات التقليدية وأنواع المشروبات اللذيذة، بحيث تمنحك فرصة تناول الطعام أجواء ذات نكهة خاصة.

وبالنسبة لأولئك الذين ما يزال لديهم الكثير من الطاقة، فسيكونون سعداء لمعرفة أن المدينة تحفل بمجموعة لا تحصى من النوادي والحانات التي يقع معظمها في وسط مدينة فرانكفورت أو في شارع (هانوار لاند شتراسه)، أحد الشوارع الرئيسية في المدينة. والشيء المؤكد هنا أنك ستجد بلا شك المكان المناسب لك.

وستحظى خلال جولتك في المدينة بفرصة الاستراحة على نهر الماين، أو القيام بإحدى الرحلات النهرية مع خطوط فرانكفورت للرحلات البحرية لتكتشف جانباً آخر من فرانكفورت عن طريق هذا الممر المائي الشهير، حيث تغادر الرحلات من جسر (أيزرنر شتيغ) وتعود إليه.

أما من يرغب بتتبع خطى الأديب الألماني الشهير غوته، فما عليه إلا القيام برحلة بحرية مفعمة بالحنين إلى منطقة (هوكست)، حيث تنطلق القوارب من وسط المدينة بشكل منتظم وتحديداً من جسر (أيزرنر شتيغ). ففي شبابه كان غوته يبحر مع أصدقائه في الكثير من الأحيان على متن زورق السوق ليقضي المساء في واحد من النزل الكثيرة المنتشرة حول ساحة قلعة (هوكست) أو للقيام بزيارة مصنع هوكست للخزف. ولم تتغير البلدة القديمة من (هوكست) كثيراً منذ أيام غوته. فالنزل الغارقة في التقاليد والمحيطة بالساحة الرئيسية والمعالم المنتشرة على ضفاف نهر الماين، والقلعة التي ترجع إلى القرن السادس عشر، والكنيسة العائدة إلى القرن الثامن، ومصنع الخزف العالمي الشهير، كلها تدعوك للتنزه حول هذا الجزء الغربي من فرانكفورت.

وهنا لا تنسى أن تجرب وجبة غوته المفضلة التي تتألف من الصلصلة الخضراء الفرانكفورتية مع لحم البقر والبطاطا، فهي بالفعل وجبة لذيذة جداً.

وفي أيام معينة من كل عام تبرز خصوصية معينة لمدينة فرانكفورت جاذبة أهل المدينة وضيوفها من كافة أنحاء العالم! فمشروبات عيد الميلاد الساخنة اللذيذة وفطائر (بتمينشن) الشهية تجعل من سوق عيد الميلاد التقليدي نقطة اجتماع ذات نكهة خاصة.