متعة وترفيه لكل للكبار والصغار

متعة وترفيه لكل للكبار والصغار

تعتبر فرانكفورت مدينة الطبيعة الساحرة، خصوصاً مع ما تحتويه من شوارع تصطف الأشجار العالية على جانبيها، وحدائق مذهلة تجعلك تحن إلى الأجواء الريفية. وإذا سنحت لك الفرصة في أن تقيم في أحد الأحياء ذات البيوت القديمة، ستنتقل بلاشك إلى عالم متناه من الهدوء والسكينة. أما إذا كان لديك النشاط لتكتشف ما تكتنزه الطبيعة من مناظر تسر العيون وتمنحها أفقاً جديداً، فما عليك إلا التجول سيراً على الأقدام أو ركوب الدراجة الهوائية لتجد نفسك في أحضان الطبيعة الخلابة.


وتضم فرانكفورت مجموعة متنوعة من المساحات الطبيعية الخلابة والخيارات الترفيهية المثيرة التي تتناسب مع الصغار والكبار. فمنظر الغابات في فصل الربيع مثلاً يسحر زوار المدينة مضفياً على أي جولة سياحية رونقاً جميلاً متعدد الألوان، حيث تشكل الغابة جزءاً من حزام المدينة الأخضر الذي يزخر بالتلال والمروج والأشجار لاسيما أشجار البلوط والصنوبر والزان التي يعود عمرها لقرون عديدة. كما تضم فرانكفورت بين جنباتها أيضاً أكثر من خمسين بحيرة وبركة ذات شاعرية فريدة، تدهش حتى الخبير بفرانكفورت.

ومن الأماكن المثيرة للاهتمام بالنسبة للعائلات، تبرز حديقة الحيوانات في فرانكقورت التي تمنحك فرصة الاسترخاء قليلاً بينما تتجول مشياً على الأقدام عبر واحدة من أقدم حدائق الحيوانات في ألمانيا. فهذه الحديقة تأسست في عام 1858، واكتسبت شهرة كبيرة باعتبارها واحدة من أهم حدائق الحيوانات في أوروبا.

وبدورها، فإن (بالمنغارتن)، حديقة فرانكفورت النباتية الشهيرة، تعتبر أيضاً من الأماكن التي تستحق الزيارة. فقد تأسست من قبل مواطني فرانكفورت في عام 1868. وتمنح هذه الحديقة زوارها فرصة التعرف على طائفة واسعة من المناطق المناخية داخل منطقة الحديقة على مساحة أكثر من 200 هكتار و9000 متر مربع من المساحة الخضراء. وفي جناح الموسيقى في هذه الحديقة، سوف تستمتع بحضور واحدة من الحفلات الموسيقية التي تقام فيه، إذ ما تزال سلسلة الحفلات الشعبية التي يُطلق عليها اسم (جاز في حديقة النخيل)، تجذب أساطير الجاز منذ العام 1959. وهناك أيضاً الكثير من المجموعات الموسيقية التي تقيم حفلاتها هنا بشكل منتظم.

ويمكن للعائلات قضاء أوقات ممتعة جداً في ملاهي (ديبميس_كيتنكاروسل)، التي تزخر بأنواع مختلفة ومثيرة من الألعاب. وعلاوة على ذلك، تعتبر النشاطات المائية المختلفة التي يشهدها نهر الماين جديرة بالمشاهدة.

كما توفر المدينة مجموعة متنوعة من المطاعم ومراكز التسوق، إذ يمكن للمرء مثلاً القيام بجولة تسوق مثيرة في شوارع المدينة الزاخرة بالأسواق والمراكز التجارية، التي تستقطب محبي وعشاق التسوق من كافة أنحاء العالم. وبغض النظر عما تبحث عنه، فإنك ستجد ضالتك حتماً. لذا ننصحك بأخذ نزهة عبر شوارع التسوق الأكثر شعبية في المدينة مثل: فرسغاس، تسايل، شارع (غوته شتراسه)، الذي يعتبر أفخم شوارع التسوق في فرانكفورت، حيث يضم أرقى المتاجر الحصرية ومحلات المصممين العالميين الراقية.

وإذا كنت تبحث عن التسوق بتكلفة أقل، فهناك مناطق أخرى مثل شارع (شفايتسر شتراسه) في منطقة (زاكسنهاوزن) وشارع (بيرغر شتراسه) في منطقة (بورنهايم). أما محلات بيع التذكارات والهدايا فستجدها في ساحة (رومربيرغ) الشهيرة وبالقرب منها.

كما ستحظى بتجربة ممتعة عند زيارتك أسواق المزارعين الخارجية التي تتواجد في الهواء الطلق، أو من خلال إلقاء نظرة على (كلاين ماركت هاله) أو ما يمكن أن نسميها (قاعة السوق الصغير)، التي تعتبر من الأسواق الشعبية الداخلية، والتي تفتح أبوابها يومياً من الاثنين إلى السبت.

وفي حال كانت جولتك مشياً على الأقدام، فلابد أن ينتابك الجوع. ولكن، لا تقلق! فلن تحتاج وقتاً طويلاً لإيجاد ما تبحث عنه. فمطاعم فرانكفورت متنوعة الثقافات تماماً كما هو الحال بالنسبة للعمران والثقافة فيها، حيث يمكنك مثلاً أن تزور أحد المطاعم المشهورة بتقديم الأطعمة الفرانكفورتية الشعبية، مثل (الحساء الأخضر) أو (فطيرة الجبن بالموسيقى)، أو يمكنك تذوق أشهى الأطباق العالمية بحيث أن المطاعم هناك لا تفوت نوعاً معيناً من المأكولات دون أن يكون مدرجاً على قوائم الطعام لديها.

ويمكن للزوار شحن طاقاتاتهم من خلال تناول الغداء في واحد من المطاعم المنتشرة في شارع (فرسغاس) أو شارع (شيلر شتراسه) في وسط المدينة، حيث ستجد في جادتي الطعام الخاليتين من السيارات مجموعة رائعة من المقاهي والمطاعم والحانات والمحلات التجارية الفارهة. ويوجد في شارع (فرسغاس) كبار الطهاة الذين يتفنون في إعداد مختلف الأطعمة المحلية والعالمية، مما يجعل من هذه المنطقة موطن ألذ وأشهى الأطباق. كما يقام هناك كل عام احتفال شعبي تقدم فيه أنواع مختلفة من الوجبات والأطباق ذات الطابع الخاص والتي منحت هذا الاحتفال شهرة كبيرة نظراً لمذاقها اللذيذ.

وفي الحقيقة فإن مطاعم ومقاهي فرانكفورت تتيح لك المجال لتذوق أطيب المأكولات وفي النفس الوقت تمنحك فرصة الاستمتاع بمشاهدة شوارع المدينة التي تتيمز بأجواء من الحيوية لما تعج به من فعاليات ترفيهية متنوعة تقدم الفائدة والمتعة والتسلية.

أما عند القيام بجولة بواسطة إحدى الرحلات النهرية مع خطوط فرانكفورت للرحلات البحرية فستتمكن من اكتشاف زاوية رائعة لمدينة فرانكفورت من خلال هذا الممر المائي الشهير. وتمتد الرحلات لمدة 50 أو 60 أو 120 دقيقة، حيث تغادر من جسر (أيزرنه شتيغ) وتعود إليه.

ويتيح نهر الماين لزوار المدينة فرصة التمتع بمنظر أفق المدينة الذي تزينه الأبراح أو فرصة الاستراحة على ضفافه والاسترخاء أو حتى دخول أجواء مفعمة بالثقافة.

وكما جرت العادة في كل عام وتحديداً في آخر عطلة نهاية أسبوع من شهر أغسطس (من 24 وحتى 26 أغسطس 2012) فإن مهرجان ضفة المتاحف (موزيومسأُفر فيست) سيمثل مرة أخرى بكل تأكيد نقطة الذروة خلال الاحتفالات الثقافية التي تقام في الهواء الطلق.

وستحتفل فرانكفورت بمتاحفها، التي تقدم برنامجاً متنوعاً لجميع الأعمار، حتى ساعة متأخرة من الليل. ففي الخارج على ضفة المتاحف (موزيومسأُفر) تساهم مسرات الفن والطعام من جميع أنحاء العالم في تحويل زيارة هذا المكان الثقافي الفريد على ضفة نهر الماين إلى تجربة لا تُنسى.

ومن يفضل أن يتمتع بالفن عن طريق الأذن سيكون بانتظاره من يوم 7 وحتى 10 يونيو 2012 مهرجان الكورال الألماني (دويتشه كورفيست 2012) الذي يقام في مواقع مختلفة من وسط مدينة فرانكفورت. وسواء كان ذلك في حفلات موسيقية على خشبة مسارح مهرجان الكورال، في الكنائس أو في الهواء الطلق خلال مسابقة الكورال، أثناء حفلات الغناء أو في ليلة الجوقات الغنائية، فإن أكثر من 400 جوقة مع حوالي 20 ألف مغني ستحول فرانكفورت إلى مسرح كبير فريد من نوعه.

ولمحبي الرياضة أو أولئك الذين يفضلون المشاهدة فقط، سيسرهم أن يعرفوا أن (البطولة الأوروبية للرجل الحديدي) ستقام يوم 8 يوليو 2012 في فرانكفورت والمنطقة. ففي "أجمل هدف في العالم" على حد قول (كريس ماكورماك) أحد حاملي لقب البطولة، تتحول ساحة (رومربيرغ) الشهيرة إلى هدف يتسابق للوصول إليه حوالي 3 آلاف مشارك من مختلف أنحاء العالم وسط تصفيق الجماهير وهتافاتهم.

أما أقدم سباق لمارثون المدينة في ألمانيا فسيبدأ في الخريف وتحديداً يوم 28 أكتوبر 2012. فمع برنامج حافل بالموسيقى وبالعديد من مهرجانات الشوارع وبرنامج للأطفال، يساهم مارثون بي إم دبليو في مدينة فرانكفورت في وضع المشاركين والمشجعين على حد سواء ضمن أجواء حماسية للغاية.

وفي آواخر عام 2012 يضع سوق عيد الميلاد التقليدي في فرانكفورت زواره في أجواء ما قبل عيد الميلاد. فهذا السوق، الذي سيقام في ساحة (رومربيرغ) في الفترة الممتدة من 26 نوفمبر وحتى 22 ديسمبر 2012، يعد واحداً من أقدم وأجمل أسواق عيد الميلاد في ألمانيا.

من ناحية أخرى تزداد جاذبية فرانكفورت بلا شك مع ما يحيط بها من مدن وبلدات تزخر بالمنتجعات والحمامات التاريخية التي تتواجد ضمن مناطق طبيعية خلابة، تقدم مجموعة واسعة من فرص المحافظة على الصحة والاستشفاء والاستجمام والاسترخاء والراحة التامة بعيداً عن صخب الحياة في المدينة. وبالطبع، عندما تصبح الأيام أقصر وينتشر سحر الضباب فوق المروج، يكون الوقت المثالي قد حان لمنح النفس بعضاً من الساعات المشمسة. فقد سافر الملوك والفنانون في الماضي إلى منطقة (فرانكفورت الراين- الماين) من أجل العلاج. وكانت وجهاتهم تتمثل في مناطق الحمامات الاستشفائية مثل (فيسبادن) و(باد هومبورغ) أو (شلانغنباد). وحتى اليوم لا تزال الطبيعة ذات الدلال الساحر والمناخ الرائع تمد سجادتها الحمراء أمام الباحثين عن الاستجمام.

وقلما يوجد مكان آخر فيه هذا التجمع الكثيف الرائع من الحمامات الاستشفائية ومرافق المنتجعات الصحية والفنادق كما هو الحال في منطقة (فرانكفورت الراين-الماين)، حيث يتم تقديم تقنيات التدليك اللطيفة والزيوت العطرية للهروب قليلاً من ضغوطات وزخم الحياة في القرن الحادي والعشرين.