كل ما تجب معرفته عنه

دوالي الساقين .. أنواعها وسُبل علاجها

(د ب أ) - لا تُمثل دوالي الساقين مشكلة جمالية فحسب، لكن غالباً ما تؤدي إلى الإصابة بتورمات والتهابات في الساقين أيضاً. وتنقسم دوالي الساقين إلى ثلاثة أنواع، لكل منها طريقة علاج خاصة بها.

 

وأرجع البروفيسور الألماني إبرهارد رابه سبب الإصابة بدوالي الساقين إلى العوامل الوراثية أو إلى بلوغ المرحلة العمرية، التي يكثر خلالها الإصابة بهذه بالدوالي. وأضاف رابه، أخصائي الأوردة الدموية بمستشفى الأمراض الجلدية التابعة لجامعة بون، :"لا يُمكن تجنب الإصابة بدوالي الساقين، لكن يُمكن فقط تجنب المتاعب الناتجة عنها"، لافتاً إلى أن زيادة الوزن وقلة ممارسة الأنشطة الحركية والجلوس لفترات طويلة وكذلك ارتفاع ضغط الدم تندرج ضمن العوامل المؤدية للشعور بمتاعب الدوالي.

 

وأوضح رابه أن أعراض الإصابة بدوالي الساقين تظهر في صورة الشعور بثقل في الساقين أو تورمهما خلال فترة المساء، مؤكداً على ضرورة علاج الدوالي، لاسيما إذا شعر المريض بمثل هذه المتاعب أو فقدت أوردة ساقيه قدرتها على ضخ الدم بكميات كافية إلى القلب نتيجة عدم قيام صمامات الأوردة بوظيفتها على نحو سليم أو توقفها عن العمل من الأساس؛ حيث يُمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بالتهابات وكذلك إلى تصلب الجلد في بعض المواضع. وأضاف رابه :"في أسوأ الأحوال قد يصل الأمر إلى حد الإصابة بقرحة الساق الوريدية".

 

الأوردة العنكبوتية

وأشار أخصائي الأوردة الدموية الألماني إلى أنه يُمكن تقسيم دوالي الساقين إلى ثلاثة أنواع يتم علاج كل منها بطريقة مختلفة عن الأخرى إلى حد ما، وأولها الأوردة العنكبوتية التي يُمكن رؤيتها ويتراوح حجم قطرها بين واحد ميلليمتر إلى ثلاثة ميلليمترات وتظهر فوق الأنسجة الدهنية في الطبقة السطحية من الجلد. وبطبيعة الحال تُمثل هذه النوعية من الدوالي مشكلة جمالية في المقام الأول، لكن نادراً ما تُمثل مشكلة طبية لأصحابها.

 

ولعلاج النوعية الأولى من الدوالي، أوضح رابه :"يعمل حقن الأوردة المصابة بمادة سائلة أو رغوية على ضمور هذه الأوردة". وخلال إجراء هذه التقنية المعروفة باسم (العلاج بالحقن) يقوم الطبيب بحقن مادة كيميائية سائلة أو رغوية في الأوعية الدموية المصابة، كي يتم تدميرها من الداخل.

 

وبذلك يتم قطع سريان الدم داخلها بصورة مستمرة؛ ومن ثمّ يبحث الدم عن مخرج آخر عبر الأوردة السليمة، مما يُعيد سريان الدم من جديد داخل الساقين. وأكد الطبيب الألماني أن الدراسات قد أثبتت فعالية كلا الخيارين، سواء المادة السائلة أو الرغوية في هذه التقنية.

 

الأوردة الصافنة

أما عن النوعية الثانية من دوالي الساقين، فتُصيب الأوردة الصافنة، التي تمتد من كاحل القدم وحتى الأربية (أصل الفخذ) ويُعرف باسم "الوريد الصافن الكبير"، أو تلك التي تمتد من الكاحل الخارجي إلى ثنية الركبة وتُعرف باسم "الوريد الصافن الصغير". ونظراً لأن موقع هذه الأوردة عميق للغاية داخل الساقين ولأنها مغطاة بالأنسجة الدهنية؛ لذا غالباً لا يُمكن رؤيتها.

 

ولكن إذا أُصيبت هذه الأوردة بدوالي الساقين، فيُمكن حينئذٍ علاجها من خلال إجراء عملية استئصال الأوردة، التي يقوم خلالها الطبيب بعمل فتحة في الأربية، ثم يضع مسبار (أنبوبة) في الوريد ويقوم بعد ذلك بعمل الفتحة الثانية في الساق من أسفل. وبعد ذلك يقوم الطبيب باستئصال الأوعية الدموية من خلال جذبها إلى أعلى.

 

وأضاف الطبيب الألماني :"ظهرت بعض التقنيات البديلة خلال الأعوام القليلة الماضية مثل تقنية العلاج بالليزر أو بالترددات اللاسلكية وكذلك العلاج بحقن الرغوة". وخلال العلاج بهذه التقنيات يستخدم الطبيب القسطرة لإدخال مسبار حراري أو أحد ألياف الليزر في الوعاء الدموي الذي تم تخديره موضعياً. وعن الهدف من ذلك، قال الطبيب الألماني :"يهدف هذا الإجراء الحراري إلى تعريض الوريد المصاب للسخونة والضرر ومن ثمّ يضمر تماماً أثناء سحب القسطرة".

 

وتماماً مثلما يحدث في تقنية العلاج بالحقن، التي يُمكن إجراؤها في الأوردة الصافنة التي يصل حجم قطرها إلى سبعة سنتيمترات، لا تتسبب تقنيات العلاج الحرارية هذه في حدوث أي فتحات في الجلد أو استئصال للأوردة؛ ومن ثمّ يُمكن للمريض النهوض على قدميه والعودة إلى منزله بعد الخضوع لها مباشرة.

 

ووفقاً لدراسة قارنت بين الأربع تقنيات المتبعة في علاج دوالي الساقين، تبين ارتفاع معدل ضمور الأوردة بعد مرور عام من الخضوع لتقنية العلاج الحراري مثلما يحدث تماماً بعد الخضوع لعمليات الاستئصال. بينما أشار الطبيب الألماني إلى انخفاض هذا المعدل بعد مرور عام من الخضوع لتقنية العلاج بالحقن. ولكن أظهرت نتائج استبيان لآراء المرضى فيما يتعلق بإحساسهم بجودة حياتهم والمتاعب التي شعروا بها بعد الخضوع لأحد التقنيات الأربعة أنه لا يوجد أي اختلاف بين هذه التقنيات.

 

التفرعات الجانبية

أما عن النوعية الثالثة والأخيرة من دوالي الساقين فتظهر في التفرعات الجانبية من الأوردة الصافنة، التي يُمكن رؤيتها في صورة أوعية دموية ملتوية في الأنسجة الدهنية. ولعلاج هذه النوعية أوضح رابه :"لا تُعد تقنية العلاج الحراري الوسيلة الأنسب لعلاج هذه النوعية من الدوالي، إنما يُفضل علاجها عن طريق الجراحة المعروفة باسم «استئصال الأوردة طفيف التوغل»، التي يتم خلالها استئصال الأوردة تدريجياً من خلال عمل ثقوب صغيرة دون القيام بفتحة كبيرة".

 

وكبديل لذلك، أشار رابه إلى أن تقنية العلاج بحقن الرغوة  تتناسب أيضاً لعلاج هذه النوعية من الدوالي؛ حيث يرتفع معدل ضمور الجرح بعدها مقارنة بجراحة استئصال الأوردة طفيف التوغل، لافتاً إلى أنه عادةً ما يُفضل أن يرتدي المريض الجوارب الضاغطة لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً بعد الخضوع لأي تقنية من تقنيات العلاج.