لا يقتصر استخدامها للعلاج فقط

الجوارب الضاغطة .. فوائد واستخدامات متعددة

(د ب أ) - لا يقتصر استخدام الجوارب الضاغطة على علاج دوالي الساقين أو لمساعدة كبار السن على الحركة فحسب، إنما يُمكن استخدامها والاستفادة منها أيضاً عند السفر في رحلات طويلة وكذلك عند ممارسة الرياضة.

ويضرب البروفيسور الألماني إيبرهارد رابه من عيادة الأمراض الجلدية التابعة لجامعة بون الألمانية، مثالاً على ذلك بأن عدائي المسافات الطويلة يفضلون استخدام هذه الجوارب بشكل خاص لوقاية عضلاتهم من الإصابة بإجهاد مبكر، موضحاً :"فيما يبدو أن الجوارب الضاغطة تعمل على الإسراع من عملية الاستشفاء؛ ومن ثمّ تقي من الإصابة بالإجهاد".

استخدامات كثيرة

وأضاف رابه أن الجوارب الضاغطة تُستخدم بشكل أساسي عند الإصابة بدوالي الساقين أو بتورمات الساق أو عند ظهور تغيرات الجلد، التي تحدث نتيجة الإصابة بالتجلطات الدموية والتهاب الأوردة.

وأوضح الطبيب الألماني أن الجوارب الضاغطة تؤدي وظيفتها على مستويين، أولهما أنها تُسهم في الضغط على الأوعية الدموية، كي يتسنى لأوردة الساق ضخ كميات أكبر من الدم في اتجاه القلب أثناء الوقوف؛ لأنه إذا لم يضخ الجسم كميات وفيرة من الدم إلى أعلى، غالباً ما يؤدي ذلك إلى الإصابة بتورمات وتغيرات جلدية على الساق.

وأضاف رابه :"يعمل الضغط الخارجي الناتج عن ارتداء الجوارب الضاغطة على تصغير قطر الأوردة، ما يؤدي إلى سرعة سريان الدم بداخلها؛ ومن ثمّ الحد من الشعور بالتعب".

وعن التأثير الآخر للجوارب الضاغطة، أشار الطبيب الألماني إلى أن هذه الجوارب يُمكن أن تساعد في الضغط على الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد، الأمر الذي يعمل على الحد من ظهور تورمات عند الإصابة بالوذمات مثلاً أو بأي من الالتهابات الأخرى، موضحاً :"تعمل هذه الجوارب على الإسراع من عملية امتصاص وتصريف السوائل في الأنسجة، وبالتالي يتمتع الضغط بتأثير مثبط للالتهاب".

أما عن تأثير ارتداء الجوارب الضاغطة على الأوردة العميقة، أي الأوعية الدموية الموجودة عميقاً داخل الساق، أشار رابه إلى أن الضغط الناتج عن ارتداء هذه الجوارب يعمل على إسراع سريان الدم هناك، ما يقي من تكوّن تجلطات دموية في الساق.

أنواع متعددة

وبالنسبة لنوعيات الجوارب الضاغطة، أوضح الطبيب الألماني :"يوجد فئات متنوعة من الجوارب الضاغطة، يتحدد كل منها وفقاً لطبيعة حياكة الجورب، لذا تتميز بعض الجوارب بقابليتها للتمدد عن غيرها، علماً بأن منطقة الكاحل هي أكثر مناطق الساق، التي تتعرض للضغط".

وأشار رابه إلى أن الميليمتر الزئبقي (mmHg) هو وحدة قياس معدل ضغط هذه الجوارب على الساق أثناء ارتداءها، موضحاً أن الفئة الأولى تمتاز بضغط يُقدر بـ 20 ميليمتر زئبقي، بينما يُقاس ضغط الفئة الثانية بـ 30 ميليمتر زئبقي. أما عن الفئة الثالثة، فيقدر قياس ضغطها بـ 40 ميليمتر زئبقي.

ولتحديد الفئة المناسبة من هذه الجوارب، أشار رابه إلى أن ذلك يتوقف على احتياج كل مريض، موضحاً أمثلة لذلك :"يُمكن لمَن أُصيب بقرحة الساق الوريدية مثلاً، ارتداء الجوارب من الفئة الثالثة، بينما تتناسب الفئة الثانية مع الأشخاص، الذين تميل سيقانهم للتورم خلال فترات المساء". أما عن الفئة الأولى، فعادةً ما يصفها الأطباء للنساء الحوامل؛ حيث تعمل هذه الجوارب على علاج تجمعات السوائل في الساقين.

وأردف رابه أن هناك فئة أقل من الفئة الأولى وهي الجوارب الواقية من التجلطات الدموية، التي عادةً ما يُوصى المسافرون بارتدائها؛ حيث تُساعد مثل هذه الجوارب على تجنب الإصابة بتجلطات دموية في أوردة الساقين عند السفر لمسافات طويلة.

غير أن رابه أكدّ على أنه ليس بالضرورة أن يتعرض جميع الأشخاص للإصابة بتجلطات دموية في الساق عند السفر لمسافات طويلة، مطمئناً بقوله :"لا يواجه الأشخاص الأصحاء خطر الإصابة بتجلطات دموية في الساق عند السفر بالطائرة سوى بمعدل ضئيل.

وإن كان يرتدي بعض الأشخاص الأصحاء هذه الجوارب عند السفر، فيرجع ذلك إلى رغبتهم في تجنب الإصابة بتورمات في الساقين؛ لأنه غالباً ما تجتمع السوائل لدى الأشخاص الأصحاء في سيقانهم، إذا لم يتحركوا لفترات طويلة".