مدى جدوى الخضوع لهذا العلاج تتحدد وفقاً لحجم المعاناة

الهرمونات البديلة .. ما لها وما عليها

(د ب أ) - تواجه النساء في سن اليأس متاعب كثيرة، منها على سبيل المثال من الأرق والتقلبات المزاجية وما يُعرف باسم الهبّات الساخنة. وأوضح البروفيسور فالتر يونات، مدير مستشفى النساء الجامعي بمدينة كييل الألمانية، أنه من الممكن التغلب على هذه الأعراض المميزة لفترة انقطاع الطمث من خلال الخضوع للعلاج بـ "الهرمونات البديلة".

 

وأكدّ يونات أن مدى جدوى الخضوع لهذا العلاج تتحدد في الأساس وفقاً لحجم المعاناة، التي تشعر بها كل إمرأة نتيجة هذه الأعراض. لذا شددّ يونات على ضرورة أن تتحقق المرأة أولاً من الفوائد، التي تعود عليها من الخضوع لهذا العلاج وكذلك أن تطلع على كل المخاطر التي قد تتعرض لها خلاله.

 

وأضاف طبيب النساء الألماني أن العلاج بالهرمونات البديلة يعمل على الحد من شعور المرأة بالمتاعب النفسية والجسدية، لكن لا يعني ذلك أن الخضوع لهذا العلاج لا يتسبب في الشعور ببعض المتاعب، مؤكداً على ذلك بقوله :"الاعتقاد في أن هناك علاج دون متاعب يعد خاطئاً".

 

وأكدّ يونات على أهمية أن تستعلم كل إمرأة بشكل مستفيض عن سبب شعورها بهذه المتاعب بعد انقطاع الطمث وعن كيفية التغلب على هذه المتاعب وكذلك عن تأثير الهرمونات على شعورها بالتعب وعلى العواقب، التي قد تتعرض لها عند الخضوع لهذا العلاج.

 

ويضرب الطبيب الألماني مثالاً على ذلك بأنه من المجدي مثلاً أن تتلقى المرأة في سن اليأس بديلاً لهرمون الإستروجين، إذا ما تحقق الطبيب من إصابتها بهشاشة العظام، مؤكداً على أهمية تناول هذا الهرمون أيضاً لحماية القلب والحفاظ على معدلات ضغط الدم لدى المرأة، في حال تراجع نسبة إفراز هذا الهرمون أو توقفه تماماً.

 

وأضاف يونات أن المعايير الشخصية تلعب دوراً كبيراً أيضاً في اتخاذ قرار العلاج بالهرمونات البديلة؛ حيث يتحدد ذلك وفقاً لمدى تقبل المرأة وتعاملها مع التغيرات، التي تطرأ عليها خلال هذه المرحلة كجفاف الغشاء المخاطي المهبلي مثلاً أو تراجع رغبتها الجنسية، وكذلك لمدى تعاملها مع المتاعب المميزة لهذه المرحلة كالهبّات الساخنة أو اضطرابات النوم.

 

وأشار يونات :"إذا ازدادت معاناة المرأة من هذه التغيرات بدرجة كبيرة، غالباً ما تكون على أتم الاستعداد لمواجهة أية مخاطر قد تواجهها جراء الخضوع للعلاج بالهرمونات البديلة"، موضحاً أن ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان يأتي على رأس المخاطر، التي يذكرها دائماً منتقدو هذا العلاج وتُعد أكثر العوامل التي تُخيف المرأة من تلقي العلاج بالهرمونات البديلة.

 

وعلى الرغم من إمكانية أن يتسبب العلاج بالهرمونات البديلة في تبكير إصابتها بالسرطان، إلا أن يونات يؤكد بقوله :"لا نعتبر أن هذا الخطر مؤثراً بدرجة كبيرة؛ حيث لا يتسبب العلاج في حد ذاته في الإصابة بالسرطان، وإنما يُمكن أن يعمل فقط على الإسراع من نمو الخلايا السرطانية".

 

لذا أكدّ طبيب أمراض النساء على أهمية ألا يتم الخضوع لهذا العلاج إلا بعد موافقة المريضة وبعد إطلاعها على كل المخاطر المحتملة لهذا العلاج، وأضاف يونات أنه عادةً ما يصف الأطباء الهرمونات البديلة في صورة أقراص دوائية، كما أنها تتوافر أيضاً في صورة لاصقات أو جل. وبالنسبة لمدة العلاج، أشار الطبيب الألماني إلى أن ذلك يتحدد وفقاً لحجم المتاعب، التي تشعر بها كل امرأة على حدة.