تُعاني منه أغلب النساء الحوامل في الفترة ما بين الأسبوع السادس إلى الرابع عشر من حملهن

غثيان الحمل .. أسبابه وسُبل تجنبه

(د ب أ) - تعاني الكثير من النساء الحوامل من غثيان ورغبة في التقيؤ خلال فترة الصباح على وجه الخصوص. وأرجع طبيب أمراض النساء الألماني كريستيان ألبرينغ سبب الشعور بالغثيان إلى التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسد المرأة خلال فترة الحمل، لافتاً إلى أن هذه المتاعب يُمكن أن يستمر الشعور بها طوال اليوم أيضاً.

وأوضح ألبرينغ، رئيس الرابطة الألمانية لأطباء أمراض النساء بمدينة ميونيخ، :"تُعاني أغلب النساء الحوامل من هذه المتاعب في الفترة ما بين الأسبوع السادس إلى الرابع عشر من حملهن، بعد ذلك لا تظهر المتاعب إلا في حالات نادرة للغاية".

وأضاف ألبرينغ أنه نادراً أيضاً ما تُصاب المرأة الحامل بنوبات حادة من الغثيان والقيء لدرجة تستلزم نقلها إلى المستشفى، مؤكداً على ذلك بقوله :"لا يحدث ذلك إلا لدى 2 إلى 3 % من النساء؛ حيث غالباً لا تستلزم نوبات الغثيان والقيء العادية تلقي العلاج بالمستشفى".

عوامل الخطورة

وأوضح الطبيب الألماني أن عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بنوبات شديدة من الغثيان خلال فترة الحمل تتمثل في الحمل لأول مرة والحمل بتوأم وكذلك زيادة الوزن، مشيراً إلى أن تقيؤ المرأة بصورة مستمرة خلال الحمل يُعرضها لخطر فقدان كميات كبيرة من السوائل والعناصر الغذائية المهمة الموجودة بجسدها، لدرجة أنها تحتاج لوضع محاليل بالمستشفى، قائلاً :"تتعرض الأم وكذلك الجنين للخطر عند الإصابة بنوبات قيء شديدة، ولكن بالطبع يرتبط ذلك بمدة الإصابة بالقيء".

وأكد ألبرينغ أن الإصابة بقيء شديد ليوم واحد فقط لا تمثل مشكلة خطيرة، لكن إذا استمر القيء لعدة أيام، ينصح ألبرينغ حينئذٍ بضرورة نقل الحامل إلى المستشفى لتغذيتها عن طريق المحاليل من أجل إراحة المعدة والأمعاء، لافتاً :"ينبغي أن يتم إمداد الأم بعد ذلك بأطعمة أكثر صلابة بشكل تدريجي، إلى أن تتعوّد عليها".

سُبل الوقاية

ولتجنب الإصابة بنوبات القيء أوصى الطبيب الألماني النساء الحوامل بأن يوزعن طعامهن على خمس إلى ست وجبات صغيرة على مدار اليوم، موضحاً :"كلما قلت كمية الطعام التي تتناولها المرأة، تسنى لها مضغه وهضمه على نحو أفضل".

وأضاف ألبرينغ :"ينبغي على المرأة الحامل ألا تتناول سوى الأطعمة التي تُفضل مذاقها فحسب؛ لأنها إذا تناولت أية أطعمة أخرى، غالباً ما تضطر للتقيؤ". كما ينصح الطبيب الألماني الحامل بتناول فيتامين (ب 6) في صورة المكملات الغذائية، التي يُمكن شراءها دون وصف الطبيب. وكبديل لذلك، أشار ألبرينغ إلى أنه يُمكن للمرأة الحامل تناول كمية تتراوح من 1 إلى 4 غرام من الزنجبيل.

وبالإضافة إلى ذلك أوصى ألبرينغ الحوامل بتناول كميات وفيرة من السوائل، مؤكداً على ضرورة إمداد أجسامهن بكميات كبيرة أيضاً من الكربوهيدرات في صورة حلويات مثلاً، مع الإقلال من تناول الأطعمة المحتوية على الدهون والأحماض.

كما أكدّ طبيب أمراض النساء الألماني ألبرينغ على أهمية ألا تُعرض المرأة الحامل نفسها للروائح الصادرة عن الطعام المطهي مثلاً أو عن محتويات الثلاجة، موضحاً :"تتسبب الروائح وحدها في إصابة المرأة الحامل بالغثيان، لذا ينبغي عليها التعرض لتهوية جيدة على الدوام".