يكمن الحل في ممارسة التمارين الرياضية مع الحمية الغذائية

البدانة قد تسبب أزمة قلبية للأطفال

(د ب أ) - أكدّ أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية الألماني نيكولاس ماركس أن بعض الأطفال البدناء يعانون بالفعل من المؤشرات الأولى للإصابة بأمراض الأوعية الدموية، التي قد تؤدي إلى إصابتهم بأزمة قلبية فيما بعد.

 

وأضاف الطبيب الألماني أنه قد تم التحقق من إصابة بعض الأطفال والمراهقين بترسبات دهنية على الأوعية الدموية تم قياسها بالملليمترات، لافتاً :"يُعد ذلك أولى المؤشرات الدالة على الإصابة بتصلب الشرايين، الذي يؤدي إلى الإصابة بالأزمات القلبية فيما بعد".

 

وأرجع ماركس، عضو الجمعية الألمانية لأبحاث أمراض تصلب الشرايين بمدينة ميونيخ، سبب إصابة الطفل بمثل هذه الأمراض بقوله :"غالباً ما يرجع ذلك إلى أسلوب الحياة الذي يتبعه الأطفال؛ حيث يتناولون الكثير من الحلويات والقليل من الألياف الغذائية فضلاً عن قلة ممارستهم للرياضة".

 

ونتيجة الأساليب الغذائية الخاطئة، نجد الكثير من الأطفال في أعمار صغيرة للغاية يعانون من مشاكل صحية شديدة كانت تعتبر سابقاً أنها مرتبطة بتقادم العمر فقط، كالسكري من النوع الثاني مثلاً والذي كان يُسمى (سكري البالغين)، كذلك الأزمات القلبية الناتجة عن تصلب الشرايين.

 

وعلى الرغم من أن الأطباء ظلوا يعتقدون طويلاً أن زيادة الوزن هي العامل الأساسي المؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن ماركس يؤكد أن الدهون الموجودة في محيط البطن بشكل خاص هي التي تتسبب في الإصابة بذلك، مستنداً في ذلك إلى نتائج العديد من الدراسات، التي تم إجراؤها خلال السنوات القليلة الماضية وتؤكد على ذلك.

 

وأوضح أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية مدى خطورة هذه الدهون بأنها تعمل على إطلاق المرسلات المسببة للإصابة بالالتهابات الشديدة، التي تؤدي إلى الإضرار بالقلب وعملية التمثيل الغذائي بالجسم. فضلاً عن ذلك تتسبب تلك المواد في تكلس الأوعية الدموية ومنها إلى الإصابة بتصلب الشرايين؛ ومن ثمّ تحدث الإصابة بالأزمة القلبية.

 

وللتخلص من الدهون الموجودة حول البطن، أكدّ ماركس على أن الوسائل العلاجية الدائمة، التي يتم خلالها الإكثار من ممارسة الأنشطة الحركية مع إنقاص الوزن، هي فقط التي يُمكنها علاج هذه المشكلة.

 

وعلى الرغم من أن إجراء عملية جراحية لاستئصال الدهون الموجودة حول البطن يُمكن أن يُساعد في التخلص منها، إلا أن ماركس يقول :"لا يُمثل ذلك حلاً للمشكلة؛ حيث إن نحو 80 إلى 90 % من أمراض شرايين القلب التاجية ترجع إلى أسلوب الحياة غير الصحي والذي يتمثل في إتباع نظام غذائي خاطئ والتدخين وزيادة الوزن وقلة معدل الرياضة". لذا شددّ ماركس على أن إتباع أسلوب حياة صحي يُمثل الحل الأمثل للوقاية من تصلب الشرايين والأزمات القلبية.