وفقاً لأخصائي الطب العام بمدينة بريمن الألمانية

الوزن الطبيعي .. ينبوع الصحة في الكبر

(د ب أ) - يُعد الوزن الطبيعي بمثابة ينبوع الصحة في الكبر؛ حيث إنه يُشكل درعاً واقياً للجسم في وجه أمراض الشيخوخة، الأمر الذي يتيح لكبار السن أن ينعموا بحياة مفعمة بالصحة والعافية في خريف العمر.

وأكد الدكتور هانز ميشائل مولينفيلد، أخصائي الطب العام بمدينة بريمن الألمانية، على أن الوزن الطبيعي يُعد من الناحية الطبية ضرورة حتمية بالنسبة لكبار السن، الذين تتهددهم مخاطر صحية بسبب زيادة أوزانهم، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب التاجية.

وتلتقط داغمار أمبرغ دونه، خبيرة التغذية بمدينة شتوتغارت الألمانية، طرف الحديث وتحذر من إتباع أنظمة الحمية الغذائية الصارمة، التي يتم خلالها فقدان العديد من الكيلوغرامات في مدة زمنية قصيرة من خلال الاستغناء عن الكثير من الأطعمة؛ حيث تؤدي مثل هذه الأنظمة إلى نتائج عكسية تماماً.

لذا أوصت دونه :"يجب ألا ينصب اهتمام كبار السن الراغبين في إنقاص وزنهم على تحقيق نتائج سريعة في فترة زمنية قصيرة، إنما عليهم إتباع النظام المناسب لأسلوب حياتهم، الذي يُمكنهم تحمله بصورة مستمرة".

الممنوع .. مرغوب

وشددت خبيرة التغذية الألمانية على ضرورة ألا يتم حذف أصناف كاملة من الطعام من النظام الغذائي؛ إذ يؤدي ذلك إلى زيادة الرغبة في تناولها، وذلك وفقاً لمبدأ :"الممنوع .. مرغوب".

وأكدّ الدكتور مولينفيلد على ذلك بأن إنقاص الوزن بطريقة صحية يجب أن يسير بخطوات صغيرة، موضحاً :"إنقاص الوزن بمعدل 250 إلى 500 غرام أسبوعياً يُعد معدل مثالي لإنقاص الوزن".

وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أنه من الأفضل إتباع نظام غذائي طويل المدى، يبدأ فيه كبار السن بمراقبة عاداتهم الغذائية وتدوين مفكرة يومية لكل ما يتناولونه خلال اليوم؛ حيث يسهل عليهم بذلك تحديد الأطعمة البينية، التي يتناولونها خلال يومهم دون أن يشعروا، ويستبدلونها بقطعة من التورتة أو بعض شرائح البسكويت من آن لآخر.

ونظراً لأن بعض الأشخاص يلجأون لتناول الطعام عند الشعور بالحزن أو التوتر أو الإحباط أو الغضب أو عند الوقوع تحت ضغط عصبي؛ لذا أوصت دونه :"ينبغي أن يراقب كبار السن أنفسهم لتحديد السبب الحقيقي وراء تناولهم للطعام من أجل تفادي ذلك فيما بعد".

وأشار مولينفيلد إلى أن هناك العديد من المرضى يشتكون من أنهم لا يتناولون كميات كبيرة من الطعام ومع ذلك يعانون من زيادة في الوزن، موضحاً :"نعلم كأطباء أن هذا الأمر قد يكون صحيحاً فيما يتعلق بكمية الطعام التي يتناولونها، لكنهم غالباً ما يتناولون أطعمة غنية بالسعرات الحرارية بشكل كبير حتى ولو بكميات ضئيلة، وهذا ما يتسبب في زيادة أوزانهم".

الكثير من السوائل

وكي يتم إنقاص الوزن بشكل صحي ويتم إمداد الجسم بكميات وفيرة من العناصر الغذائية، أوصت خبيرة التغذية الألمانية كبار السن بتناول أطعمة معيّنة عند إنقاص وزنهم، مع الالتزام ببعض الإرشادات، يأتي في مقدمتها أن يقوموا بإمداد جسمهم بكميات كبيرة من السوائل، مؤكدةً على ضرورة تناول لترين من الماء يومياً مع الشاي غير المحلى أو عصائر الفواكه، التي يكون ثلثها من العصير والثلثين الآخرين من الماء.

وأكدت خبيرة التغذية الألمانية على ضرورة أن يشمل النظام الغذائي المتبع خمس حصص من الفاكهة والسلاطة وكذلك ثلاث حصص من الخضروات. وعن كيفية تحديد حصة الفواكه أو الخضروات، أوضحت دونه :"بالنسبة للفواكه السائبة، كالتوت مثلاً، تمثل حفنة من ثماره حصة كاملة، بينما تُمثل كل ثمرة من ثمار الفواكه الصلبة، كالتفاح مثلاً، حصة كاملة".

وأضافت دونه أنه يجب الحصول أيضاً على أربع حصص يومياً من الكربوهيدرات في صورة مكرونة مثلاً أو أرز مسلوق أو بطاطس أو خبز، لافتةً إلى أنه يُمكن تحديد كل حصة من الخبز بما يُعادل حجم كف اليد. بينما يُمكن الحصول على ثلاث حصص من البروتين من خلال تناول اللحوم أو الدجاج أو الأسماك أو البيض، علماً بأنه يكفي الحصول على حصتين فقط من الدهون بما يُعادل ملعقتين من الزيت أو الزبد، فيما شددت  على ضرورة تناول الحلويات باعتدال.

ممارسة الرياضة

وإلى جانب النظام الغذائي، أكدّ يورن غيرسبرغ، المدرب الرياضي بمدينة أوبرهاوزن أن ممارسة الرياضة تُمثل الركن الثاني لإنقاص الوزن؛    مشيراً إلى أنه غالباً ما يقل معدل الكتلة العضلية بدءاً من عمر 30 عاماً، إذا لم يتم تقويتها بممارسة الرياضة.

وأشار الطبيب الألماني مولينفيلد، بقوله :"يواجه كبار السن مشكلة فيما يخص ممارسة الرياضة؛ لأن الكثير منهم لم يعد يمارس الرياضة كما كان يمارسها في الصغر"، لافتاً إلى أن أهمية تدريب العضلات لا تقتصر على كبار السن الراغبين في إنقاص وزنهم فحسب، إنما يُفضل القيام بذلك بالنسبة لكبار السن بشكل عام. وعن فائدة ذلك يقول مولينفيلد :"كلما زادت الكتلة العضلية لدى كبار السن، أمكنهم التقليل من خطر السقوط، أو الإصابة بكسور بعد التعرض للسقوط".

وأوصى المدرب الرياضي غيرسبرغ كبار السن بممارسة أحد الأنشطة الرياضة، لاسيما تمارين تقوية العضلات، بمعدل مرتان إلى أربع مرات أسبوعياً لمدة تتراوح بين 20 إلى 60 دقيقة في كل مرة، لافتاً إلى أنه من الممكن أيضاً بناء العضلات في المراحل العمرية المتقدمة، فضلاً عن أن ممارسة الرياضة تُسهم في زيادة معدل التمثيل الغذائي بالجسم.

وبالنسبة لمَن لا يرغب في الذهاب إلى صالة اللياقة البدنية، أشار غيرسبرغ إلى أن بإمكانه ممارسة بعض التمارين الرياضية في المنزل من خلال حمل الأثقال الخفيفة مثلاً أو ممارسة تمارين القرفصاء وتمارين الضغط، لافتاً إلى أن ممارسة تمارين البيلاتس أو اليوغا يتناسبان أيضاً لهذا الغرض.

وحتى عند إصابة كبار السن ببعض الأمراض كالفصال العظمي مثلاً أو ارتفاع ضغط الدم، يؤكد المدرب الرياضي أيضاً أن بإمكانهم ممارسة بعض الأنشطة الحركية كالمشي مثلاً أو السباحة أو ركوب الدراجات، مشدداً على ضرورة الخضوع لفحص لدى طبيبهم المعالج أولاً قبل البدء في ذلك.

وأكدّ مولينفيلد على أهمية أن يتم توفيق الأنشطة الرياضية مع طبيعة الحياة الشخصية لكل فرد، مع ضرورة أن تدخل الرياضة البهجة على قلوب ممارسيها أيضاً، لافتاً :"حتى الأنشطة البسيطة يُمكن أن تعتبر أنشطة حركية وتؤثر على زيادة الوزن كالمشي في حديقة المنزل مثلاً أو النزول في محطة سابقة للمنزل والمشي حتى الوصول إليه".