الساعات الذكية تحت المجهر

 

 

(د ب أ) - توقع خبراء التقنيات أن تحظى الساعات الذكية بمستقبل واعد؛ حيث تعتبر هذه الأجهزة بمثابة أدوات تقنية للمستخدم النهائي مثل الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، والتي من المتوقع أن تحدث طفرة كبيرة في الأسواق مستقبلا؛ حيث لم يعد اقتناء الساعات الذكية قاصرا على عشاق التكنولوجيا والأجهزة الحديثة، بل إنها أصبحت من ضمن احتياجات المستخدم العادي.

وأوضحت هيئة اختبار السلع والمنتجات في تقريرها خلال أكتوبر 2015 أن الساعات الذكية لم تصل إلى مرحلة النضج فقط؛ نظرا لأن الكثير من الساعات الذكية لا تزال مرتبطة بالهواتف الذكية بشدة. ومن ضمن الانتقادات الأخرى الموجهة للساعات الذكية قِصر فترة تشغيل البطارية وصعوبة الاستعمال بعض الشيء.

وأشارت ليزا براك، من مجلة "شيب" الألمانية، إلى أن الأمر لا يقتصر على المشكلات، التي تظهر في المراحل الأولى من التطوير، ولكنها تتضمن أيضا عدم توافر الوظائف والمزايا المختلفة. وأضافت الخبيرة الألمانية قائلة: "هناك بعض الوظائف القليلة فقط، التي يتم استعمال الساعة الذكية بدون الهاتف الذكي، مثلا عند الركض، إذا كانت الساعة الذكية تشتمل على مستشعر خاص بها للنظام العالمي لتحديد المواقع GPS، أو أثناء السباحة إذا كانت الساعة محكمة ضد تسريب الماء".

وقد أصبحت هذه الوظائف من ضمن التجهيزات القياسية في معظم الموديلات. وتشتمل بعض الساعات الذكية حاليا على مقياس الضغط الجوي "البارومتر" ومقياس الارتفاع.


ميزة للرياضيين

وأوضحت ليزا براك أن الساعة الذكية تفيد المستخدم المولع بالجوانب التكنولوجية، والذي يرغب في الاطلاع على المعلومات المستمدة من الهاتف الذكي باستمرار. وتظهر ميزة الساعة الذكية أيضا للرياضيين، الذين يرغبون في تتبع نشاطهم البدني، مثل المسافات المقطوعة أو السعرات الحرارية، التي يتم فقدانها وكذلك متوسط السرعة أو مقدار السرعة القصوى.

وإذا رغب المستخدم في استعمال الساعة الذكية للأغراض الرياضية، فلابد أن يحرص على توافر مقياس لمعدل نبضات القلب ضمن تجهيزات الساعة. وبالنسبة لعشاق ركوب الدراجات الهوائية فإنه يمكن استعمال الساعات الذكية كنظام ملاحة، بالإضافة إلى أنها تقوم بإظهار رسائل شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري عبر فيس بوك ماسنجر و"واتس آب" وكذلك رسائل التذكير الخاصة بالتقويم.

بطاقة SIM


وأشار ماركوس ميزغلسكي، الخبير بمجلة "بي سي فيلت" الألمانية، إلى أن الساعات الذكية تنقسم إلى فئتين؛ حيث تتوفر موديلات مزودة ببطاقة SIM وأخرى بدون هذه البطاقة. وتمتاز الساعات الذكية المزودة ببطاقة SIM بأنها مستقلة بذاتها، ويمكن أن تكون بديلا للهاتف الذكي في معصم اليد. وعند استعمال الساعات الذكية غير المزودة ببطاقة SIM فإنه يجب إنشاء اتصال لاسلكي بين الهاتف الذكي والساعة عن طريق تقنية البلوتوث، وهو ما يحد بدرجة كبيرة من سهولة الاستعمال.

ومن ضمن الساعات الذكية، التي تأتي مزودة ببطاقة SIM خاصة بها موديلات سامسونغ Gear S وإل جي Watch Urbane وإنوكس WSP88 وأومات True Smart. وأكد ماركوس ميزغلسكي أن الساعات الذكية تعتمد بشكل أساسي على نظام تشغيل غوغل أندرويد Wear.

وهذا يعني أن المستخدم يمكنه استعمال الساعة الذكية بديلا للهاتف الذكي أو يمكنه طلب بطاقة SIM ثانية بنفس رقم الهاتف، إذا رغب في تلقي المكالمات الهاتفية على الساعة الذكية. وتزخر أسواق الإلكترونيات العديد من الساعات الذكية الفاخرة بدون بطاقة SIM مثل موتورولا 360 أو سوني Smartwatch 3. وبينما تتيح الساعة الذكية بيبل الشهيرة إمكانية تثبيت العديد من التطبيقات، فإن جميع الموديلات الأخرى منخفضة التكلفة لا توفر هذه الميزة إلا على نطاق محدود.


وتوفر شركة أبل الأمريكية ثلاثة موديلات مختلفة من الناحية التقنية من ساعتها الذكية Watch. وتشتمل باقة تجهيزات الساعة الذكية أبل Watch Series 2 على النظام العالمي لتحديد المواقع وشاشة أكثر سطوعا وجسم مضاد للماء. وكي يتمكن المستخدم من الاستفادة من المزايا الكاملة للساعة الذكية من أبل، فلابد أن تكون مقترنة بالهاتف الذكي آيفون. وتشتمل الساعة الذكية على سماعة وميكروفون لإجراء المكالمات الهاتفية دون الحاجة إلى سماعة بلوتوث.

مشكلات البطاريات

وقد قامت العديد من الشركات بحل مشكلات البطاريات، التي ظهرت خلال المرحلة الأولى من التطوير، فعلى سبيل المثال تمتاز ساعة أبل Watch Series 2 الجديدة بضعف فترة تشغيل الموديل الأول من ساعة أبل الذكية. وأشارت ليزا براك إلى أن هناك قاعدة عامة تفترض أن شحنة بطارية الساعة الذكية تمتد لفترة يومين إلى ثلاثة أيام على أقصى تقدير.

وينصح الخبراء الألمان المستخدم بضرورة التفكير جيدا في احتياجاته قبل شراء الساعة الذكية. وتمتاز الموديلات منخفضة التكلفة بأنها تعتبر توليفة أفضل بين تجهيزة التحدث الحر والاستعمال عن بعد للهواتف الذكية.

 

اقرأ أيضاً