تمثل مشكلة جمالية للمصابين بها

الوذمة اللمفاوية.. أسبابها وسُبل علاجها

 (د ب أ) – تمثل الوذمة اللمفاوية مشكلة جمالية للمصابين بها، كما أنها تحد من قدرتهم على الحركة بشكل كبير. ويمكن السيطرة على الوذمة اللمفاوية والحيلولة دون تدهور الحالة المرضية، شريطة اكتشافها مبكراً وإتباع أسلوب العلاج المناسب لطبيعة الحالة.

 

 وأوضح فيلفريد يونغكونتس، أخصائي الأمراض الجلدية وأمراض الأوعية الدموية بمدينة فريدبرغ الألمانية، أن الوذمة اللمفاوية هي عبارة عن تورمات مؤلمة تصيب الأوعية اللمفاوية بسبب وجود خلل وظيفي في الجهاز اللمفاوي المسؤول في المقام الأول عن تصريف الخلايا الميتة والدهون وكذلك الجراثيم.

 ولهذا الغرض يقوم الجهاز اللمفاوي بترشيح السائل اللمفي الموجود في العقد اللمفاوية وإدخاله مرة ثانية في الدورة الدموية بالجسم. وإذا أُصيب هذا الجهاز بالخلل، يُمكن أن يتجمع السائل اللمفي حينئذٍ داخل الأنسجة الضامة، ما يؤدي إلى تكوّن الوذمة اللمفاوية.

 

أعراض متداخلة

وأشار الطبيب الألماني إلى أن أعراض الوذمة اللمفاوية غالباً ما تظهر بالذراعين والساقين مع الشعور بشد في الجلد. وأضاف يونغكونتس: "هذه الأعراض لا تُميز الإصابة بالوذمة اللمفاوية وحدها، إذ يُمكن أن تُعزى أيضاً إلى الإصابة بنوعيات أخرى من الوذمات".

 وأضاف أخصائي أمراض الأوعية الدموية أن العرض المميز للوذمة اللمفاوية هو توّرم النسيج الضام وتصلبه المعروف باسم «التصلب الليفي»، الذي لا يحدث إلا في مرحلة متأخرة من الإصابة، لافتاً إلى أنه يُمكن اكتشاف هذا التصلب من خلال إجراء أشعة بالموجات فوق الصوتية.

 وأشار يونغكونتس إلى وجود نوعين من الوذمة اللمفاوية، هما: الوذمة اللمفاوية الأولية والوذمة اللمفاوية الثانوية، وأوضح يونغكونتس أن النساء هن الفئة الأكثر عُرضة للإصابة الوذمة اللمفاوية الأولية والتي ترجع إلى عيب خلقي منذ الولادة أو تحدث في مرحلة عمرية مبكرة. وأضاف الطبيب الألماني: "الإصابة بهذا الشكل من الوذمة اللمفاوية يُمكن أن تحدث في أي مرحلة عمرية، لكن غالباً ما تكون بعد تخطي مرحلة البلوغ، وأحياناً بعد هذه المرحلة بفترة طويلة".

 أما النوع الثاني المعروف باسم «الوذمة اللمفاوية الثانوية» فيُعد أكثر شيوعاً ولا تقتصر الإصابة به على النساء فقط؛ وهو يحدث نتيجة الإصابة بجروح أو أمراض وريدية أو إجراء عملية جراحية.

 

علاج مُركب

وتعترف أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية بيرغت كينله بأنه لا يمكن الشفاء من الوذمات اللمفاوية، إلا أنها تعود وتؤكد على أن إتباع سُبل العلاج السليمة يُمكن أن يُسهم في الحيلولة دون تطور المرض ودخول المريض في مراحل متأخرة منه بشكل سريع.

 وعن سُبل العلاج تقول كينله، عضو الرابطة الألمانية لأخصائيي العلاج الطبيعي بمدينة كولونيا: "من المثالي إتباع أسلوب علاجي يجمع بين التصريف اللمفاوي اليدوي والتضميد الضاغط، اللذان يجب ألا يتم الخضوع لهما إلا بإذن الطبيب". وأوضحت الطبيبة الألمانية أن طريقة التصريف اللمفاوي اليدوي تقوم على تنشيط حركة الأوعية اللمفاوية بشكل كبير، ما يساعد على تصريف السوائل المتجمعة في الأنسجة الضامة.

ويؤكد الطبيب الألماني يونغكونتس على فاعلية تقنية التصريف اللمفاوي اليدوي هذه، مشدداً على ضرورة أن تشكل جزءاً من أسلوب العلاج الفيزيائي المركب لإزالة الاحتقان، الذي يشمل أيضاً العناية بالجلد والعلاج الحركي والعلاج بالضمادات الضاغطة. كما ينبغي على المصابين بالوذمة اللمفاوية تجنب الإصابة بجروح في منطقة الوذمة، مع الحرص على مواءمة ملابسهم مع التورمات الناتجة عن هذه الإصابة.

 وبالنسبة لسُبل العلاج الحركي، فقد أشارت مارتينا شفارتس من جمعية المساعدة الذاتية لمرضى الغدد اللمفاوية بمدينة بريمن الألمانية إلى وجود نوعيات من التمارين الحركية تُستخدم خصيصاً لعلاج الوذمة اللمفاوية، موضحة: "يُمكن أن يقوم الإنسان بتأدية هذه التمارين بنفسه، إذا ما شعر بتجمع كميات كبيرة من السائل اللمفي في الأوعية". وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أنه من المجدي أيضاً ممارسة التمارين الرياضية المائية أو السباحة؛ حيث تتمتع المياه بتأثير ضاغط على الأوعية المصابة.

 أما عند ممارسة الأنشطة الحركية خارج المياه، فأكدت شافرتس على ضرورة أن يتم الضغط على المناطق اللمفاوية في هذا الوقت أيضاً؛ لذا أوصت المرضى بضرورة ارتداء جوارب ضاغطة، حتى وإن كان الجو شديد الحرارة في فصل الصيف. وأكدت شفارتس على ضرورة أن يتم تفصيل هذه الجوارب وفقاً لاحتياجات كل مريض في أحد متاجر المستلزمات الطبية، لافتةً بقولها: "يقوم مصنعو السراويل المضغوطة بحياكة هذه الجوارب بإتباع تقنية مخصصة لهذا الأمر".

 

من كريستيان فاي