العناية الجيدة بأسنان الطفل يجب أن تبدأ وهو لا يزال بلا أسنان

حيل بسيطة لتشجيع الأطفال على العناية بالأسنان

(د ب أ) - تُمثل العناية بالأسنان أمراً هاماً، ليس فقط بالنسبة للبالغين، بل للأطفال الصغار أيضاً. وكلما تعلم الطفل الاعتناء بأسنانه مبكراً، انخفض خطر إصابته بتسوس الأسنان فيما بعد. وببعض الحيل البسيطة يمكن للآباء تشجيع طفلهم على العناية بأسنانه منذ الصغر.

وأوضحت يوهانا كانت، رئيسة الرابطة الألمانية لأطباء أسنان الأطفال بمدينة ميونيخ، أن العناية الجيدة بأسنان الطفل يجب أن تبدأ منذ نعومة أظافره وهو لا يزال بلا أسنان؛ حيث ينبغي على الآباء في هذا الوقت المواظبة على تدليك فكي طفلهم باستخدام فرشاة أسنان ناعمة مثلاً أو فرشاة ذات نتوءات أو حتى باستخدام أصابعهم على سبيل اللهو معه، لكن دون وضع معجون أسنان عليها. وعن فائدة ذلك، تقول كانت :"يعمل ذلك على تسهيل ظهور الأسنان لدى الطفل".

عادة يومية

وتلتقط طبيبة الأسنان الألمانية أندريا توماير طرف الحديث وتؤكد أنه كلما بدأ الطفل في العناية بأسنانه مبكراً، أصبح تنظيف الأسنان عادة يومية فيما بعد. ولهذا الغرض تنصح توماير، رئيسة الجمعية الألمانية للعناية بأسنان الأطفال بمدينة فرانكفورت، الآباء بأن يسمحوا لرضيعهم بالإمساك بفرشاة والبدء في تدليك فكه على سبيل اللهو أيضاً، بمجرد أن يُصبح قادراً على الإمساك بالأشياء بنفسه.

وأردفت طبيبة الأسنان الألمانية كانت :"أن عملية التنظيف الحقيقية لأسنان الطفل لا تبدأ إلا مع ظهور أولى الأسنان اللبنية لديه". وكي يتسنى للآباء تنظيف أسنان طفلهم الرضيع في هذا الوقت على نحو جيد، تنصحهم كانت بوضع الطفل على طاولة تغيير الحفاضات، كي تكون رأسه مسنودة جيداً.

وكبديل لذلك، أشارت كانت إلى أنه يُمكن للآباء أخذ الطفل في حضنهم أيضاً عند تنظيف أسنانه، موضحةً كيفية القيام بذلك :"يجب أن يرفع الآباء شفتي الطفل جانباً، ثم يضعوا الفرشاة على أسنانه ويبدأوا في تنظيفها من خلال تحريك الفرشاة عليها جيئة وذهاباً برفق".

سلاح ذو حدين

ولحماية الطفل بشكل فعّال من الإصابة بتسوس الأسنان، أوصى البروفيسور ديتر أوستررايش، نائب رئيس الغرفة الاتحادية لأطباء الأسنان بالعاصمة الألمانية برلين، الآباء باستخدام مادة الفلورايد مع أطفالهم، موضحاً فائدة ذلك بقوله :"الفلورايد يحمي مينا الأسنان من الأضرار الناجمة عن الأحماض، كما أنه يساعد على ترسيب المعادن داخل الأسنان، ما يعمل على تقويتها".

لذا يوصي أطباء الأطفال الآباء بإعطاء طفلهم أقراص محتوية على كمية من الفلورايد تُقدر بـ 25ر0 ميلليغرام يومياً، منذ ولادته وحتى عمر ثلاثة أعوام، مؤكدين على ضرورة تنظيف أسنان طفلهم بالفرشاة، لكن دون استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.

ويحذّر معهد الجودة والاقتصادية في القطاع الصحي بمدينة كولونيا الألمانية من تلقي الأطفال الصغار لكميات زائدة من الفلورايد؛ حيث يُمكن أن يتسبب ذلك في الإضرار بنمو الأسنان المستديمة بعد ذلك لدى الطفل، بسبب الإصابة بما يُعرف باسم "تصبغ الأسنان الفلوري".

وينصح أطباء الأسنان بتنظيف الأسنان اللبنية لدى الأطفال الرُضع باستخدام معاجين الأسنان المحتوية على الفلورايد، مؤكدين على ضرورة أن يقوم الآباء بتنظيف أسنان طفلهم الرضيع بدءاً من ظهور أولى أسنانه اللبنية وحتى عمر عامان مرة واحدة يومياً باستخدام كمية قليلة للغاية من معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد بمقدار 500 ppm.

وبمجرد أن يتم الطفل عامان، ينصح أطباء الأسنان الآباء بتنظيف أسنان طفلهم بنفس الكمية من المعجون، لكن بمعدل مرتان يومياً. بينما أوصى الأطباء بتنظيف أسنان الطفل باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد بمقدار 1000 إلى 1500 ppm مرتان يومياً، بدءاً من سن دخول المدرسة.

عوامل الجذب

ولتشجيع الأطفال الأكبر سناً على العناية بأسنانهم، ينصح البروفيسور الألماني أوستررايش الآباء بشراء فرشاة أسنان ذات ألوان جذابة أو فرشاة أسنان كهربائية؛ حيث تحبب هذه الموديلات الأطفال في تنظيف الأسنان.

وبعد قيام الطفل بتنظيف أسنانه أكد أوستررايش على ضرورة أن يبصق الطفل معجون الأسنان دون أن يتم تنظيفه بالماء؛ حيث تبقى بذلك مادة الفلورايد على سطح أسنان الطفل، ما يؤثر بشكل فعّال على الأسنان.

وأردف أوسترايش أنه ينبغي تنظيف أسنان الطفل في الصباح أيضاً بمجرد أن يتم عامان، لاسيما بعد تناول الإفطار. ولكن إذا تناول الطفل أية نوعية فواكه في هذا الوقت، ينصح طبيب الأسنان الألماني الآباء بأنه من الأفضل الانتظار قليلاً قبل أن ينظفوا أسنان الطفل، موضحاً :"تتسبب الأحماض الموجودة في الفواكه في تحلل المعادن من الطبقة السطحية بالأسنان، ما يؤدي إلى خشونة سطح الأسنان". لذا إذا تم تنظيف أسنان الطفل بعد تناول الفاكهة مباشرةً، تتعرض الأسنان بذلك لخطر إزالة المعادن من على سطحها قبل أن تترسب داخل السن.