استخدمتها أمريكا للتنصت على الاتصالات العسكرية

جولة في محطة تنصت تعود للحرب الباردة في تويفلسبرج بالعاصمة الألمانية برلين

 (د ب أ)- كان مركز الاستماع القديم على قمة تل تويفلسبرج في برلين أحد المواقع التي استخدمتها الولايات المتحدة طيلة عقود للتنصت على الاتصالات العسكرية من ألمانيا الشرقية وغيرها من دول حلف وارسو إبان الحرب الباردة.

وتخلى الجيش الامريكي عن المنشأة الكائنة في مقاطعة ليفتي جرونفالد في  المدينة بعد سقوط جدار برلين، ولكن المباني وقباب الرادار لا تزال في مكانها.
ويعتبر تل تويفلسبرج التي بنيت من أنقاض المباني التي دمرتها قنابل الحرب العالمية الثانية ويبلغ ارتفاعها نحو 115 مترا، أعلى نقطة في برلين.
وبإمكان المرء مشاهدة أفضل مناظر المدينة من القبة نفسها ولكن لذلك مخاطر نظرا لوجود ثقب في الواجهة مما يعني أن خطوة واحدة خاطئة ستؤدي الى سقوط من على ارتفاع 26 مترا.
وأصبحت القبة البيضاء ومثيلاتها الاصغر حجما واحدة من أهم المعالم السياحية في برلين، ولكن على عكس بوابة براندنبورج أو عمود النصر، لاتزال المنشأة يلفها الغموض.
ولسنوات تم منع الجمهور من دخول هذه المنطقة العسكرية المحظورة التي كانت تسمى المحطة الميدانية برلين، حيث أقامت وكالة الأمن القومي الأمريكي واحدة من أكبر محطات التصنت في خمسينيات من القرن الماضي
ويوضح الجندي الامريكي السابق كريستوفر ماكلارين الذي ينظم جولات سياحية يومي السبت والاحد بالمنشأة من خلال شركة تدعى براندينافيا "يمكنك التنصت على مسافة حوالي 300 كيلومتر من هنا". وتبلغ تكلفة الجولة التي تستغرق ساعتين 15 يورو (19 دولارا) في حين يدفع الطلاب 8 يورو فقط.
وعمليا لم يقدم أي موقع آخر نفس النطاق داخل الأراضي حلف وارسو ، ولكن مع نهاية الحرب الباردة فقدت توفيلسبرج أهميتها العسكرية وتم التخلي عنها.
وفي عام 1995، اشترت مجموعة من المستثمرين الأرض بهدف بناء الفنادق ووحدات سكنية. وقاوم السكان المحليين بشراسة المشروع لمعارضتهم ذلك العدد الكبير من المباني المقترحة وسط منطقة غابات وسحبت سلطات المدينة في نهاية المطاف تصريح البناء
ووقعت المباني الخاوية عن عروشها فريسة للمخربين على مدار السنوات التالية كما يتضح من شظايا الزجاج والقمامة المتناثرة حول الباحة الداخلية للمجمع والكتابات (جرافيتي) غير المتناهية على كل حائط بالمباني
وتقطعت أنفاس جميع من في الجولة لدى وصولهم الى القبة وينظر ماكلارين ، الذي كان يعمل هنا في الفترة بين عامي 1973 و1975 ، بهدوء من خلال الثقب في واجهة المبنى.
وكان عمل ماكلارين يتمثل في اعتراض الرسائل وتحويلها إلى القيادة المركزية في واشنطن ، على الرغم من انه رفض الافصاح عن المزيد من التفاصيل. وأوضح "لقد كان الامر أشبه بفك لغز".