لأعياد الميلاد فيها مذاق خاص

شتاء برلين يبعث الدفء في قلوب الزوار ويرسم الابتسامة على وجوه الأطفال

في العاصمة الألمانية برلين يتحول الشتاء إلى مشروب ساخن يمتزج دفئه برائحة القرنفل والزنجبيل والقرفة التي تنبعث في كل شارع من شوارعها التاريخية. كما تتحول الثلوج التي تغطي أشجارها ومعالمها السياحية البارزة إلى مادة رائعة تتوق إليها عدسات الكاميرات! وبالنسبة للعائلات فستجد مجموعة واسعة من المرافق التي تتيح للأهل الاستمتاع بوقتهم وفي نفسه الوقت رسم الابتسامة على وجوه أبنائهم. وحتى محبي الرياضة سيكون لديهم الكثير من الخيارات لممارسة هواياتهم في فصل الشتاء، سواء في الصالات المغلقة أو في الهواء الطلق.

لأعياد الميلاد في برلين مذاق خاص، لاسيما مع ما تحفل به من أجواء تلونها الأضواء والزينة والثلوج البيضاء. وتختلط فيها لحظات الفرح برائحة المأكولات والمشروبات اللذيذة التي يتم إعدادها خصيصاً بهذه المناسبة.

وتمثل أسواق أعياد الميلاد كسوق عيد الميلاد في ميدان (جندارمن ماركت) مزيجاً من الفن البصري وبهجة الاحتفال والمأكولات والحرف اليدوية القديمة وكذلك المعارض وأفلام الرسوم المتحركة على المسارح والمنصات وفي الساحات. وفي خيم الفنون اليدوية يمكن للمرء متابعة أعمال نحاتي الخشب والخياطين وصانعي الأمشاط والكثير من فناني الأعمال اليدوية الدوليين وغيرهم.

وعلاوة على ذلك، يعرض هنا الرسامون والمصورون والنحاتون وغيرهم أعمالهم المتنوعة. أما أطباق الطعام فهي تتنوع بين وجبات خفيفة استثنائية وأطباق عصرية وصولاً إلى الوجبات التقليدية الخاصة بهكذا مناسبة. وكذلك تمتزج رائحة المشروبات الشاخنة برائحة الحلويات لتضفي على أجواء أعياد الميلاد نكهة خاصة وتبعث الدفء في قلوب أهل المدينة وزوارها.

ولا ننسى أيضاً وسائل الترفيه التي يتم توفيرها هناك من ألعاب بهلوانية وعروض راقصة وجوقات غنائية وسحرة وفناني النيران وكذلك فنانين مشهورين دوليين يقدمون برنامجاً غنياً ومنوعاً.

ومن الأشياء التي تتفرد بها برلين هو امتلاكها أسلوباً جديداً بحيث تجد فيها أماكن صديقة للعائلة يمكن فيها تناول الطعام والشراب واللعب في وقت واحد مهما كانت حالة الطقس. وهذا يتمثل في مقاهي الأطفال (كيندركافيز)، فمع مزيج من مناطق اللعب الخاصة والديكور التقليدي، تخلق هذه المقاهي نوعاً من المحبة وتمثل ذكرى لا تنسى.

وتوجد أفضل مقاهي الأطفال في المناطق التي يعيشون فيها البرلينيون ذوو العائلات الشابة، مثل حي (كرويتسبيرغ) وحي (برنتسلاور بيرغ). يمكنك التوقف قبالة أحد المعالم السياحية المركزية في الصباح، ومن ثم الذهاب ببساطة إلى أحد مقاهي الأطفال في فترة ما بعد الظهر لتناول القهوة والحلويات.

وبحكم تجهيزاتها الداخلية الجيدة، فإن هذه المقاهي تُعتبر خياراً مناسباً في فصل الشتاء. ويضم الكثير منها غرفاً للأنشطة ولاجتماعات الأهالي ودورات تدريبية للأطفال مثل يوغا الطفل ودورات الموسيقى والرقص. كما تحتوي على غرف رائعة للألعاب، حيث يمكن للأطفال أن يلهو ويرفهوا عن أنفسهم.

وتضم قوائم الطعام في هذه المفاهي حلويات لذيذة وأنواع شهية من الحساء ذات الإعداد المنزلي. يضاف إلى ذلك خدمة العناية بالأطفال.

ولكي لا تصاب أقدام الأطفال بالبرد أو تؤثر البرودة عليهم وكي يبقى المقهى نظيفاً دوماً للأطفال، تتوفر أحذية وجوارب للأطفال الصغار والكبار. وهذا المقهى ليس مجرد مكان تتناول فيه القهوة والكعك اللذيذ في جو مريح، بل يعتبر مقهى للأطفال أو لنقل مقهى للأسرة بأكلمها.

وبالإضافة إلى الأجواء الممتعة التي تقدمهي مقاهي ومسارح الأطفال، تضم برلين مركز الاكتشاف (ليغولاند) في مركز سوني (سوني سنتر) في ساحة (بوتسدامر بلاتس)، حيث يتمكن الزوار في مساحة تبلغ 3500 قدم مربع أن يعيشوا متعة الترفيه من خلال الغوص لمدة ساعتين في عالم تفاعلي مكون من حجارة الليغو.

أما في ساحة (الكسندر بلاتس) فيوجد العالم المصغر (لوكس)، الذي يمثل مدينة برلين المصغرة ويعتبر موطن أكبر نموذج للسكك الحديدية في العالم، حيث يمكن للكبار والصغار أن يروا مجسمات مذهلة تمثل برج التلفزيون وساحة الكسندر أو كما يطلق عليها اختصاراً (أليكس)، حديقة الحيوانات (تسولوغيشه غارتن)، بوابة براندنبورغ، مبنى البرلمان (الرايشستاغ)، مقر المستشارية الخاصة بالمستشارة آنغيلا ميركل (كانتسلر آمت)، قصر (بلفوه) الذي يستعمل كمقر لرئيس الجمهورية الألمانية، القطار السريع وقطار الضواحي والترام وحتى المركبات البخارية وكيفية تحرك الحافلات والشاحنات والسيارات، بالإضافة هبوط وإقلاع الطائرات، وعدد لا يحصى من المشاهد الملونة التي تروي قصص الناس في المدينة. فهذه العوالم ملهمة ورائعة وتثير إعجاب كافة أفراد العائلة.

وتزخر برلين أيضاً بالمتاحف التي تجذب الأطفال بمعروضاتها وبأنشطتها. ويحب الكثير من الأطفال زيارة المتحف الطبيعي في برلين، حيث يمكن مشاهدة هيكل عظمي لديناصور يبلغ طوله حوالي 13 متراً، ويعتبر الأكبر في العالم، بالإضافة إلى مجموعة من الحيوانات الأخرى التي تحظى باهتمام شديد من قبل مختلف الزائرين. كما أن مجموعة الأسماك المتنوعة المتواجدة في متحف الحياة البحرية لطالما جذبت الأطفال لمشاهدتها والتعرف عليها.

أما عشاق الرياضة فسيجدون العديد من المسابح الداخلية وحمامات البخار، لاسيما تلك المتواجدة فوق نهر (شبريه). وتعتبر سفن الاستحمام (باده شيف) تجربة لا تنسى في فصل الشتاء. فسفينة الاستحمام الشعبية هذه تتحول في الأجواء الباردة إلى حمام ساونا مع حوض سباحة ومناظر بانورامية تساعد على الراحة والاسترخاء وتضمن لك الانتعاش.

ويمكن لكل من يعشق رياضة التزلج على الجليد أن يختار واحدة من الصالات الداخلية المغلقة أو حتى الاستمتاع بهذه الرياضة فوق المياه المجمدة لأحد البحيرات التي تزخر بها برلين.