هامبورغ مركز ثقافي عالمي متعدد المظاهر

تشتهر مدينة هامبورغ بكونها تمثل مركزاً ثقافياً بارزاً متعدد المظاهر. فالمدينة تضم أكثر من 70 متحفاً، منها اثنان من المتاحف المرموقة عالمياً والكثير من الأسواق المغطاة التي تستخدم كمعارض شعبية وكذلك العديد من بيوت بيع الفنون بالمزاد وصالات عرض الفن لتشكل حي الفنون في هامبورغ والذي يمتد مسافة كيلومتر واحد ويعرض ما يناسب جميع الأذواق، ابتدءاً بفنون القرون الوسطى ومرورواً بتحف الفن الرومانسي والفن الحديث ووصولاً حتى أحدث الأعمال الرائدة.


وتبدأ رحلات الزيارة من صالات (دايختورهالن) المثيرة التي تعرض الفن الدولي المعاصر ثم متحف الفن والحرف الذي يضم مجموعة ضخمة من أجمل فنون الزخرفة المستمدة من نطاق واسع من ثقافات وعصور مختلفة.
وتقدم صالة الفن الرائعة (كونست هاله)، التي تحتوي على قاعة الفن المعاصر، جولة ثقافية مثيرة تمتد عبر تاريخ الرسم الزيتي والنحت بدءاً من القرن الرابع عشر وحتى اليوم. وبدوره، يقدم منتدى الفن (بوسيريوس) المجاور لمبنى البلدية مجموعة مذهلة من العروض الاستثنائية لفنانين مشهورين عالمياً. كما تضم مدينة هامبورغ أيضاً متحف تاريخ هامبورغ، متحف الأنثروبولوجيا، ومتحف (ارنست بارلاخ) وبيت (يانيش) والكثير غيرها من المتاحف التي تدل على شهرة هامبورغ كمركز رئيسي للثقافة.
ويبدو أن كل شيء ممكن في هامبورغ، فهناك دور الأوبرا التي تقدم عروض الأوبرا ورقص الباليه، وفرق الأوركسترا والسيمفونيات، والمسارح التي تتميز بتعدد أنواع العروض والفنون، فضلاً عن الحفلات الموسيقية التي تستضيف النجوم العالميين المشهورين بموسيقى الروك والبوب وغيرها. فهامبورغ تتميز بقطاع مسرحي مليء بالنشاط، حيث تضم المدينة أكثر من 40 مسرحاً منها مسرح تاليا والمسرح الألماني اللذان يتمتعان بتاريخ طويل من العروض المسرحية اللامعة على مدى 100 عام ويعتبران من أفضل المسارح الألمانية.
وتزخر المدينة أيضاً بمرافق الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى العصرية، فدار الأوبرا المحلية ليست فقط مسرحاً يستضيف عروض فرق باليه (جون نويماير)، بل يقدم أيضاً عروض الأوبرا المتميزة الخاصة. كما تضم المدينة ثلاث فرق للأوركسترا السيمفونية والتي تقوم بعزف الموسيقى في دار الأوبرا وقاعة (لايز) للموسيقى.
وتتميز المسارح الأخرى بتعدد أنواع العروض والفنون المعروضة. أما هواة الموسيقى العصرية فيمكنهم الاستمتاع إلى أقصى الحدود بالحفلات الموسيقية التي تستضيف النجوم العالميين المشهورين بموسيقى الروك والبوب على مدرجات (كولور لاين أرينا) المؤثرة.
وتعتبر هامبورغ أيضاً من أكبر المدن العالمية لعروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) في العالم. فقد دامت عروض (كاتس) مدة 15 عاماً وهو العرض الأطول مدة في ألمانيا. وهناك تتمة لهذا النجاح بإنتاج عرض (كونيغ دير لوفن)، أي (الملك الأسد)، لشركة والت ديزني أو(ديرتي دانسينغ).
وينبض ليل المدينة بالثقافة والفن والموسيقى. فمن يزور حي (سانت باولي) سيجد فرصاً لا تنتهي من التسلية، كحفلات الرقص والعروض المسرحية والموسيقية والحانات والملاهي الليلية. فحياة الليل في هامبورغ مشهورة في العالم أجمع. وفي شارع (ريبيربان) في (سانت باولي) يكتشف المرء مرة أخرى نوعيات جيدة، حيث تتواجد اليوم عشرات المطاعم ومقاهي الرقص وأندية الموسيقى الحية. وستحظى في هذا الشارع بمشاهد فنية وثقافية حية، لاسيما وأنه شهد تحولاً كبيراً، فبعد أن كان هذا الحي مكاناً للمتعة، تكوّنت فيه اليوم ثقافة بديلة، فبات يزخر بالفن والموسيقى والثقافة، حتى أن عروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) وجدت فيه مسارح لها.
ومع ما تزخر به هامبورغ من فعاليات ومرافق ثقافية وموسيقية، كدور الأوبرا والمتاحف والمسارح التي تجذب الجمهور ببرامج ثقافية متنوعة، فإنها تشهد أيضاً مهرجانات دولية شهيرة، كمهرجان موسيقى الجاز "إلب جاز" الذي يقام  في ميناء هامبورغ وتمتد فعالياته لتصل إلى مدينة المرفأ (هافن سيتي)، التي تمثل بدورها نموذجاً مستداماً للمشاريع وتضم أروع الأعمال الهندسية كالقاعة الجديدة للحفلات الموسيقية (إلبفيلهارموني).
وحتى في مجال الموضة، تعتبر هامبورغ من بين المناطق الرائدة في تقديم الموضة المبتكرة، ويبرز فيها عدد من عقول الموضة الشبابية المعروفة باتجاهاتها وأفكارها المبتكرة، لتمثل موطناً لإبداعات الشباب، ويمكن اختبار ذلك في أحياء مثل (شانتسن فيرتل) و(كارولينين فيرتل)، حيث تجد هنا تنوعاً ثقافياً وسحراً خاصاً، وتتمكن من التعرف على مشاغل ومراسم الشباب وصالات عروضهم ومحلاتهم.  أما في وسط حي (إبندورف)، فيوجد مكان يعتبر أصغر "مركز تسوق للأزياء"، ويُطلق عليه (كاوف راوش) أي (مرح التسوق). وهو عبارة عن مجموعة صغيرة من تجار التجزئة الفردية التي تتقاسم نفس المباني وتقوم ببيع الملابس والحقائب والقبعات والمجوهرات والساعات والكثير من الاكسسوارات اليدوية الفريدة والغريبة.
وقبل نهاية كل عام تزين أسواق عيد الميلاد أجواء هامبورغ الثقافية! فخلال هذه المناسبة السنوية، تنتشر العديد من الأسواق الساحرة عبر وسط المدينة، حيث تبرز أسواق عيد الميلاد حول شارع (مونكيبيرغ شتراسه). ويعد سوق عيد الميلاد في هامبورغ واحداً من أروع وأكبر الأسواق مساحة في شمال ألمانيا، كما يمثل منذ سنوات عديدة مغناطيساً يجذب الزوار في الفترة التي تسبق ليلة عيد الميلاد. ومع حوالي 150 من أكشاك عيد الميلاد الكبيرة والصغيرة والعديد من عوامل جذب الصغار والكبار على حد سواء، يمتد هذا السوق في داخل المدينة عبر ساحة (غيرهارت-هاوبتمان-بلاتس)، وشارع (شبيتالر شتراسه)، وساحة (مونكيبيرغ برونن)، وحول كنيسة (سانت بطرس كيرشه).
 

اقرأ أيضاً