شارع الملك (كونغيسآليه)

يفضل مواطنو دوسلدورف أن يطلقوا عليه شارع (كو)، ويتصدر على وجه الخصوص قائمة الموضوعات عند الحديث عن مدينة دوسلدورف. كما يعتبر هذا الشارع، الذي يصل طوله إلى ما يقارب كيلومتر، من أكثر الشوارع الألمانية المحبوبة والمتميزة بالفخامة.
وينتمي شارع (كونغسآليه) إلى قلائل الشوارع المعروفة على مستوى العالم، التي يمكن وصفها بحق بالبوليفارد. ويقف هذا البوليفارد الشهير اليوم ليعبر عن نمط الحياة البراق مع ما يحتويه من متاجر راقية ومراكز تسوق فخمة، وتبرز فيه بالدرجة الأولى الموضة، حيث يعرض فيه المصممون العالميون الكبار تصاميمهم ومنتجاتهم.
ويتجول العديد من الأشخاص الأثرياء وعارضي وعارضات الأزياء والعاملين بالبنوك على امتداد هذا الشارع الذي يزخر بالعديد من محلات الأزياء والمجوهرات، كما يجلسون في مقاهي الشوارع التي تتميز بالروعة. فشارع (كو) يعتبر المكان الأمثل لمشاهدة الناس وجعلهم يشاهدونك.
ومن أهم مميزات هذا الشارع نذكر خندق كو (كو-غرابن) الذي يبلغ طوله 580 متراً وعرضه 32 متراً وتجري فيه مياه نهر (دوسل) الأصلية، وكذلك هناك صف أشجار الكستناء الرائعة التي تضم ما يقرب من 120 شجرة. ويفصل هذا الممر المائي بين الجانبين الشرقي والغربي لشارع (كونغيسآليه) بينما تربطهما العديد من الجسور، مما أعطى لكلا الجانبين طابعاً خاصاً. فالجانب الغربي يمثل بشكل رئيسي مقراً للبنوك والفنادق، وذلك على عكس الجانب الشرقي الذي يحتوي على الأروقة التجارية الدولية والمحلية الكبيرة.
وكان هذا الشارع قد شهد خلال تاريخه المضطرب الكثير من التغييرات. فقد كان هذه في السابق جزءاً من تحصينات مدينة دوسلدورف القديمة. وكان يسمى جادة الكستناء (كاستانينآليه). أما تسميته بشارع الملك (كونغيسآليه) فتعود إلى عام 1851، إذ يروى أنه خلال توجه الملك البروسي فريدريش فيلهلم الرابع إلى قصره عبر هذا الشارع، الذي كان يُسمى طريق الكستناء (كاستنين آليه)، قام بعض أفراد الشعب الثائر ذات مرة برشقه بروث الخيول. وعليه، فقد تم تشويه سمعة مدينة دوسلدورف "كمدينة تعج بالفوضى السياسية وعدم النظام في منطقة الراين". وبحسب الرواية، فإن كبار أهل مدينة دوسلدورف بحثوا عن طريقة لتعويض هذه الإساءة إلى أن قرروا أن يطلقوا عليه اسم شارع الملك تكريماً واسترضاء له.