جزيرة المتاحف (موزيوم إنزل)

يوجد على نهر (شبريه) أكبر تجمّع للمتاحف في أوروبا، والذي يطلق عليه (جزيرة المتاحف) (موزيوم إنزل). تحتوي هذه الجزيرة على تراث لأجيال وعصور متعاقبة يزيد عمره على 6000 سنة. في عام 1999 تم إدراج (جزيرة المتاحف) على قائمة التراث العالمي لليونسكو، نظراً لقيمتها التاريخية والثقافية على مستوى العالم.

كل من يزور هذه المتاحف سيحظى بفرصة التعرف على مقتنيات ومعروضات فنية وثقافية وتاريخية نادرة في خمسة متاحف ذات شهرة عالمية: (المتحف القديم)، (المتحف الجديد)، (المتحف الوطني القديم)، (متحف بوده) ومتحف (برغامون).

يعتبر (المتحف القديم) الذي صممه المهندس (كارل فريدريش شينكل)، تحفة في فن العمارة الكلاسيكية، وتقام فيه بشكل دائم العديد من المعارض المتنوعة، كما إنه يضم لوحات مهمة تجذب إليها أعداداً كبيرة من الزوار. ويغري الزوار بما يحتويه من مقتنيات العهود القديمة التي تعود لألفية سابقة.

يشكل (المتحف الجديد) الذي بُني في عام 1859 وأعيد افتتاحه مؤخراً، رواية معمارية مفعمة بالتاريخ، حيث يتألف من أربعة طوابق وجناحين ويحتوي على معروضات تاريخية مهمة منها تمثال نصفي لنفرتيتي كما إنه يتميز بإضائته القوية وألوانه المؤثرة.

يتخصص متحف (بوده) الذي بني خلال الفترة من 1898 و1904 من قبل (ارنست فون إينه)، باللوحات والمنحوتات. وأُعيد افتتاح هذا المتحف في العام 2006. يزخر بالكثير من كنوز الفن العائدة إلى مختلف العصور، إلا أن المعروضات الأكثر شهرة فيه تتمثل في مجموعة القطع النقدية التي تعتبر واحدة من أثمن نظيراتها في العالم والأكبر من نوعها في ألمانيا بعدد يبلغ 750,000 قطعة. وفي هذا المتحف ستدخل العهد الإغريقي في رحلة تصل حتى العصر الحديث.

في (المتحف الوطني القديم) الذي تم تجديده أيضاً وأعيد افتتاحه في ديسمبر من العام 2001، يمكنك التعرف على العديد من المنحوتات التي تستحق المشاهدة بالإضافة إلى الرسومات الأوروبية والألمانية من القرن التاسع عشر، كما يمكنك مشاهدة أعمال الفنانيين الفرنسيين الانطباعيين مثل: (مانيه)، (مونيه)، (رينوار)، بالإضافة إلى لوحات الفنان الرومانسي (كاسبر دافيد فريدريش) والرسام (كارل فريدريش شينكل). وتتوفر في الخارج فرصة للراحة والاسترخاء في أحضان الطبيعة في (حديقة المتعة) (لوست غارتن) التي تمثل واحة صغيرة خضراء تنتشر فيها النوافير ومقاعد الجلوس، كما يغطي أرضها عشب ناعم يدعوك للجلوس والاستمتاع بالأجواء الجميلة.

يحظى متحف (برغامون) الذي صممه (ألفريد مسل)، بأعلى نسبة إقبال من الزائرين، نظراً لما يحتويه من معروضات وقطع أثرية قديمة وقيمة، خصوصاً (مذبح برغامون) الذي يزيد عمره على 2000 سنة. وهو بمثابة تذكار يتكون من آلاف القطع المرصوفة إلى جانب بعضها البعض. وكان هذا المتحف أيضاً قد تم تجديده وأعيد افتتاحه في العام 2009.