القرار يحتاج لدراسة متأنية

شد الوجه.. محاولة لإصلاح ما أفسده الدهر

(د ب أ) - مع مرور الأيام ينحت الدهر علاماته على وجه الإنسان، وتظهر التجاعيد وتفقد البشرة نضارتها وتختفي ليونتها التي كانت تزهو بها خلال مرحلة الشباب، ومع ظهور التجاعيد تشعر المرأة باقتراب خريف العمر. وعندما لا يتناغم إحساس المرأة بالحياة مع مظهر بشرتها، عندئذ يمكن أن تكون عمليات شد الوجه مفيدة وتصلح ما أفسده الدهر، لكن ينبغي على المرأة اتخاذ مثل هذا القرار في هدوء وبعد تفكير عميق ودراسة متأنية.

 

وفي السابق كانت العمليات الجراحية لشد الوجه تشتهر بأنها تضفي على الوجه مظهراً يشبه القناع، أما في الوقت الراهن فبات جراحو التجميل يجرون عملية شد الوجه بحيث تمنح المرأة مظهرا أكثر طبيعيةً، ويقول سفين فون سالديرن، رئيس الجمعية الألمانية لجراحة التجميل بالعاصمة برلين،: "من خلال تشكيل الأنسجة العميقة يمكن أن تصل المرأة إلى مظهر أصغر قد يصل إلى عشر سنوات".

 وتعمل هذه التقنية الجديدة تحت الجلد؛ فبالإضافة إلى شد الجلد يتم إعادة عضلات الوجه المترهلة إلى موضعها الأصلي، وبعد ذلك يتم خياطة الجلد الموجود فوقها دون شد ثم اجتثاث الأجزاء الزائدة منه، وبالتالي تبدو البشرة بمظهر طبيعي، بدون أية مخاوف من وجود قيود على تعابير الوجه من جراء شد الوجه بشكل زائد، كما كان يحدث في السابق.

 

الراحة النفسية

وإلى جانب التقنيات الجديدة هناك عوامل أخرى تدفع المرأة إلى إجراء عمليات شد الوجه، ويقول البروفيسور يوهانس بروك، من رابطة جراحي التجميل بالعاصمة الألمانية برلين،: "لقد لاحظت على المريضات ظهور تغير في الإحساس بالحياة، فمثلاً تأتي واحدة منهن وتقول «لا أريد أن أبدو بمظهر جدتي»"، موضحاً أن عمليات شد الوجه لا تجعل المرأة أجمل أو أصغر فعلياً، لكنها تحسن راحتها النفسية ورضاها عن شكلها عند التقدم في العمر، ومن ثم تخفف من عبء مشاعر الشيخوخة.

 ويعتمد يوغين هوفتر، جراح التجميل بمدينة ميونيخ، على جهاز الموجات اللاسلكية في إجراء عمليات التجميل، مشيراً إلى أن هذه الطريقة تمتاز بأنه يتم غلق الأوعية الدموية على الفور بمجرد قطعها، مع توسيع السخونة بدرجة طفيفة للغاية. ولذلك تشتهر عمليات التجميل عن طريق جهاز الموجات اللاسلكية بأنها جراحة على البارد، حيث تحدث حالات النزيف بدرجة أقل وتتعافى المريضات بصورة أسرع.

 ويؤكد الجراح الألماني على أن المريضة يمكن أن تتمتع بمظهر جيد بعد مرور شهر فقط على إجراء الجراحة، لكن بشرط أن تنعم بفترة راحة تامة، مع التخلي عن ممارسة الرياضة، وعدم التعرض لأشعة الشمس. وبالإضافة إلى ذلك ينبغي الحفاظ على الوجه بشكل طبيعي.

 وأوضح يوغين هوفتر: "دائماً ما أنصح المريضات بعدم إدخال قطعة الخبز في الفم بشكل عرضي". ولتجنب ظهور تورمات في الوجه، ينبغي ألا يكون الرأس في وضع منخفض عن القلب، ولا يجوز فتح الفم بدرجة كبيرة جداً، ذلك للحد من عمليات الشد على مواضع الخياطة في البداية.

 

مخاطر متنوعة

وقبل إجراء العملية الجراحية يتعين على المريضات أن توازن بين فوائد الجراحة ومخاطرها، لذلك يلزم الدخول في نقاشات مكثفة مع الطبيب للتوصل إلى القرار السليم. ويؤكد الجراج الألماني يوهانس بروك على ذلك بقوله: "إنني أستمع إلى قصة حياة المريضة بالكامل".

ولا يجوز أن تقل المدة الفاصلة بين أول مقابلة وإجراء العملية الجراحية عن شهرين إلى ثلاثة أشهر. بالإضافة إلى أن عمليات شد الوجه لا تصلح لكل السيدات، ويعلل الخبير الألماني ذلك بقوله: "تتأثر البشرة بشكل سلبي من جراء التدخين وتناول المشروبات الكحولية وأجهزة التسمير".

 ولا تقتصر مخاطر عمليات شد الوجه على الحالات التي تتبع أنماط حياة غير صحية فحسب، بل إنها تظهر بشكل أساسي مع أي تدخل جراحي، حيث قد تتعرض البشرة بعد جراحة التجميل إلى حدوث نزيف وحالات عدوى وكذلك اضطرابات الدورة الدموية وفي التئام الجروح، ويقول هوفتر: "يمكن أن تظهر بعض الندوب السميكة أو تتعرض أعصاب الوجه للتلف"، إلا أنه يعود ويؤكد أن مثل هذه المخاطر تظهر في حالات نادرة للغاية.

 ويحذر كريستوف كرانيش، خبير الصحة بمركز حماية المستهلك بمدينة هامبورغ الألمانية، من الاستهانة بشأن مخاطر جراحة التجميل. وقد أوضحت التجربة أن المريضات لا يتم إخبارهن بمعلومات كافية عن مخاطر الجراحة قبل إجراءها. ولذلك ينبغي على المريضات قبل إجراء التدخلات الجراحية غير الضرورية من الناحية الطبية، مثل عمليات شد الوجه، الاستعلام عن المخاطر التي قد تترتب عليها باستفاضة.

 

فرانسيسكا بيرمان