بادن-فورتمبيرغ.. تجارب لا تُنسى وأسلوب حياة
في منطقة جنوب غرب ألمانيا المتمثلة في ولاية "بادن-فورتمبيرغ" يعتبر الترفيه والاسترخاء وجهان لعملة واحدة!.. فبينما تتحول ساحاتها وشوارعها وقلاعها إلى أماكن للمهرجانات والفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية وتزخر مرافقها الترفيهية المتنوعة بعوالم مليئة بالمرح والمغامرات المثيرة، تمنحكم حدائقها ومتنزهاتها وفنادقها ومنتجعاتها الراقية فرصاً رائعة للاستجمام والاسترخاء. ولا يقتصر هذا المزيج المتفرد على عاصمتها شتوتغارت، بل يمتد إلى مدن وبلدات ساحرة تجذب الصغار والكبار على حد سواء.
في عاصمتها شتوتغارت، مثلاً، تعتبر ساحة القصر "شلوس بلاتس" قلب المدينة النابض وهي في نفس الوقت مكان للراحة والاسترخاء. فمن هنا تصبح المسافة أقصر للتوجه سيراً على الأقدام إلى العديد من مناطق الجذب السياحي. وبهذا تكون ساحة القصر محور المدينة وجزءاً لا يتجزء من أي نزهة في أرجائها.
ويتوسط ساحة القصر عمود الذكرى برأسه المتوّج بتمثال آلهة الانسجام "كونكورديا"، حيث يتواجد في مواجهة القصر الجديد الذي يجمع عصوراً زمنية مختلفة، من الباروكي، الكلاسيكي، الروكوكو والإمبراطوري، وذلك نظراً لطول الفترة التي استغرقها إنشاؤه. وعلى مرمى حجر منه، يوجد القصر القديم، الذي كان يمثل في السابق مقراً لنبلاء فورتمبيرغ. ويمكن للمرء إلى يومنا هذا استشعار نفحات من التاريخ في محيط هذا القصر.
أما متحف الفن "كونست موزيوم"، الذي يتخذ شكل مكعب زجاجي بارتفاع 27 متراً، فهو يجذب الناظر بروعته ليلاً، حيث تنعكس أضواؤه الداخلية على ساحة القصر برونق آخاذ. ويضم المتحف مجموعة تتألف من 15 ألف عمل فني رائع من آواخر القرن الثامن عشر وحتى وقتنا الحالي.
إن ساحة القصر هي مكان للاحتفال والاسترخاء على حد سواء. فهنا تُقام بشكل منتظم حفلات موسيقية في الهواء الطلق بينما يلوح في الخلفية القصر الجديد، ومع بداية شهر أغسطس يحوّل مهرجان الصيف في شتوتغارت هذه الساحة وحدائق القصر العليا إلى متنزه أنيق مفعم بالأضواء والبهجة. وبشكل عام تشهد شتوتغارت سنوياً خمس مهرجانات وسوق عيد الميلاد الخلاب، ويأتي الزوار كل عام من جميع أنحاء العالم للمشاركة في أجوائها المفعمة بالمرح والبهجة.
وعلاوة على ذلك، توفر المدينة أماكن رائعة ووجهات مثالية لكل عشاق التسوق، كشارع الملك "كونيغس شتراسه" المحاذي لساحة القصر والذي يأخذكم برحلة رائعة بين المحلات المتنوعة والراقية التي تصطف على جانبيه. أما متجر "بروينينغر" الذي يرتبط اسمه منذ عقود بالرفاهية في شتوتغارت، فيوفر لضيوفه كافة العلامات التجارية العالمية، حيث يزخر هذا المتجر بالإكسسوارت الراقية والماركات التجارية المميزة.
كما يمكن التمتع بتجربة تسوق فريدة لكل أفراد العائلة عند التوجه إلى مدينة منافذ البيع "أوتليت سيتي ميتسينغن"، التي تقع إلى الجنوب من شتوتغارت. ومن خلال قربها من مطار شتوتغارت وتوافر رحلات مباشرة على الطرق السريعة والشوارع الإتحادية وشبكة السكك الحديدية، فبإمكانك الوصول إليها بسرعة وراحة.
وتستقطب "أوتليت سيتي ميتسينغن"، التي تمثل موطن العلامة التجارية الشهيرة "هوغو بوس"، أكثر من 3,5 مليون شخص من السياح المتسوقين من كافة أنحاء العالم سنوياً. ففيها يمكنكم عبر القيام بجولة في منافذ البيع الرائدة الواسعة الاستفادة من تخفيضات تصل إلى 70% (مقارنة مع سعر التجزئة السابق الموصى به من الشركة المصنعة) على أكثر من 60 علامة تجارية عالمية متميزة على مدار السنة.
وتشهد "أوتليت سيتي ميتسينغن" فعاليات وعروض متنوعة على مدار السنة. ويمكن للزوار الذين يرغبون بقضاء يوم تسوق هادئ، وضع أطفالهم في مخيم الأطفال "كيدز كامب"، حيث يتم الاعتناء بالزوار الصغار بكل محبة.
ولكن هل هنالك ما هو أجمل من الإنتهاء من رحلة تسوق ناجحة مع الأسرة للدخول معاً في عالم من المتعة؟.. لا يمكن للعروض الترفيهية حول "أوتليت سيتي ميتسينغن" أن تكون أكثر تنوعاً مما هي عليه.
فهنا يوجد شيء لكل شخص، سواء للصغار أو الكبار. يمكنكم على سبيل المثال أن تعيشوا المرح والإثارة في العديد من المتنزهات الترفيهية في المنطقة، التي تقدم مرافق جذب ممتازة. وإذا كنتم تفضلون الهدوء أكثر، فهناك متاحف ومعارض تقدم لكم إطلالة مثيرة على الطبيعة، العلم، السيارات أو الألعاب وتدعو الضيوف إلى المشاركة التفاعلية والاستكشاف. ولا تعتبر حدائق الحيوانات في المنطقة جديرة بالزيارة أثناء الطقس الجميل فقط، بل في كافة الفصول.. وهي لا تُذهل الضيوف الصغار فقط، بل أهلهم أيضاً مع ما تزخر به من حيوانات أليفة وغريبة.
لذا، بإمكانكم مثلاً زيارة المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت "موزيوم آم لوفن تور"، متحف الأطفال "يونغيس شلوس" الذي يخاطب كافة الحواس، القبة السماوية، والحديقة العامة "هوهن بارك كيلسبيرغ"، وحديقة الحيوانات والنباتات "فيلهيلما" التي تعتبر من الوجهات التي لا ينبغي تفويت زيارتها. فهي تحتوي على 9 آلاف حيوان من ألف نوع مختلف، ما يجعلها واحدة من أكثر حدائق الحيوان تنوعاً في العالم، وواحدة من الحدائق التي تمثل قطاعاً عريضاً من كل منطقة مناخية على وجه الأرض، إذ تضم أيضاً مجموعة قيمة من النباتات، تشتمل على 6 آلاف نوع. ومع تبدل الفصول يتغبر وجه الحديقة، لتخلف انطباعات ساحرة تصنعها أزهار المغنوليا، زهور الصيف، زنبق البركة في إزهاره الكامل، نباتات متوسطية، نخيل وأشجار قديمة رائعة. وهنا، يحب الزوار الصغار بشكل خاص مرابي الحيوانات الصغيرة، التي يتم فيها تربية قرود يتيمة تم جلبها من جميع أنحاء أوروبا. وفي أعالي فيلهيلما هناك محطة للقوارب، يمكن من خلالها القيام برحلة على مدار ساعة كاملة في نهر النيكار، كما تتوفر أيضاً رحلات مجدولة، تأخذ المرء في جولة إلى أسفل نهر النيكار مرورواً بكروم العنب وحتى بلدة "بيزيغهايم". وفي منطقة "بوبلينغن-زيندلفينغن" توجد حديقة المغامرات الداخلية "زينزابوليس" التي تقدم سفينة فضاء عملاقة.
ومن الوجهات المميزة الأخرى في جنوب غرب ألمانيا، تبرز الغابة السوداء "شفارتس فالد"، حيث المروج الخضراء والإطلالات البانورامية الساحرة وفرص الترفيه والمرح. وتضمن مرتفعات الغابة السوداء لزوارها قضاء عطلة عائلية لا تُنسى، فهنا تجدون مرافق مبيت صديقة للأطفال، أماكن ممتعة للزيارة ومساحات طبيعية عذرية وافرة. وفي بحيرتي "شلوخ زيه" و"تيتي زيه" يمكن ممارسة أنواع مختلفة من الرياضات المائية. وتعتبر "تيتي زيه" مع ضفتها الشهيرة المتمثلة في طريق "زيه شتراسه" واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في أوروبا. ففي كل عام، يتوفد أكثر من مليون زائر للتنزه على طول ساحل البحيرة. وتقدم مرتفعات الغابة السوداء مجموعة واسعة من البضائع المصنوعة محلياً، ابتداءً من الحلوى في المقاهي الدافئة إلى الجبن والعسل المصنوعة بمهارة، ومن الساعات التقليدية الحرفية، وساعات الوقواق (المخترعة في الغابة السوداء) إلى الساعات الفخمة الحصرية. ولذا فمن يرغب التسوق، يمكنه فعل ذلك في ساحة "أدلر بلاتس" في هينترتسارتن، وكذلك في شارع بحيرة "تيتي زيه" المسمى "زيه شتراسه" عبر محلات تجارية مثل عالم "برونر" ذي الألف ساعة، ومركز ساعات الغابة السوداء "بيتر دروبا". ومن أبرز الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تشهدها المنطقة يبرز مهرجان الموسيقى "هوخفيرست شانتسه"، مهرجان سانت بطرس للموسيقى، مهرجان "مارشنر"، سلسلة حفلات سانت بلازين الدولية، مهرجان الغابة السوداء للموسيقى، احتفالات ليلة البحيرات "زيين ناختسفيسته" (مهرجانات ليلية على ضفاف البحيرة مع ألعاب نارية).
كما توفر فرايبورغ، التي تُعرف بأنها عاصمة الغابة السوداء، فرصاً رائعة للاسترخاء أو ممارسة الرياضة. فهي مدينة حضراء تركز على مسائل الصحة والبيئة والرياضة، حيث يمكنكم هنا التمتع بملاعب الغولف، مرافق الرياضة وكرة المضرب، وحمامات المياه المعدنية الحرارية. وإذا كنتم ترغبون في التمتع بإطلالات ساحرة، فما عليكم سوى الصعود إلى قمة جبل "شاو إنس لاند" بواسطة أطول تلفريك في ألمانيا (3600 متر). فمن ارتفاع 1220 متراً، تحظون بمناظر بانورامية متفردة لمدينة فرايبورغ، وادي الراين والشريط الأزرق الضبابي لجبال "فوج" في فرنسا. كما يعتبر هذا التلفريك وسيلة مريحة وصديقة للبيئة.
وفي "روست" بالقرب من فرايبورغ، تقع "أوروبا-بارك" التي تعتبر أكبر مدينة ملاهي في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن الملاهي شعبية في العالم. ونظراً لموقعها المميز بالقرب من الحدود الألمانية مع فرنسا وسويسرا وسهولة الوصول إليها مباشرة عبر الطريق السريع "إيه 5" وما تقدمه من فنادق فاخرة (5 فنادق فاخرة من فئة 4 نجوم) ومرافق جذابة وعروض مميزة تبعث الحماس في قلوب الزوار، تعتبر "أوروبا-بارك" وجهة فريدة لقضاء العطلات القصيرة.