مع يوغا الظهر وداعاً للآلام والتوتر العصبي

(د ب أ) - تعد آلام الظهر من المتاعب الشائعة في الوقت الحاضر بسبب كثرة الجلوس وقلة الحركة. وتعمل يوغا الظهر على محاربة هذه الآلام، كما أنها تساعد على تقوية الوضعية المحايدة للعمود الفقري، فضلاً عن التخلص من التوتر العصبي، الذي يندرج ضمن أسباب آلام الظهر. وقال ماركوس دانيال، مدرب اليوغا بالعاصمة الألمانية برلين، إن تمارين اليوغا تهدف في المقام الأول إلى تقوية الوضعية المحايدة للعمود الفقري، وهي شكل S المزدوج.

وأضاف الخبير الألماني قائلاً: "تتمثل المشكلة في أن الشخص ينحرف كثيراً عن هذه الوضعية المحايدة باستمرار من خلال النشاطات والأعمال التي يتم تنفيذها أثناء الجلوس". وتعمل معظم تمارين اليوغا على استعادة التقوس الطبيعي للعمود الفقري إلى الأمام في أسفل الظهر أو منطقة الفقرات القطنية.

وأوضحت غيرترود هيرشي، مؤلفة كتاب حول يوغا الظهر، قائلةً: "هذه التمارين عبارة عن توليفة من أفضل التدريبات المخصصة للظهر والمستمدة من مفاهيم مختلفة"، حيث ترجع بعض تمارين "يوغا الظهر" إلى تدريبات اليوغا من جهة، وإلى بعض التمارين الرياضية المخصصة للظهر وكذلك رياضة "تشي كونغ" من جهة أخرى.

وتعتبر رياضة "تشي كونغ" شكلاً من أشكال العلاج الصيني التقليدي، والتي تقوم على أداء بعض التمارين الرياضية مع تقنيات تنفسية معينة، تعمل على تحسين الحالة البدنية وتعزز من طاقة الجسم.

وهناك بعض المبادئ الأساسية التي تشترك فيها كل هذه التمارين، من حيث أنها تدريبات خفيفة وتتجنب الضغط على العمود الفقري، ولذلك فإنه لا يتم اللجوء إلى بعض تمارين اليوغا مثل التمارين المعروفة باسم "أبو الهول" أو "الجمل"، نظراً لأنه في هذه الوضعيات يتم التأثير بشكل قوي على الأربطة والعمود الفقري، فضلاً عن أنها وضعيات غير مناسبة للفقرات القرصية.

تمارين الإطالة

وأشار كريستوف آيشهورن، اختصاصي تقويم العظام الألماني، إلى أهمية تمارين الإطالة التي توجد بتدريبات اليوغا بوجه عام، وفي تمارين "يوغا الظهر" بشكل خاص. وأوضح آيشهورن قائلاً: "بالنسبة لي تمارين اليوغا هي عبارة عن تمارين إطالة"، ومن حيث المبدأ ليس هناك عائق أمام الأشخاص الذين يعانون من آلام في منطقة أسفل الظهر من المشاركة في دورات لتمارين "يوغا الظهر". وأكد أن تمارين الإطالة لا تنطوي على أية خطورة، إذا لم تسبب أية آلام في الذراعين والساقين.

وبالإضافة إلى ذلك ترجع أسباب ظهور آلام الظهر في أغلب الأحيان إلى تصلب في العضلات، وبالتالي فإن تمارين إطالة العضلات يكون لها تأثير إيجابي بكل تأكيد. وأوضح كريستوف آيشهورن أن الشعور بآلام بعد الدورات التدريبية يعتبر من العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن التمارين لا تفيد كثيراً.

وأكد الخبير الألماني أن تمارين يوغا الظهر لا تساعد في التخفيف من آلام الظهر التي ترجع إلى الأسباب الأخرى، مثلاً في حالة ضعف العضلات الباسطة في منطقة أسفل الظهر، والتي لا يمكن التخلص منها إلا من خلال أداء تمارين خاصة بواسطة الأجهزة الرياضية.

دعم استقرار الجذع

ويري ماركوس دانيال أن تمارين "يوغا الظهر" يمكن أن تساهم بشكل كبير في بناء القوة، فإلى جانب تمارين الظهر لاستعادة الوضعية المحايدة للعمود الفقري، فإنها تعمل أيضاً على تعزيز اتزان الاستقرار الجذع، نظراً لأن العمود الفقري في منطقة الفقرات القطنية يعتمد بقوة على العضلات الداعمة، ولذلك فإن ماركوس دانيال يقوم بتدريب عضلات البطن العرضية والمائلة.

ويمكن أن تساعد تمارين "يوغا الظهر" في التخفيف من متاعب وآلام الظهر التي تنجم عن التوتر والضغط العصبي. وأوضح ميشيل بريباش قائلاً: "تلعب إدارة الإجهاد دوراً رئيسياً في تمارين يوغا الظهر، نظراً لأن هناك الكثير من الأشخاص يعانون من ضغوط الحياة اليومية. بالإضافة إلى أن الإجهاد النفسي يظهر في شكل من أشكال آلام الظهر. ولذلك فإن تمارين الاسترخاء تعتبر جزءاً مهماً من الدورات التدريبية. وأضافت غيرترود هيرشي أن تمارين اليوغا تدرب المرء على الصفاء الذهني والهدوء الروحي.

وأضاف ماركوس دانيال أن الأمر الأكثر أهمية أثناء تمارين "يوغا الظهر" هو أن يُنصت الشخص إلى جسمه جيداً، فإذا قال توقف! فإنه يتعين على المرء أن يتوقف على الفور. وأوضح ميشيل بريباش، من الاتحاد الألماني للعلاج الطبيعي، قائلاً: "لا يجوز أبداً أن يقوم المرء بأداء التمارين مع وجود آلام"، مؤكداً على ضرورة أداء تمارين يوغا الظهر في المكان الذي يمكن أداء التمارين الرياضية بسهولة وبدون مشاكل.