هامبورغ حيث تصنع الذكريات



تعد مدينة هامبورغ الحرة الهانزية حاضرة الشمال. فمع المساحات الخضراء الشاسعة وعدد لا يحصى من القنوات المائية تعتبر واحدة من أكثر المدن الألمانية خضرة وجاذبية. وتعتبر المياه من أهم المظاهر الفاتنة في المدينة حيث تسيطر على المشهد العام فيها. وبالتالي فهي تضم عدداً لا يصدق من الجسور التي تقارب 2500 جسراً، أي أكثر من البندقية ولندن وأمستردام معاً! وقد لعبت التجارة دوماً دوراً مهماً في اقتصاد هامبورغ، وهذا ما يمكن ملاحظته بوضوح في ميناء هامبورغ الرائع والرائد في ألمانيا وأوروبا.
ويجب أن لا تفوتك إحدى الجولات المتنوعة فوق مياه بحيرة الألستر. فهناك عدّة رحلات يومياً على السفينة البخارية تبدأ عند محطة القطار (يونغفيرنشتيغ)، حيث يمكن للزائر التمتع برؤية معالم المدينة. كما يفضل القيام بجولة على الأقدام حول بحيرة الألستر لمشاهدة أجمل المواقع السكنية في هامبورغ.

وعند القيام بالجولات السياحية المائية أو زيارة إحدى السفن-المتحف الأسطورية، يمكن للزائرين التعرف عن قرب على أسباب إطلاق لقب "البوابة إلى العالم" على مدينة هامبورغ. فرائحة الحرية والبلاد البعيدة تقوح في كل زاوية ممتدة من مبنى رحلات السفن ومدينة المخازن التاريخية (شبايشر شتادت) ورصيف الميناء (لاندونغسبروكن) وحتى ميناء الحاويات الحديث.

ومن يريد أن يعيش أجواء التاريخ التجاري للمدينة، يمكنه الانطلاق من رصيف الميناء (لاندونغسبروكن) إلى مدينة المخازن التاريخية (شبايشر شتادت)، حيث تعد منازل التجار البديعة على ضفتي نهر الإلبه ومجمع (شبايشر شتادت) التاريخي الضخم شهادة على تاريخ مدينة هامبورغ الحرة الهانزية. فمدينة المخازن التاريخية التي يمتد عمرها إلى أكثر من 100 عام، ستجعلك تعيش أجواءً ذات نكهة خاصة. ويعتبر هذا المجمع التاريخي أكبر مجمع لمخازن السلع في العالم، حيث يتم هنا تخزين بضائع ذات قيمة عالية كالشاي والكاكاو والقهوة والتوابل والتبغ بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى، كما يوجد فيها أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم. وخلف الحائط الضخم لمدينة المخازن يمكنك أن تتمتع بجو رومانسي بين قنوات المياه الجارية وأبنية العصر الغوطي والسطوح الموشورية والأبراج الغريبة الشكل. ويصبح المنظر أكثر رومانسيةً في ساعة الغروب.