ألمانيا تعقد مؤتمرا دوليا من أجل اللاجئين السوريين

برلين 28 تشرين أول/أكتوبر 2014 (د ب أ)- يعقد اليوم الثلاثاء مؤتمر دولي في العاصمة الألمانية برلين لبحث مأساة اللاجئين في سورية والدول المجاورة.

وينتظر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير مشاركة ممثلين من 40  دولة ومنظمة، بينهم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتريس، ورئيس الوزراء اللبناني تمام سلام.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعربت مساء أمس الاثنين عقب اجتماعها مع سلام في برلين عن أملها في أن يسفر المؤتمر عن مساعدة شاملة للدول المجاورة لسورية المتضررة من موجات اللاجئين السوريين.

وقالت ميركل: "آمل أن تنطلق من هذا المؤتمر إشارة قوية للتضامن".

وذكرت ميركل أن لبنان الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة لديه حاليا مليون لاجئ مسجل، وقالت: "لن أتطرق هنا إلى الأعداد غير المسجلة"، موضحة أنه من الصعب في ألمانيا تصور ماذا يعني ذلك للبنان، مؤكدة في الوقت نفسه موقف بلادها التضامني مع لبنان.

ومن جانبه، أعرب سلام عن امتنانه للاهتمام الألماني بقضية اللاجئين السوريين وإقامة المؤتمر الذي يصب في مصلحة بلاده، وقال: "هذه واحدة من أهم القضايا وأسرعها تطورا التي يواجهها لبنان حاليا".

تجدر الإشارة إلى أن لبنان يعتبر من أكثر الدول المستقبلة للاجئين السوريين بجانب الأردن وتركيا.

وبحسب التقديرات، فقد أسفرت الاضطرابات في سورية خلال الأعوام الماضية عن لجوء نحو خمسة ملايين مواطن إلى دول أخرى، فضلا عن تشريد أكثر من ستة ملايين آخرين داخل بلدهم.

ومن جانبه، قال وزير التنمية الألماني جيرد مولر: "هذه واحدة من أخطر كوارث القرن"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي عليه التزام بمواجهة هذه الكارثة، وقال: "الأموال موجودة - يتعين فقط وضع أولويات جديدة".

ومن المقرر أن يناقش ممثلون من 40 دولة ومنظمة خلال المؤتمر سبل مواجهة أزمة اللاجئين السوريين الذين يعيش ملايين منهم حاليا إما في ملاجئ إيواء مؤقتة أو في دول مجاورة.

وفي سياق متصل، طالب مولر المجتمع الدولي بتقديم مساعدات مكثفة للاجئين السوريين لمواجهة الشتاء.

وقال مولر في تصريحات لإذاعة "برلين-براندنبورج" اليوم قبيل انعقاد المؤتمر: "هناك نقص في كل شيء. الأمر يتعلق الآن بالبقاء على قيد الحياة".

وذكر مولر أن نحو 50% من السوريين إما فارين خارج بلدهم أو مشردين داخلها، مضيفا أن هناك ما يتراوح بين 200 ألف و 300 ألف شخص في العراق يعيشون في الوحل ويحتاجون إلى مساعدة ماسة، وقال: "الآن السماء تمطر، ثم يأتي الشتاء، ثم يأتي الموت".

وأكد مولر ضرورة إقامة 26 مخيما للاجئين في العراق، موضحا أن بلاده ستشارك في بناء ملاجئ إيواء للاجئين في شمال العراق بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".

وبحسب بيانات "يونيسف"، فإن هناك سبعة ملايين طفل ومراهق فروا من الاضطرابات في سورية ومن ميليشيات تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم "داعش".

وناشد مولر المفوضية الأوروبية سرعة التصرف، مؤكدا أن هناك مليار يورو متاحة بشكل مبدئي من الاتحاد الأوروبي لإغاثة اللاجئين، وقال: "يتعين فقط الإفراج عن تلك الأموال لضمان نجاة اللاجئين".