دوسلدورف.. مشهد نابض بالثقافة والفن

إذا كانت دوسلدورف تمثل مدينة للموضة والتسوق الفاخر وواحة خضراء بامتياز، فهي تعتبر أيضاً مدينة نابضة بالفن، ومدينة الفنون الجميلة في غرب ألمانيا. وبوجود أكاديمية الفنون "كونست آكاديمي"، ومشاريع مثل "كفادريناله" و26 متحفاً وأكثر من 100 صالة عرض، توفر دوسلدورف مشهداً ثقافياً متنوعاً غنياً بالفنون، لا يُعلى عليه في ألمانيا.

وتعتبر أكاديمية الفنون "كونست آكاديمي" نواة مدينة الفنون دوسلدورف، كما تعد واحدة من أهم المؤسسات من نوعها التي ارتبطت بأسماء كبار الفنانين طوال تاريخها، ومنهم: "باول كليه"، "جوزيف بويس"، "غيرهارد ريشتر"، "يورغ إيمندورف"، "كاتارينا زيفيردينغ"، "اندرياس غورسكاي"، وبالطبع أيضاً "غونتر أُوكر" الشريك المؤسس لمجموعة الفنانين "زيرو" النافذة دولياً.

ومع المهرجان الفني "كفادريناله" الذي يمثل سلسلة من المعارض التي تقام كل أربع سنوات في متاحف دوسلدورف ومعارض الفنون الجميلة، تعزز دوسلدورف سمتعها كمدينة للفنون. كما تغطي المدينة مجموعة واسعة من الاهتمامات الثقافية مع ما مجموعه 26 متحفاً وداراً للعرض، بدءاً من متحف الحديقة المائية المعروف "أكفا تسو"، ومروراً بالمتاحف الخاصة مثل المتحف الألماني للخزف الفريد من نوعه "هتينس"، وانتهاءً بالمتاحف الكبرى مثل متحف قصر الفن "موزيوم كونست بالاست"، ومتحف فنون نوردراين-فستفالن "كونست زاملونغ نوردراين-فستفالن". ويختص حوالي نصف متاحف ومعارض دوسلدورف لعرض الفنون التشكيلية.

ويمكن أيضاً لعشاق المسارح التمتع بالعروض المسرحية في 4 منصات في مسرح دوسلدورف "شاوشبيل هاوس" وحده، بما في ذلك مسرح الشباب "يونغه شاوشبيل هاوس"، ومحطة دوسلدورف المركزية، التي تعد منبراً للمسرحيات التجريبية. وفي عام 1999، وجد المشهد الفني المستقل والمحترف منبراً جديداً في مسرح "فراييس"، ومسارح أخرى مثل "كومودشن" في قاعة الفن "كونست هاله"، ومسرح "كومودي" في شارع "شتاين شتراسه"، وأخيراً وليس آخراً، مسرح دوسلدورف "ماريونيتن" في شارع "بيلكر شتراسه"، الذي يكمل المشهد الغني لعالم المسارح.

وتعتبر قاعة الموسيقى "تون هاله" ليس فقط أكبر قاعة حفلات في المدينة، بل أيضاً واحدة من أماكن الموسيقى الحديثة الأكثر إثارة للإعجاب في ألمانيا. كما تنتمي دار الأوبرا الألمانية على نهر الراين "دويتشه أوبر آم راين دوسلدورف دويسبورغ" إلى مكانٍ يتواجد دوماً بين المسارح الألمانية الرائدة في مجال الموسيقى.

وخارج هذه المباني المذهلة يوجد أيضاً الكثير لاكتشافه، فحالياً هناك حوالي 900 مجسم فني في الأماكن العامة. كما شهد تصميم محطات قطارات الأنفاق على خط "فيرهان" مشاركة العديد من الفنانين. واستقبل الجمهور التصاميم المعمارية للمحطات بحماس. وتُظهر هذه الأمثلة أنه في المكان الذي يعتبر فيه الفن جزءاً لا يتجزء من الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري، تنشأ رموز مميزة للمدينة.