ليالي برلين.. ثقافة وموسيقى وأسلوب حياة

هناك العديد من العوامل التي تجعل من برلين مدينة شابة، وتنيع هذه العوامل من مشهد النوادي الثقافية. فمع وجود مئات الحانات والملاهي والنوادي والصالات، تنبض الحياة هنا على مدار الساعة. فالمشهد الثقافي الشاب يمتد بالدرجة الأولى باتجاه وسط المدينة، حيث يمكن مشاهدته ومعايشته في مناطق مثل: (ميتّه)، (برنتسلاور بيرغ)، (فريدريشسهاين) و(كرويتسبيرغ)، والتي تمثل غالباً أماكن سريعة التغير. وتتواجد برلين الشابة أيضاً في الأقبية القديمة والكراجات أو قاعات المصانع السابقة!

وتبرز برلين كمدينة لا يوجد فيها ما هو مستحيل فيما يخص كل ما يتعلق بشؤون الحفلات وتقنياتها وأنواعها. فسواء أكانت موسيقى هادئة أو تقنية صاخبة أو حفلة تتناسب مع الميزانيات الصغيرة أو حفل على أعلى مستوى، فإن كل شيء ممكن في برلين ولا توجد حدود للمتعة والمرح.

وفي برلين يسير كل من الحياة الليلية ونمط الحياة جنباً إلى جنب. فهنا يتم اكتشاف الاتجاهات الجديدة ووضع معايير جديدة في الأزياء والموسيقى. وتعتبر مناطق حيوية مثل (ميتّه)، (برنتسلاور بيرغ)، (فريدريشسهاين) و(كرويتسبيرغ) أماكن مسلية للغاية، حيث يوجد هنا أكبر مناطق الجذب التي تستقطب أهل برلين وزوارها.

وعلى الرغم من عدم حصر الحياة الليلية في توقيت أو فترة محددة، إلا أن ذلك ليس وحده ما يميز برلين عن غيرها من العديد من المدن الأوروبية الأخرى، بل أيضاً هناك العدد الكبير من المصانع والمباني الصناعية السابقة التي تم تحويلها إلى مراكز ليلية للحياة العصرية.

كما تقدم المطاعم والمقاهي والحانات بشكل مستمر اتجاهات موسيقية وفنون طهي متنوعة. وتعتبر الموسيقى ذات أهمية خاصة بالنسبة لنمط الحياة الحي. فما بدأ كنقطة إنطلاق مع التقنية الموسيقية في الأقبية والطوابق السفلية والنوادي، استحدث وشكل أحياء المدينة بأكلمها. فقد افتتحت المقاهي والحانات الأصلية تحت الأرض، حيث الرقص ليلاً ، بينما يتم في النهار التصوير في الاستوديوهات وورش العمل ووكالات الأزياء.

ويمكننا القول إن الأحياء المنتشرة حول باحات (هاكيشه هوفه) وجادة (كاستانين آليه) أو شارع (سيمون داخ شتراسه) لها النصيب الأكبر من إيقاع الحياة هذا.

وبدورها فإن منطقة (هاكيشه هوفه)، التي يعود بناؤها إلى آواخر القرن الثامن عشر الميلادي، تمثل واحدة من أشهر المناطق الليلية في برلين، حيث تضم أمكنة رائعة وحيوية تقدم مزيجاً من المحال التجارية والحانات والمقاهي التي يمكن أن يقضي فيها المرء أوقاتاً مفعمة بالمتعة والمرح

وتكسب الحياة الليلية في برلين سمعتها بوصفها جنة اليوم الليلية، فنوادي برلين تعيد ولادة نفسها وتخلق اتجاهات موسيقية جديدة. وتتنوع الموسيقى والأماكن ليجد كل شخص ما يناسبه، فالكل يأتي ليعزف في برلين.

وإذ كانت الموسيقى محركاً أساسياً للعديد من الأنشطة والفعاليات التي تشهدها نوادي برلين، فإنها تزحف أيضاً بألحانها لتشعل كافة أرجاء المدينة، وذلك من خلال أسبوع برلين للموسيقى (برلين ميوزك وويك) الذي يتميز بإطلالة فنية مستقبلية تربط الموسيقى مع الأعمال التجارية، وعشاق الموسيقى والمشجعين مع المصنعين.

ويجمع مهرجان الموسيقى هذا أنشطة متنوعة وشاملة حول موضوع الموسيقى تغطي جميع أنحاء المدينة بأنغام الموسيقى الشعبية وصناعة الموسيقى والثقافة الموسيقية.

ويتوحد الجميع من منظمين ومشاهدين في مدينة الألف منصة، حيث تكون هناك فرصة رائعة أمام أنصار ومشجعي مختلف الاتجاهات ليعيشوا كافة الأشكال والأساليب الموسيقية، إذ يجمع البرنامج بين نجوم العالم والقادمين الجديد ويكشف عن أحدث الاتجاهات التي تمثل جميع الأجناس.

ويساهم أسبوع الموسيقى في تحويل برلين إلى مدينة تدور حول الموسيقى، لاسيما مع ما تتميز به برلين من حيوية تشعل كل ما تضمه من نوادي وحانات وملاهي ومسارح لتجلعها منصات مهمة لعالم الموسيقى.