فرانكفورت.. مدينة عالمية في قلب أوروبا

هي عاصمة نهر الماين.. أفقها مزين بالأبرج البراقة وناطحات السحاب.. ومع وجود البنك المركزي الأوربي والبنك الإتحادي الألماني ومؤسسات مالية دولية، تنتمي مدينة المعارض التجارية هذه إلى واحد من أهم المراكز المالية في أوروبا. وتعتبر فرانكفورت أكبر مركز للمعارض على مستوى أوروبا وأهم موقع اقتصادي في العالم. فهناك عشرين من أكبر مئة شركة في ألمانيا لديها مقرات مركزية في فرانكفورت. ويوجد في فرانكفورت منذ زمن طويل واحدة من أهم الواجهات في مجال الإنترنت وخدمات الاتصالات على مستوى العالم. ولكن في فرانكفورت لا يدور كل شيء حول المال. فعاصمة "نبيذ التفاح" حافظت على مساحات جيدة من الهدوء والراحة كمنطقة "زاكسنهاوزن". كما أن مجالات كالفن والثقافة تحظى بأهمية كبيرة في مدينة المعارض والمال هذه.

وتتميز فرانكفورت بطابع دولي مع ما تستقطبه سنوياً من ملايين الزوار القادمين من كافة أنحاء العالم. وهنا لا يمكن للضيوف الشعور بالملل أبداً، نظراً لما تزخر به المدينة من مباني تاريخية ومتاحف مرموقة ومراكز معارض والعديد من المعالم السياحية الجذابة وكذلك الفعاليات الثقافية البارزة والأحداث الرياضية الدولية فضلاً عن مجموعة واسعة من خيارات التمتع بالحياة الليلية وفرص التسوق الرائعة، حيث يضمن ذلك إقامة مميزة لضيوف فرانكفورت، سواء كانوا من المسافرين في رحلات سياحية أو المسافرين في رحلات عمل.

 

مدينة ذات تاريخ مهم

وتمتلك فرانكفورت أيضاً تاريخاً مهماً. فتاريخها الموثق يعود إلى القرن الثامن. وقد ورد اسم المدينة لأول مرة عام 794 في أحد وثائق شارلمان. فحتى في ذلك الوقت، كانت المدينة تمثل بالفعل مركزاً أوروبياً، حيث كان يلتقي فيها وجهاء الإمبراطورية لمناقشة المسائل اللاهوتية. وبعد بضعة قرون في وقت لاحق، منح "فريدريش الثاني" فرانكفورت امتياز المعارض، الذي كان الشرط المطلوب لنشوء سوق الأسهم.

إن ما تتميز به فرانكفورت من طابع دولي وانفتاح على العالم جذب الناس من الكثير من البلدان إلى موسم المعارض في هذه المدينة الواقعة على نهر الماين على مدى قرون. واليوم، يضمن مطار فرانكفورت الدولي وخطوط السكك الحديدية ووصلات الطرق المثالية في إيجاد أفضل شبكة دولية وترسخ سمعة فرانكفورت كعاصمة مالية اقتصادية.

 

معالم بارزة

يعتبر مبنى "رومر" ذو الواجهة الثلاثية أبرز معالم المدينة. فمنذ عام 1405 كان المرء يستخدم هذا المعلم كمبنى بلدية مدينة فرانكفورت. وإلى اليوم يضم المبنى مكتب العمدة. وفي العصور الوسطى كانت تُقام بالفعل معارض في مبنى البلدية تماماً، أي في ما يُسمى قاعات رومر "رومر هالن" وفي ساحة "رومربيرغ" أمام مبنى البلدية. واليوم تعتبر ساحة "رومربيرغ" قلب البلدة التاريخية القديمة من فرانكفورت ومقصداً محبوباً للسياح. كما تعتبر قاعات رومر مكاناً مرغوباً لإقامة جميع أنواع الفعاليات والمناسبات.

وليس بعيداً عن مبنى "رومر" تقع كنيسة القديس بولس "باول كيرشه"، التي شهدت في عام 1848 انعقاد الجمعية الوطنية الألمانية لأول مرة. ومنذ ذلك الحين، يُنظر إلى كنيسة "باول كيرشه" باعتبارها "مهد" الديمقراطية الألمانية.

أما "أشهر أبناء" فرانكفورت فهو "يوهان فولفغانغ فون غوته"، الذي ولد عام 1749 في عاصمة الماين. واليوم، يعد البيت الذي شهد ولادته "غوته هاوس" والمتحف المجاور له "غوته موزيوم" من أهم أماكن الجذب السياحي في فرانكفورت.

ومن أجل التمتع بإطلالة على مدينة فرانكفورت على الماين، فما على الزوار إلا التوجه إلى برج الماين، حيث يمكنهم من منصة المشاهدة الحصول على منظر بانورامي للمدينة وأفقها الفريد من على ارتفاع 200 متر.

 

فرانكفورت.. مدينة الثقافة والفن

تقدم فرانكفورت لزوارها مجموعة متفردة من المتاحف الجديرة بالزيارة. فالمتحفان المرموقان "شتيدل" ومتحف الفن الحديث "موزيوم فور موديرنه كونست" يعتبران من أهم دور المتاحف في المدينة. وهناك ما يقرب من 40 متحفاً ومعرضاً وكذلك أكثر من 60 مسرحاً وفرق مسرحية مستقلة تميز المشهد الثقافي الغني والمتنوع في مدينة فرانكفورت على الماين.

كما تلعب الأوبرا دوراً خاصاً في الحياة الثقافية في فرانكفورت، فهي حائزة على جائزة أفضل أوبرا في ألمانيا عدة مرات. وكذلك هو الأمر بالنسبة لمسرح "تيغر بالاست" الذي يمكن وصفه بعد أكثر من 20 عاماً من العروض الناجحة بأنه مؤسسة دائمة للعروض الفنية المتنوعة.  أما ضفة المتاحف "موزيومس أوفر" فهي تعتبر فريدة من نوعها في المشهد الثقافي الألماني. فكعقد اللؤلؤ تصطف المتاحف على ضفة نهر الماين بجانب بعضها البعض، حيث يجد المرء هنا متاحف ومعارض ذات مكانة دولية، بدءاً من متحف الفنون التطبيقية وحتى متحف الهندسية المعمارية الألمانية، ومن متحف الفيلم وحتى مؤسسات ومعارض الفن. وفي عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر أغسطس في كل عام تصبح المتاحف ونهر الماين على مدار ثلاثة أيام النقطة المركزية لمهرجان ضفة المتاحف في فرانكفورت.

 

منطقة فرانكفورت الراين-الماين

ونظراً لموقعها المميز، تعتبر فرانكفورت نطقة انطلاق مثالية لقضاء عطلات سياحية قصيرة في محيط ساحر. فهناك الكثير من الوجهات التي يمكن الوصول إليها بسرعة مثل سلسلة جبال "تاونوس" وسلسلة جبال "شبسارت" وغابة "أودن فالد" ومدن شهيرة مثل "هايدلبيرغ" و"فيسبادن" و"دارمشتادت" و"ماينتس" أو منطقة "راينغاو" الرومانسية مع قصورها وكروم العنب، حيث يمكن التوجه إليها بواسطة وسائل النقل العامة أو بالسيارات الخاصة أو بالدراجة أو سيراً على الأقدام أو حتى عن طريق القوارب.