لا توجد أعراض مميزة

الالتهاب الكبدي الوبائي .. أنواعه وسُبل الوقاية منه

(د ب أ) - يُعد الالتهاب الكبدي الوبائي أحد الأمراض الخطيرة التي تُصيب الكبد؛ حيث لا توجد أعراض مميزة لهذا المرض؛ ومن ثمّ لا يلاحظ بعض الأشخاص أنهم مصابين بهذا المرض إلا عند تدهور حالتهم تماماً وبعد وصول المرض إلى مراحل متأخرة.

 وأوضح الدكتور ديتريش هوبه، رئيس الرابطة الألمانية لأطباء أمراض الجهاز الهضمي بمدينة أولم، أن أنواع الالتهاب الكبدي الوبائي تختلف وفقاً لنوعية الفيروس المسبب له، مشيراً إلى أنه غالباً ما تظهر أعراض الالتهاب الكبدي الوبائي الشديد بنوعيه (A) أو (B) في الشعور بالإعياء والتعب والإصابة باليرقان والغثيان، مما يجبر المرضى بالطبع على الذهاب إلى الطبيب.

 بينما يتخذ مرض الالتهاب الكبدي الوبائي بنوعيه (B) أو (C) في حالتهما المزمنة، مساراً بطيئاً، لا يشعر به المريض على مدار فترات زمنية طويلة؛ حيث أوضح البروفيسور هاينر فيدماير، أستاذ الطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي بجامعة هانوفر الطبية، أنه يُمكن الإصابة بهذين النوعين دون أن يلاحظ المريض.

 

التليف الكبدي

وتشترك كل أنواع الالتهاب الكبدي الوبائي في أنها تتسبب في إصابة الكبد بالتهابات، يُمكن أن تؤدي إلى تليف الكبد فيما بعد، إذا لم يتم اكتشاف الإصابة بالمرض.

 وأوضح أخصائي أمراض الجهاز الهضمي أنه غالباً ما يفقد الكبد قدرته الوظيفية تماماً نتيجة هذا التليّف الكبدي، لافتاً إلى إمكانية ظهور خلايا سرطانية داخل هذه التليفات المتكوّنة بالكبد. ويقول هوبه: "غالباً ما يهدف علاج الالتهاب الكبدي الوبائي إلى تجنب الإصابة بتليّف الكبد وسرطان الكبد".

 

الأسهل انتقالاً

أما عن الالتهاب الكبدي الوبائي (A) المعروف باسم (يرقان السفر)، أوضح إنغو فان تيل من الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى الكبد بمدينة كولونيا، أنه يُعد أقل أنواع الالتهاب الكبدي الوبائي ضرراً، لكنه الأسهل انتقالاً.

 وأرجع الطبيب الألماني تيل سبب تسميته بيرقان السفر إلى أن هذا النوع من الالتهاب الكبدي الوبائي غالباً ما يُصيب المسافرين إلى المناطق الجنوبية من الكرة الأرضية، علماً بأن إفراز الفيروسات المسببة له يبدأ أولاً عن طريق الأمعاء، ثم ينتقل إلى أشخاص آخرين عن طريق الأطعمة والمياه الملوّثة.

 وعن كيفية العلاج يقول تيل: "غالباً ما تختفي الإصابة بيرقان السفر من تلقاء نفسها، لكن ربما يتخذ الأمر بعض الوقت لدى كبار السن ومرضى الكبد"، علماً بأنه يُمكن تجنب الإصابة بهذا النوع من الالتهاب الكبدي عن طريق تلقي التطعيم عند السفر وإتباع معايير النظافة والرعاية الصحية بشكل سليم.

 

الأكثر خطورة

وبالنسبة للالتهاب الكبدي الوبائي (B)، أوضح أستاذ الطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي فيدماير أن هذا النوع يُعد أكثر خطورة من الالتهاب الكبدي (A)، قائلاً: "تنتقل الإصابة بهذا النوع من الالتهاب الكبدي الفيروسي عن طريق الدم".

كما يعتبر فيدماير أن هذا النوع من الالتهاب الكبدي الوبائي يندرج ضمن الأمراض التناسلية؛ حيث غالباً ما ينتقل الفيروس المسبب للإصابة به عن طريق الدم والسوائل الأخرى التي يفرزها الجسم عند الجماع.

 وكي يتم الوقاية من هذا المرض، أكدّ الطبيب الألماني على ضرورة تلقي تطعيم ضد الإصابة به مع تطعيم آخر ضد الإصابة بالتهاب الكبدي الوبائي (A).

 ووفقاً لتقارير الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى الكبد، تصل نسب علاج الأشخاص البالغين من الالتهاب الكبدي الوبائي (B) إلى 90 %. وعن كيفية العلاج، أشار فيدماير إلى وجود نوعية معيّنة من الأقراص الدوائية تعمل على الحد من تزايد عدد هذه الفيروسات بالجسم، مما يُعيق تطور مسار المرض، موضحاً فائدةً ذلك بقوله :"يُمكن بذلك تجنب إصابة المريض بتليّف كبدي أو سرطان نتيجة إصابته بالالتهاب الكبدي الوبائي".

 ويلتقط الطبيب الألماني تيل طرف الحديث ويقول :"يُمكن للفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي الوبائي (B) الاختفاء داخل الجسم، حتى بعد الانتهاء من علاجها؛ لذا فعلاج المرض لا يعني عدم وجود أية فيروسات بالجسم"؛ حيث يُمكن بعد عشرات السنين أن تظهر الإصابة بهذا المرض مرة ثانية في حالة ضعف الجهاز المناعي، عند الخضوع مثلاً للعلاج الكيميائي في حال الإصابة بالسرطان أو عند زرع النخاع العظمي أو في حالة الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

 لذا أوصى تيل الأشخاص المصابين بالالتهاب الكبدي الوبائي (B) قائلاً :"ينبغي على هؤلاء المرضى ألا ينسوا أبداً أنهم قد أصيبوا بهذا المرض في يوم من الأيام، حتى بعد الانتهاء من علاجه، لذا ينبغي عليه دائماً إطلاع طبيبهم المعالج على هذا الأمر".

 

المزمن

أما عن الالتهاب الكبدي الفيروسي (C)، فهو يُشبه الالتهاب الكبدي الفيروسي (B) بشكل كبير. وعن هذا النوع من الالتهاب الكبدي، أوضح الطبيب الألماني تيل أنه أكثر أنواع الالتهاب الكبدي الوبائي، التي تتخذ مسارات مرضية مزمنة عند الإصابة بها.

 وعن كيفية انتقال العدوى، يقول تيل: "وفقاً لما توصلت إليه الأبحاث الأخيرة، فلا يُمكن أن تنتقل العدوى بهذا الفيروس إلا عن طريق الدم"، لافتاً إلى أن تعاطي المخدرات يمثل مصدراً آخر لانتقال العدوى.

 وأشار أستاذ الطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي فيدماير إلى أن نسب علاج هذا النوع تتراوح بين 40 و90 %، علماً بأن ذلك يتحدد وفقاً لنوع الفيروس الفرعي المتسبب في الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي (C).

 ويتوقع الطبيب الألماني فيدماير، أن ترتفع معدلات علاج هذا المرض خلال السنوات القادمة بشكل واضح، إذا ما ظهرت نوعية جديدة من مثبطات الفيروسات غير النوعيات الموجودة حتى وقتنا الحالي. أما عن فكرة وجود تطعيم للوقاية من الإصابة الوبائي (C)، أشار فيدماير إلى عدم وجود مثل هذا التطعيم، لافتاً إلى أنه ليس من المتوقع وجوده حتى خلال الفترات القادمة.