برلين.. حدائق غناء وجنان مائية

بمجرد أن تشرق أشعة الشمس الصيفية في برلين، تتحول حدائقها إلى واحات خضراء تدعو الزوار إلى التنزه والترفيه عن النفس وممارسة الرياضة مثل ركوب الخيل أو الغولف أو التنس وغيرها. والجميل في الأمر أن اكتشاف هذه المدينة الخضراء هو متعة بحد ذاته، سواء كان ذلك بواسطة الدراجة الهوائية أو من خلال جولة بالقارب أو عن طريق الحافلات السياحية أو سيراً على الأقدام.

 

 

ومهما تنوعت وسيلة الاكتشاف، سترافقك المناظر الطبيعية الساحرة دوماً. فالعاصمة الألمانية تعتبر واحة طبيعية تزخر بالحدائق والمنتزهات والغابات. وتوفر المدينة لمحبي الطبيعة والمساحات الخضراء، العديد من الخيارات كمتنزه الجدار (ماور بارك) الذي ينتمي إلى أماكن قليلة في المدينة كان من يحاول عبورها يلاقي حتفه. ولكن بعد فتح الحدود وإعادة توحيد برلين، تحول خط الجدار بسرعة إلى مساحات خضراء عامة ومنطقة للترفيه والاستجمام، تزخر بالعشب الأخضر وأشجار الفاكهة والنباتات البرية والزهور. كما يحظى متنزه (تيرغارتن) بشهرة واسعة، فهو يعد بمثابة الرئة الخضراء للمدينة. ولكن في كل مكان من المدينة يوجد أيضاً أشكال مختلفة من المتنزهات الترفيهية، متنزهات المدن، حدائق القصور وكذلك الغابات والأحراج. وهنا ننصحك مثلاً بزيارة الحديقة النباتية والمتحف النباتي (داهليم). فمع 22 ألف نوع نباتي تعتبر الحديقة النباتية (بوناتيشر غارتن) واحدة من أهم ثلاث حدائق نباتية على مستوى العالم.

ومن الأماكن الأخرى الجدير بالزيارة، نذكر حديقة بريتس (بريتسر غارتن) التي تزخر بمجموعة واسعة من الخيارات لقضاء أوقات الفراغ بكل راحة: منطقة بحيرات تبلغ مساحتها 10 هكتارات، حدائق ذات مغزى مثل حديقة الورود الشهيرة (روزن غارتن)، مناطق اللعب، حديقة جيولوجية، حديقة الساحرات والمختبر الكبير الموجود في الهواء الطلق، الذي يقام فيه معرض دائم عن الحيوانات وعالم النباتات. وفي المكان المخصص للتقويم توجد أكبر ساعة شمسية في أوروبا. ومن استنفذ طاقته عبر نزهة على الأقدام في الحديقة التي تبلغ مساحتها 100 هكتار، يمكنه أن يستمر في رحلته الاستكشافية من خلال قطار الحديقة، أو التعريج على واحداً من المطاعم الثلاث التي تفتح أبوابها على على مدار السنة.

بدورها، تزخر حديقة كومينيوس (كومينيوس غارتن) بالنباتات، التي قلما تجدها بهذه الكثافة في المرافق البلدية. وفي نفس الوقت، تعد الحديقة مكاناً شعبياً للتلاقي في المنطقة.

وينبغي أن لا يفوتك أيضاً زيارة الحديقة الترفيهية (مارتسان) التي تُعرف بحدائق العالم، فأهل برلين وسياحها يصابون بالذهول عندما يعرفون أن منطقة (مارتسان-هيلرسدورف) هي واحدة من أكثر المناطق خضرة في برلين. وتعتبر (حدائق العالم) واحدة من هذه المناطق الخضراء مع حدائق تقليدية ذات مغزى من آسيا، أوروبا والشرق.

ولدخول تجربة لا مثيل لها في عالم الحيوانات، فإنه لا ينبغي عليك أن تفوت فرصة زيارة أقدم حديقة حيوانات في ألمانيا والتي تدعى (تسولوغيشه غارتن). فهذه الحديقة تعتبر الأكثر تنوعاً في العالم، حيث تحتوي على 1400 نوعاً، من ضمنها حوض الأسماك، وحوالي 14000 من الحيوانات التي تعيش على مساحة تبلغ 34 هكتاراً. ويتصف الوصول إلى هذه الحديقة بالسهولة التامة، فهي تقع بجانب محطة قطارات تحمل نفس اسم الحديقة، وهي بنفس الوقت طبعاً قريبة من كنيسة الذكرى الشهيرة. وعند زيارتها يجب المرور من بوابة الفيل الكبيرة في شارع (هاردنبيرغ شتراسه) أو تلك المتواجدة في شارع (بودابستر شتراسه)، حيث ستجد الكثير من السياح الذين يلتقطون الصور أمام هذه البوابات نظراً لتصميمها المميز.

وعلى الرغم من أن الجميع تقريباً يعرف أن برلين مدينة خضراء مليئة بالغابات والمنتزهات والحدائق الكبيرة، إلا أن الكثير من زوار المدينة لا يعرفون أنها تعد أيضاً جنة للمحبي الرياضات المائية، حيث تزخر بالممرات المائية الصالحة للملاحة والبحيرات. وبمحرد أن يلقي المرء نظرة على خريطة برلين، فلن يتفاجئ أبداً من وجود مجموعة واسعة ومتنوعة من الجولات المائية: فهناك نهر (هافل)، بحيرة (فان زيه)، بحيرة (تيغلر زيه)، نهر (شبريه)، بحيرة (موغل زيه)، قناة (لاندفير كانال) وأيضاً وادي (دامِه) وغيرها. ومن يهتم بالجسور، لن يكون مضطراً للسفر إلى مدينة البندقية، فبرلين تضم 1700 جسراً وتفوق بعدد جسورها تلك المدينة الواقعة على البحر الأدرياتيكي.