غدا يبدا دور الثمانية والذي يشهد ثلاث مواجهات أخرى من العيار الثقيل

البرازيل تستنفر قواها أمام كولومبيا وديوك فرنسا تتحدى المانشافت والأرجنتين تتربص ببلجيكا

ريو دي جانيرو (البرازيل) 3 تموز/يوليو 2014- يحتاج المنتخب البرازيلي إلى الارتقاء بمستواه عندما يلتقي نظيره الكولومبي غدا الجمعة إذا أراد مواصلة رحلة البحث عن لقبه العالمي السادس من خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويلتقي الفريقان غدا بمدينة فورتاليزا في دور الثمانية للبطولة والذي يشهد ثلاث مواجهات أخرى من العيار الثقيل حيث يلتقي المنتخبان الفرنسي والألماني في مواجهة كلاسيكية جديدة بينهما غدا على استاد "ماراكانا" الأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو.

ويلتقي المنتخب الأرجنتيني نظيره البلجيكي بعد غد السبت بالعاصمة برازيليا كما يلتقي المنتخب الهولندي نظيره الكوستاريكي بعد غد أيضا في مدينة سلفادور.وعانى المنتخب البرازيلي كثيرا في مباراته أمام منتخب تشيلي في دور الستة عشر وأنقذته العارضة من هدف مؤكد للمنافس في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع قبل أن يحجز مقعده في دور الثمانية عبر ضربات الترجيح.

ويواجه نجم الهجوم البرازيلي نيمار دا سيلفا تحديا خاصا في مباراة الغد عندما يصطدم في نفس المباراة بالمهاجم الكولومبي جيمس رودريجيز حيث يدور الصراع بينهما ولاعبين آخرين على صدارة قائمة هدافي المسابقة حتى الآن.وفرض رودريجيز نفسه مفاجأة حقيقية ونجما بارزا للبطولة الحالية حتى الآن حيث يتصدر قائمة الهدافين برصيد خمسة أهداف منها هدفان في مرمى منتخب أوروجواي بدور الستة عشر وهدف في كل من مباريات فريقه الثلاث في الدور الأول للبطولة.

وأظهرت مباريات دور الستة عشر أنه لم يعد هناك أي منافس سهل في بطولة كأس العالم حيث عانى الجميع لتحقيق الفوز وبلوغ دور الثمانية باستثناء المنتخب الكولومبي الذي حقق الفوز على أوروجواي 2/صفر.ولم يظهر على المنتخب الكولومبي بقيادة مديره الفني الأرجنتيني خوسيه بيكرمان أي مؤشرات على معاناة الفريق أو افتقاده جهود المهاجم الخطير راداميل فالكاو جارسيا الذي حرمته الإصابة من المشاركة في البطولة.ونجح رودريجيز زميله في صفوف موناكو الفرنسي في تعويض المنتخب الكولومبي بشكل رائع عن غياب فالكاو.

وقال كارلوس سانشيز لاعب خط وسط المنتخب الكولومبي :"أثق في إمكانية الوصول للمباراة النهائية بالبطولة لأننا نمتلك ما يحتاجه ذلك".ويصر المنتخب الكولومبي على أن منافسه البرازيلي يمتلك أكثر من مجرد المهاجم نيمار وأنهم أيضا لا يمكن حصر قوة فريقهم في رودريجيز فقط.وتنتظر الجماهر البرازيلية الكثير من نيمار الذي سجل أربعة أهداف في مباريات الفريق بالدور الأول ولكنه فشل في هز شباك منتخب تشيلي في دور الستة عشر.

ويترقب المنتخب البرازيلي أن يكون نيمار جاهزا للمباراة غدا أمام المنتخب الكولومبي بعد الإصابة الخفيفة التي عانى منها مؤخرا.ويمتلك المنتخب البرازيلي سجلا رائعا في مواجهة المنتخب الكولومبي حيث التقى الفريقان سويا في 25 مباراة ففاز المنتخب البرازيلي في 15 منها وخسر مباراتين فقط. وخلال هذه المباريات ، سجل المنتخب البرازيلي 55 هدفا مقابل 11 هدفا لنظيره الكولومبي.

وتعاقد المنتخب البرازيلي مع طبيب نفسي لمساعدة اللاعبين على التعامل مع الضغوط الهائلة التي يتعرض لها الفريق لمطالبته بضرورة الفوز باللقب العالمي السادس من خلال المونديال الحالي.وأكد راميريس لاعب خط وسط المنتخب البرازيلي :"ما واجهناه أمام تشيلي سيحفزنا بشكل أكبر ويجهزنا لمواجهة كولومبيا".ويلتقي الفائز من هذه المواجهة في الدور قبل النهائي مع منتخب أوروبي حيث يصطدم يوم الثلاثاء بمدينة بيلو هوريزونتي بالفائز من المواجهة الأخرى غدا بين المنتخبين الفرنسي والألماني.

ويشهد استاد "ماراكانا" الأسطوري غدا المواجهة الكلاسيكية المثيرة بين المنتخبين الألماني الفائز بلقب كأس العالم ثلاث مرات سابقة والفرنسي الفائز باللقب في 1998 .وفي الدور قبل النهائي لمونديال 1982 بأسبانيا ، قلب منتخب ألمانيا الغربية تأخره 1/3 أمام نظيره الفرنسي في الوقت الإضافي إلى فوز ثمين بضربات الترجيح بعد تحقيق التعادل 3/3 .وتشتهر هذه المباراة أيضا بالتدخل العنيف للغاية من حارس المرمى الألماني توني شوماخر مع اللاعب الفرنسي باتريك باتيستون.

وفي المونديال التالي عام 1986 بالمكسيك ، فاز المنتخب الألماني على نظيره الفرنسي 2/صفر في المربع الذهبي أيضا بينما كان الفوز الوحيد للمنتخب الفرنسي على المانشافت في بطولات كأس العالم عندما التقيا للمرة الأولى وذلك في 1958 بالسويد وفاز الديوك 6/3 .واستنكر ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي أي أفكار عن الثأر قائلا :"معظم لاعبي فريقي لم يكن أي منهم قد ولد في هذا الوقت. وماذا يتعين علي أن أقول لهم ؟ كنت في الرابعة عشر وقتها".

وأوضح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن هذه المباراة ستجمع بين المنتخب الفرنسي صاحب أعلى عدد من التسديدات على المرمى في المونديال الحالي ونظيره الألماني صاحب أكبر رصيد من التمريرات الدقيقة في المونديال الحالي أيضا.وقال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني :"المنتخب الفرنسي منافس قوي للغاية بالطبع وتطور مستواه بشكل رائع بالفعل تحت قيادة المدرب ديدييه ديشان.. المباريات أمام فرنسا لها اهتمام خاص دائما. سنكون دائما على استعداد".

والحقيقة أن كلا من المنتخبين عانى أمام منافسه الأفريقي في دور الستة عشر حيث تغلب المنتخب الألماني على نظيره الجزائري 2/1 بصعوبة في الوقت الإضافي كما فاز المنتخب الفرنسي على نظيره النيجيري 2/صفر في آخر11 دقيقة من المباراة ليضرب الديوك والمانشافت موعدا في استاد "ماراكانا" .ويأمل كلا الفريقين في العودة إلى هذا الاستاد في 13 تموز/يوليو الحالي لخوض المباراة النهائية.

وفي النصف الثاني من القرعة ، يلتقي المنتخب الأرجنتيني بقيادة مهاجمه الشهير ليونيل ميسي المنتخب البلجيكي الكفء بعد غد في برازيليا بعدما عبر كل منهما لهذا الدور من خلال وقت إضافي تغلب فيه المنتخب الأرجنتيني على نظيره السويسري 1/صفر والمنتخب البلجيكي على نظيره الأمريكي 2/1 .

ومثلما يعتمد المنتخب البرازيلي بشكل هائل على نيمار ، يضع المنتخب الأرجنتيني العبء الأكبر على ميسي الذي سجل أربعة أهداف في المباريات الثلاث للفريق بالدور الأول وصنع لزميله آنخل دي ماريا هدف الفوز على المنتخب السويسري في دور الستة عشر.

وتعيد مواجهة السبت المقبل ذكريات المواجهة بين المنتخبين الأرجنتيني والبلجيكي في المربع الذهبي لمونديال 1986 عندما قاد الأسطورة دييجو مارادونا التانجو الأرجنتيني للإطاحة بالمنتخب البلجيكي القوي ليكمل طريقه إلى اللقب العالمي الثاني للمنتخب الأرجنتيني.ولكن مارادونا يخشى ألا تكون موهبة ميسي وإمكانياته كافية بمفردها للعبور إلى الدور قبل النهائي على حساب المنتخب البلجيكي.

وأشار مارادونا إلى أن المنتخب الأرجنتيني يعتمد كثيرا على ميسي ولكن إذا لم تجر الأمور على نحو جيد بالنسبة له فلا يمكن إلقاء اللوم عليه إذا تعرض الفريق لكارثة.

ويأمل المنتخب الهولندي ، الذي حقق الفوز على نظيره المكسيكي في الوقت القاتل بمباراتهما في دور الستة عشر ، في مواصلة تقدمه بالبطولة عندما يلتقي بعد غد السبت نظيره الكوستاريكي مفاجأة البطولة والذي تأهل لهذا الدور بالتغلب على المنتخب اليوناني عبر ضربات الترجيح.

ويأمل المنتخب الكوستاريكي في مواصلة مفاجآته بالبطولة أو على الأقل تقديم عرض جيد آخر في مواجهة الطاحونة الهولندية بعدما تغلب في الدور الأول على المنتخبين الإيطالي والأوروجوياني اللذين سبق لهما الفوز باللقب العالمي كما تعادل مع المنتخب الإنجليزي بطل العالم السابق أيضا قبل أن يعبر دور الستة عشر على حساب المنتخب اليوناني.

وقال كيلور نافاس حارس مرمى المنتخب الكوستاريكي :"فريقنا متماسك للغاية كما يتسم بالقوة الهائلة من الناحية الذهنية. الجميع اعتقد سابقا أننا لن نحصل على أي نقطة في مجموعتنا بالدور الأول. وساعدنا هذا لأنه منحنا الحافز.. نثق بأنفسنا ولا ينتابنا أي خوف".

ويفتقد المنتخب الهولندي حاليا جهود لاعب وسطه نيجل دي يونج الذي عانى من الإصابة ليغيب عن الفريق حتى نهاية البطولة.ولكن المدرب لويس فان جال المدير الفني للمنتخب الهولندي يمتلك العديد من البدائل في الفريق.وقال آريين روبن مهاجم الفريق: "نحن في مهمة جماعية. لم نأت لكأس العالم من أجل الاستمتاع بالشاطئ والطقس في ريو".