لقاء ألمانيا وأمريكا.. لا وقت للصداقة

ماناوس (البرازيل) 25 حزيران/يونيو 2014- عندما يلتقي المنتخبان الأمريكي والألماني لكرة القدم غدا الخميس ضمن منافسات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، لن يكون هناك وقت للصداقة أو تشتت الانتماء رغم وجود العنصر الألماني حاضرا بقوة في صفوف المنتخب الأمريكي.وعندما سجل لاعب الوسط الشاب جون بروكس هدف الفوز للمنتخب الأمريكي على نظيره الغاني في بداية مسيرة الفريق بالمجموعة السابعة في الدور الأول للبطولة ، لاحظ المتابعون الأذكياء للمباراة بعض أشكال الوشم المرسومة على ذراعي اللاعب وعلى أحد الذراعين كان هناك وشم للعاصمة الألمانية برلين مسقط رأس والدته. وعلى الذراع الآخر ، كانت ولاية إلينيوي الأمريكية مسقط رأس والده.

والحقيقة أن بروكس ليس اللاعب الوحيد الذي يجمع بين الأصلين الألماني والأمريكي من بين اللاعبين المتواجدين حاليا في صفوف المنتخب الأمريكي إحدى مفاجآت المونديال البرازيلي.وحقق المنتخب الأمريكي الفوز بجدارة على نظيره الغاني 2/1 ثم تعادل 2/2 مع نظيره البرتغالي في مباراة كان هو الأقرب للفوز فيها.ويخوض المنتخب الأمريكي مباراة الغد وهو في المركز الثاني بالمجموعة برصيد أربع نقاط وبفارق الأهداف فقط خلف نظيره الألماني مما يضاعف من الإثارة في مباراة الفريقين غدا.

كما يرى معظم الراقبين أن اللاعب الألماني الأصل جيرماين جونز كان الأفضل في مباراة المنتخب الأمريكي أمام منافسه البرتغالي حيث بذل جهدا هائلا على مدار المباراة وسجل الهدف الأول لفريقه (هدف التعادل 1/1 مع المنتخب البرتغالي) .وبخلاف جونز وبروكس ، يضم المنتخب الأمريكي بين صفوفه حاليا ثلاثة لاعبين من أصول ألمانية حيث يتمتعون بالجنسية المزدوجة وجميعهم استفاد من لوائح الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بشأن إمكانية اللعب لمنتخب البلد الذي تحمل جنسيته بشرط عدم المشاركة سابقا مع منتخب البلد الأصلي على مستوى المنتخب الأول في أي مباراة رسمية.

ويتحدث هؤلاء اللاعبون الألمانية فيما بينهم وكذلك إلى وسائل الإعلام الألمانية التي ترصد تطور مستواهم والأحداث المختلفة بالنبة لهم.ودعم المدرب يورجن كلينسمان المدير الفني الحالي للمنتخب الألماني فكرة ازدواج الجنسية منذ سنوات حيث توج كلينسمان كلاعب مع المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 1990 بإيطاليا ثم تولى بعدها بسنوات تدريب المنتخب الألماني وقاد حملة إعادة بناء الفريق ليحصل معه على المركز الثالث في مونديال 2006 بألمانيا.

وفي ذلك الوقت ، كان كلينسمان يعيش مع زوجته الأمريكة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية وأصر على البقاء في الولايات المتحدة والسفر لمسافة شاسعة إلى ألمانيا من أجل عمله في تدريب الفريق.وما زال كلينسمان يقيم في كاليفورنيا كما يلعب نجله كحارس مرمى في صفوف المنتخب الأمريكي للشباب.وينتمي جميع اللاعبين الخمسة بالفريق إلى آباء أمريكيين من أصول أفريقية وأمهات ألمانيات.

وفي الوقت الذي ولد فيه جونز ، كانت الحرب الباردة ما زالت مستعرة وكان هناك نحو 250 ألف جندي أمريكي يتواجدون على الأراضي الألمانية.ولعب جونز /32 عاما/ للمنتخب الألماني في بعض المباريات الودية ولكنه تحول إلى اللعب مع المنتخب الأمريكي بعدما فشل في فرض نفسه على قائمة الفريق في مباريات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008(
كما فاز فابيان جونسون /26 عاما/ مع المنتخب الألماني بلقب كأس الأمم الأوروبية للشباب (تحت 21 عاما) في 2009 حيث لعب إلى جوار نجوم مثل مانويل نيوير ومسعود أوزيل وسامي خضيرة وجيروم بواتينج وماتس هوملز نجوم المنتخب الألماني الأول حاليا.

ورغم عدم سفر جونسون إلى الولايات المتحدة سوى مرتين في عطلتين ، لم يتردد اللاعب في قبول استدعاء كلينسمان له إلى صفوف المنتخب الأمريكي.ويخطط كلينسمان للمستقبل بالاعتماد على نجوم آخرين مثل المهاجم الشاب جوليان جرين /19 عاما/ الذي اعتبر من أبرز المواهب في بايرن ميونيخ الألماني ولكنه لم يفرض نفسه على الفريق الأول حتى الآن كما لم يشارك فالمونديال الحالي حتى الآن.

واللاعب الألماني الأمريكي الآخر في صفوف المنتخب الأمريكي بالمونديال الحالي هو تيم تشاندلر /24 عاما/ لاعب إنتراخت فرانكفورت الألماني.ولكن كلينسمان يصر على أن هذه الأصول المختلطة التي يعج بهاالمنتخب الأمريكي لن يكون لها أي أثر على مباراة الفريق أمام نظيره الألماني غدا الخميس.

وتشهد المباراة مواجهة من نوع خاص بين كلينسمان والمدرب يواخيم لوف الذي كان مساعدا له في تدريب المنتخب الألماني من 2004 إلى 2006 ولكنه أصبح بعدها المدير الفني للفريق حتى الآن.ويحتاج كلا المدربين إلى الفوز باللقاء رغم أن التعادل يكيفيهما للعبور سويا إلى الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباراة المنتخبين البرتغالي والغاني بالمجموعة نفسها والتي ستقام في التوقيت نفسه.